[x] اغلاق
6000 قزم يرفضون استخدام ألفاظ تحط من شأن الأقزام
5/5/2010 10:37

    

كيف ينظر الأشخاص مكتملي القوام إلى غيرهم من الأقزام أو من يستحسن تسميتهم بـ "قصار القامة"؟ هل هي نظرة شفقة أم نظرة احتقار أم يتخذونهم هزءا ويسخرون ويضحكون منهم؟ هذا ما يسعى الأقزام في أمريكا إظهاره من خلال مجموعة تضم نحو 6000 قزم.

يعمل كريس كوتزيان موفدا في الشرطة وتعمل زوجته بارب مصممة جرافيك. وأنجب الاثنان طفلين ويملكان كلبا ومنزلا في ضاحية بمدينة دنفر في ولاية كولورادو. وتبدو أسرتهما كأي أسرة أميركية عاملة باستثناء شيء واحد كريس وبارب قزمان لا يتعدى طول كل منهما 1.2 متر. ومثل العديد من الأقزام فان كريس وبارب عملا بجد للتغلب على الحواجز الاجتماعية والجسمانية التي تقف حائلا أمام ممارستهما الحياة بشكل طبيعي وكامل فهما يعملان لدى جماعة لا تهدف للربح تعرف باسم "ليتل بيبول اوف أميركا" والتي تدعو الناس إلى التوقف عن معاملة الأقزام على أنهم جزء من عرض في سيرك.

وساعدت برامج تنتمي الى تلفزيون الواقع عرضت في الاونة الاخيرة برامج مثل "أناس قصار وعالم كبير" و "زوجان قصيران" على إظهار أن الأقزام يعيشون بشكل طبيعي كما ساهمت في تغيير أساليب معاملتهم لكن لا يزال هناك الكثير لفعله في هذا الصدد. وقالت بارب كوتزيان وهي نائبة رئيس الفرع المحلي لجماعة "ليتل بيبول اوف أميركا" ذهبت الى العديد من المدارس الابتدائية حيث يوجد أناس قصار القامة وتحدثت اليهم حول الطريقة التي أمضي بها في هذا العالم الرائع وكيف أن كلنا سواء في الداخل لكن بيننا جميعا اختلافات خارجية". البعض يضع نظارات والبعض شعره أحمر. لا يوجد تطابق لكن يجب أن نتذكر أننا كلنا لدينا مشاعر ويجب أن نكون ودودين تجاه بعضنا بعضا".

وتدعم جماعة "ليتل بيبول اوف أميركا" الأشخاص الذين يعانون من قصر القامة الناجم عن أكثر من 200 عارض طبي. وتعارض الجماعة استخدام الأقزام في وسائل الإعلام على أنهم مجرد وسائل جذب جانبية. كما تعارض الجماعة التي يفوق عدد الأعضاء في موقعها على شبكة الانترنت ستة آلاف شخص وصف الأقزام باستخدام ألفاظ يرون أنها تحط من شأنهم ويعتبرونها مهينة.

وقابل كريس بارب في المؤتمر السنوي للجماعة في عام 1999 في بورتلاند بولاية اوريجون. وتعقد الجماعة اجتماعها السنوي هذا العام في ناشفيل في يوليو بعدما أقرت العام الماضي قرارا يدين رسميا الألفاظ التي يرون أنها تحط من شأن الاقزام. وقال جاري أرنولد وهو متحدث باسم الجماعة لرويترز "نحاول منذ عقود نشر الوعي حول العالم ومنع استخدام هذه الألفاظ لكن كانت هذه هي المرة الأولى التي نتخذ موقفا رسميا". وأضاف "هناك تغيير بطيء يحدث فهناك الكثير من البرامج التلفزيونية الآن التي تضم أشخاصا قصار القامة بشكل كبير وتبعث هذه البرامج رسالة مفادها أن هؤلاء الأشخاص هم مجرد أشخاص عاديين مصابين بالتقزم لكن الأمر لازال إلى حد كبير في نطاق تلفزيون الواقع. سيكون من الجيد أن تضم مسلسلات الدراما التي تعرض في أوقات الذروة أو مسلسلات السيت كوم أشخاصا قصار القامة وتسند اليهم أدوار شخصيات عادية في سياق القصة". وتعارض الجماعة منذ سنوات تصوير الأقزام في وسائل الإعلام بشكل سيء واستخدامهم في التلفزيون للقيام بالإعمال الجريئة أو لإطلاق النكات.

وتظهر الدراسات أن فرص الأقزام في إيجاد عمل أقل كما أنهم يكسبون أقل ولا يشعرون بكثير من احترام الذات. ويفرض القصر الشديد في القامة على الأقزام بالطبع تعديلات محددة في منازلهم وسياراتهم. فكريس يكون بحاجة للوقوف داخل ثلاجته حتى يتمكن من الوصول إلى أعلى رف فيها أما بإرب فتتنقل من مقعد مرتفع لأخر لإعداد وجبة في مطبخها.

ويحلم الاثنان بأن يستطيعا تحسين منزلهما يوما ما ويجعلون الأحواض ومفاتيح الكهرباء على ارتفاع أقل لكن هذه التغييرات مكلفة بالنظر إلى الفواتير الاخرى التي يكونان مطالبين بدفعها خاصة مع وجود ابنة تبلغ من العمر أربع سنوات وابن له ست سنوات.

وكريس وبارب مصابان باضطراب جيني يطلق عليه "نقص في التعظم الغضروفي" وهو السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالتقزم والمسئول عن 70% من الحالات. ولا يوجد علاج لهذا الاضطراب. ويكون المصاب بنقص التعظم الغضروفي يحمل جينا واحدا للتقزم وجين طول طبيعي. وإذا كان الوالدان مصابين بهذا الاضطراب فان فرص وراثة طفلهما لجين الطول الطبيعي من كل منهما تصل إلى 25% كما أن هناك فرصة تصل إلى 50% أن يرث الطفل جين تقزم وأخر للطول الطبيعي ويصاب بنقص التعظم الغضروفي. أما فرصة أن يرث الابن جيني التقزم من أمه وأبيه فإنها تصل إلى 25% وهي حالة تؤدي إلى الموت أما عند الولادة أو بعدها بوقت قصير. وابن كريس وبارب مصاب بالتقزم لكن ابنتهما طولها طبيعي. وقال أرنولد ان احتياجات الأطفال المصابين بالتقزم تتم تلبيتها شكل أكبر مع زيادة الوعي