[x] اغلاق
سعيد سلامة مبدعٌ استحقَّ التّكريم
23/5/2024 18:32

سعيد سلامة مبدعٌ استحقَّ التّكريم

بقلم: زايد صالح خنيفس

سعيد سلامة سلامة وبداية البدايات في حارةٍ جمعتنا وفي نَزلَةِ الفرن نحو صبر الأشلول ووادٍ استيقظ في مواسم المطر، وبدايات على ماسورة مياهٍ ضخمة نسيَت البلدية طَمرها، وتحوّل المكانُ لملتقى الأصدقاء المسائيّ، ظلّلَتها شجرة التّوت وشجرة التّين، وكانت ثمار الأشجار للمّارين في الطّريق... والبدايات صُخَيرةً وسط ساحة الحارة لا نتركها للحظةٍ، رغم أننا على موعدٍ مع صفعةٍ أبويّة لتأخّرِنا ليلًا.

سعيد وزيدان توأمان لم يلِدَا في نفس اللحظة بل جمعهما وفاء الأشّقّاءِ والبدايات جميلةً وما أجمل بلدي في الزّمن القديم. كان حصاد بيادر الحب البساطة، الانتماء وعشق البلد القديم، لا يُشبه للأسف عشق اليوم، وبدايات هواية التمثيل الصّامت تشحن كل الأحاسيس والمشاعر الصادقة نحو مشاهد الحياة ونوافذها السعيدة والحزينة، والبدايات جميلةٌ لا يطويها الغيم الكثيف والعودة إليها يحتاج لأسراب الدّمع، وتعرف الأنهار سُبُلها وتجاوز مطبّاتها وحواجزها.       

ما أروع البداياتُ، ورُقيّ الإنسان المبدع ليس فقط قمّة سعادته، بل إنها قمّة إنسانيّته... سعيد سلامة فنّانٌ منذ نعومة أظفاره، بقي طفلٌ وأجاد صعود درج الإبداع نحو قمة التألّق. الموهبة تحتاج إلى مثابرةٍ وتجددٍ، وأزاهير الغابات لا تموت في ظلالها بل تعودُ لبعثها.

لم يعرف المكرّم يومًا طريق الملل، بل كانت الهواية وريد انشغاله ونفسه وهواءه، وإن خانه قلبه أحيانًا... يجمعنا مسرحُ الحياة وحُلْمُ شعبٍ ينشد السّلام وشوقًا للفرح ووجوه نحو الشّمس، وسعيدٌ يشكِّل حالةً بحثنا عنها لنجد عالمًا يبحث عن رذاذٍ يروي الحقول لينمو الأخضر، وحصادًا لمواسمنا، وإبداعًا في تصاعد قمّةً نحو السّماء.

تكريمك أخي واجبٌ وليس إسقاط واجب، وترتقي الشّعوب بحضاراتها بتكريم مبدعيها، فهؤلاء عودةٌ لينابيع الصفاء، وقد صَدَق من قال: "أعطِني مسرحًا أُعطيكَ شعبًا". ما أروع صمودك على مسرحٍ خشبيٍّ وعلى مسرح الحياة.

أخي إنّك تستحق التكريم لأنّ الفراشات تستحق الأزاهير، والشمس تستحق دورتها والرّبيع يتلاشى جماله بدونِ الفصول.   

  

May be an image of 1 person, musical instrument, microphone and concert