[x] اغلاق
لك الرحمة يا شجرة باب الدير
27/6/2024 7:22

لك الرحمة يا شجرة باب الدير


بقلم: زايد صالح خنيفس

لأول مرّة أعرف أن الاسم الشخصي للمرحوم أبي الدخيل هو سمير، مع أننا كبرنا في هذا البلد، عرفناه، ولكن بقي لقبه "أبو الدخيل" العلامة المجتمعية المسجّلة في ذاكرة النّاس، والأكثر شهرة في شفاعمرو وخارجها، نسبة لوالده.. وفي العودة لسنوات السبعين، عندما كان نقصًا في الصّف الثامن، انتقلنا من مدرسة أبي مطيع في منطقة العين، إلى مدرسة جبور جبور الواقعة شرقي المدينة، وكنا نصلها سيرًا على الأقدام ذهابًا وإيابًا.
لم يكن الدلال من طباع أهلنا، فلذلك عشنا طفولة شاقّة، بين أحضان الحياة العادية، تحيط بنا بيئة تربية صالحة، رغم قسوتها، خالية من رفاهيّة العصر، فلم يملكوا أهالينا عدد من السيارات كما هو حال اليوم، ولم تعرف ساحة باب الدير حينها الازدحام المروري، فكنّا نمُر بجانب محددة أبي الدخيل، متوجّهين شرقًا صوب المدرسة ونعود غربًا إلى مرشان عبر الحي القديم.
نشأ أبو الدخيل في عائلة متوسطة الحال، سعى وراء لقمة العيش ليُعيل أسرته، كافح مع المرحومة زوجته في سبيل عزّة نفسهما، سارا معًا على درب الكفاح من أجل حفظ كرامتهما، إلى أن اتخذ أبو الدخيل قرارًا بتحويل المحددة لمطعم راقٍ، تجتمع فيه الأهالي حول موائد كرمه، وأصبح محطة استراحة للوافدين الذين تناولوا أشهى المأكولات من تحضير المرحومة أم الدخيل، التي عاونته هي وأولادها طوال النهار بوجوه مُرحِّبة ومشرقة بالوداعة.
عائلة أبو الدخيل وجدت رزقها في موقع جميل، مزدحم بالمحبّين والأصدقاء الذين أحبّوا أحاديث أبو الدخيل، فدرّة تاج مسيرته التواضع وطيبة تعامله مع الناس، فأصبحت بشاشته عنوان اللقاءات به. منذ بداياته لم يذُق طعم الرّاحة من اجل سترة عائلته وأصبح عفويًّا دون تحضير رمز ساحة الدير، وشجرة محبّته لبلده الوارفة بالتعايش... لك الرحمة أبو الدخيل

May be an image of 1 person