قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الأربعاء، إن طلب رفع الحصانة عنا، نحن اعضاء الكنيست الذين شاركنا في زيارة ليبيا، هو طلب اقرب لممارسات النازية، وجاء هذا في كلمة النائب بركة أمام الكنيست لدى طرحه موضوع زيارة وفد الجماهير العربية إلى ليبيا.
وقال بركة، لقد سمعت هنا أن أحد أعضاء الكنيست (ميخائيل بن آري) طلب عقد جلسة للجنة الكنيست الادارية، للبحث في طلبه سحب الحصانة وحقوق أعضاء الكنيست الذين زاروا ليبيا، فعضو الكنيست هذا ومجموعته، عارضوا أيضا مشاركتي ضمن وفد الكنيست في اليوم العالمي لاحياء ذكرى ضحايا النازية، التي اقيم هذا العام في معسكر أوشفيتس، وهذا يعني انه يعارض كل خطوة نقوم بها.
وتابع بركة، إن ممارسات النائب هذا تؤكد أن معارضته هي على مجرد وجودنا هنا، ليس في هذا البرلمان فحسب بل في وطننا هذا، ولكن ماذا نقول؟ عنصرية؟ قلنا، فاشية؟ قلنا، ولكن هذا الطلب من ذاك عضو الكنيست تقارب توجهات النازية، لا اقل ولا أكثر، ولا توجد كلمة أخرى.
وقال بركة، إنها دعوة غير مسبوقة لرئيس القمة العربية، فمواقف الرئيس الليبي معمر القذافي معروفة، وحين لبينا الدعوة لم نخمن مواقفه، كوننا نعرفها مسبقا، ويخيل لي أنه على علم بمواقفنا نحن هنا من مختلف المواضيع، كما أن مهامنا واضحة كاعضاء كنيست عرب، وكمن نحمل جوازات سفر إسرائيلية واضحة، وعلى الرغم من هذا، فهو رأى أهمية في دعوتنا للالتقاء معه، وهذا أحد اللقاءات السياسية الأولى له في اطار منصبه كرئيس للقمة العربية، ويجب مباركة زيارة كهذه والدعوة بحد ذاتها.
وأضاف بركة، لقد توجهنا إلى ليبيا بناء على دعوة من القيادة الليبية، وكان من الأهمية جدا بمكان أن نلبي الدعوة، فنحن قلنا إنه إلى جانب كوننا فلسطينيين ومواطنين في هذه البلاد، فنحن أيضا ابناء للأمة العربية، والبعد الحضاري والثقافي الوطني العربي والسياسي في العالم العربي يخصنا مباشرة، ولوجودنا، وكل من يعتقد أنه يملك الحق لسحب هذا الحق منا، فإنه يعتدي على أبسط الأسس الديمقراطية.
واستعرض بركة في كلمته بعضا مما جاء في كلمة القذافي أمام الوفد، ومن بينها مسألة ما يسمى العداء للسامية، وتجاهل كون العرب ساميين، وأن إسرائيل تستخدم هذه الذريعة للتستر على سياستها العنصرية ضدنا كعرب في البلاد، وأنه قال إنه لا يعادي اليهود بل إن سياسة إسرائيل تقضي على مجتمعها.
وقال بركة، أيضا حينما تكلمنا هناك قلنا مواقف واضحة، فنحن لسنا متلونين، ولا نستبدل مواقفنا بموجب مواقعنا، فأنا شخصيا استعرضت وجهة نظرنا كحزب شيوعي وجبهة الديمقراطية من مسألة النضال العربي اليهودي المشتركة ضد الاحتلال والعنصرية، وأكدنا أن حلبة نضالنا الأساسية هنا، وهذا ما يجب ان يسمعه الكنيست والجمهور هنا، لذلك فيجب ان لا يتلاعب أي أحد بأوهام وكأننا ننقل حلبات نضالنا إلى الدول التي نزورها ليبيا مصر، أو أي مكان آخر في العالم.
واختتم بركة كلمته قائلا، إننا نتحرك وفق برامجنا، من أجل السلام وضد العنصرية والاحتلال، ولا يستطيع أحد هنا أو في أي مكان آخر، أن يمنع عنها الهواء والأوكسجين في تواصلنا مع العالم العربي.
