بحفاوة بالغة استقبل طلاب صفوف الثامن في إعدادية "عاطف خطيب" في شفاعمرو الكاتب الشفاعمري المغترب، الأستاذ ناجي فرح اليوم الأربعاء في نطاق لقاءات أدباء شفاعمرو التي تعقد في "أسبوع اللغة العربية"
وابتدأ الكاتب ناجي فرح خطابه لطلاب المدرسة بالحديث عن الهوية وأهمية اللغة كجامع قومي للعرب، ومدى حرصه على سلامة اللغة في بيته في تورنتو ومع أفراد عائلته حيث لا يتحدثون إلا العربية في المنزل. واختتم حديثه بدعوة أبناء الجيل الجديد للمحافظة على بلدهم وعلى طيبته المعهودة ووحدة أبنائه.
وانهمرت أسئلة الطلاب على الكاتب والمربي ناجي فرح والتي تناولت نشاطه السياسي والتربوي والأدبي والانساني، وأجاب عنها برحابة صدر وصدق، ومما قاله عن زيارته الحالية بعد ثلاثين عاما من الغياب وشعوره مع اقتراب عودته للغربة "حرمت نفسي من هذا اللقاء ثلاثين عاما، شعرت خلالها بالألم الشديد لترك البلد، وكنت تألمت كثيرا، وشعرت أني أقتلع نفسي من أرضي. أشعر اليوم أني سأقوم بنفس العمل باقتلاع ذاتي من بلدي وأحاول أن استعد للقاء اللحظة العاطفية التي تؤلمني كثيرا، لذا لم أحضر من قبل لأني أخشى هذه اللحظة لحظة فراق البلد. وأخشى مواجهة الألم الشديد الذي يعتصر القلب."
وعن مزاولته للكتابة قال فرح "بعدما تركت البلد انقطعت عن الكتابة لفترة طويلة، البعض  يكتب عندما يشعر بالحنين والبعض ينقطع بسبب الحنين الذي فرضته على نفسي، وعندما كبر أولادي، وأثناء ليالي سمرنا وحديثنا عن بلدنا والذكريات عنه وتاريخه، كانوا يحثوني على الكتابة، وهذا ما دفعني للكتابة." وشارك الكاتب الطلاب بحادثتين مشهودتين تدلان على أصالة شفاعمرو وجوهر العلاقة القوية التي ربطت أهالي البلد ببعض.
وفي نهاية اللقاء قام مدير المدرسة الأستاذ مازن أيوب بتقديم شهادة شكر وتقدير للكاتب المحتفى به، منوها الى الصداقة والزمالة التي ربطتهما معا وضرورة أن ينتقل الطلاب هذه القيم لمجتمعهم وشعبهم. وبعد اللقاء عقد برنامج مسابقات لطلاب الثامن في المعلومات اللغوية والأدبية بعنوان "من سيربح المليون" قدمه الأستاذ زياد شليوط، مركز التربية الاجتماعية الذي أدار اللقاء مع الكاتب ناجي فرح أيضا.