اختار الصحفي يارون ديكل، الذي يقدم البرنامج الصباحي "هكول ديبوريم" (أحاديث) في الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن يفتتح برنامجه بتهجم سياسي مباشر على النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية، الذي كان أكد في مقابلة سابقة مع الإذاعة، أن الفاشية في إسرائيل أصبحت واقع حال، وهذا تعقيبا على اعتقال ناشطين سياسيين في البلاد، على خلفية ملاحقة سياسية واضحة.
وقال ديكل، إن القيادات العربية في البلاد هبوا يهاجون الأجهزة الإسرائيلية على خلفية اعتقال أمير مخول وعمر سعيد، ولكن النائب بركة، حسب قوله ديكل، برز من بين الجميع بقوله، إن الفاشية باتت على الأبواب، وما يجري هو ملاحقة لكل الجماهير العربية.
وتابع ديكل قائلا: "ولو كانت هنا فاشية لما كان بإمكانك أن تقول ما قلت لإذاعة صوت إسرائيل ولو كانت هنا فاشية لما كنت عضو كنيست، ولكن يخيل لي أيها النائب بركة أن أقوالك هذه سمعتها من قبل ومنك شخصيا، ألم تقل مثل هذا قبل سنوات، حينما ظهرت قضية الشبهات ضد عضو الكنيست السابق عزمي بشارة، الذي هرب من بيننا ولم يأت للتحقيق".
هذا وأجرى مكتب النائب بركة اتصالا مباشرة مع برنامج "هكول ديبوريم" طالبا حق الرد المباشر على هذا التحريض، إلا أن معدي البرنامج رفضوا، وقالوا إن الرد من الممكن ان يكون كتابيا فقط، وهو ما رفضه النائب بركة.
وقال بركة معقبا، إن الأنظمة العنصرية تغير شكلها واساليبها، وليس بالضرورة أن تحمل نفس الاساليب من عصر إلى آخر، وكلن الجوهر يبقى ذات الجوهر، فما كان قائما في السابق لن يكون بالضبط كما في إسرائيل التي تقودها العقلية الصهيونية، فكتاب القوانين الإسرائيلي بما يشمل من عشرات القوانين العنصرية، عدا مئات الأنظمة التي تسير وفقها المؤسسة الرسمية، وعدا السياسة العنصرية العامة، باتت مرشدا لأبشع الأنظمة العنصرية التي عرفها عصرنا والتاريخ.
وتابع بركة قائلا، إن إسرائيل لا تستطيع أن تجمِّل عنصريتها بحق التعبير والانتخاب، فحتى هذا ندفع ثمنه مباشرة من خلال تضييق الخناق في مختلف مجالات الحياة، وندفع ثمنه مباشرة في الحياة السياسية من ملاحقات وغيرها، وكان الأفضل للصحفي يارون ديكل، الذي كنا نعهده بمواقف متزنة نسبية، أن يقرأ تفاصيل ما تواجهه الجماهير العربية في البلاد، قبل أن يشن هجومه ضدنا.