[x] اغلاق
الآلاف في افتتاح مؤتمر الجبهة الديمقراطية تهتف: كأننا عشرون مستحيل
22/5/2010 15:15



*بركة: نأتي إلى المؤتمر بانجازات سياسية مشرّفة، فنحن القوة الأولى برلمانيا وفي السلطات المحلية العربية

*نفاع: تحية الأعلام الحمراء التي رفرفت بشموخ في ايار 1958 في الناصرة البطلة

*جرايسي: التحديات كبيرة والنضالات متشعبة تستوجب أكبر قاعدة شعبية

*حنين: نضالاتنا ضد الحرب وسياسة الافقار وضرب العاملين وسياسة التمييز العنصري بكافة أشكاله

*عودة: اخترنا طريقا نضاليا شعبيا بات نموذج للآخرين

*ساحات بيت الصداقة الرحبة تفيض ببحر جماهيري من كافة أنحاء البلاد

*وفود وتحيات من فصائل منظمة التحرير والقدس المحتلة وهضبة الجولان: من القائد الشيوعي توفيق طوبي ومن الرئيس الفلسطيني من القائد الأسير مروان البرغوثي ومن فتح وحزب الشعب والجبهتين الشعبية والديمقراطية وفدا وجبهة التحرير

*وبين الضيوف الشيخ عكرمة صبري والنائبين أحمد الطيبي وطلب الصانع ووفد حركة أبناء البلد وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية

*الفنانان تريز سليمان وعلاء عزام يتألقان وفرقة العاشقين الفلسطينية تحوّل المهرجان إلى بحر جماهيري يموج مع أناشيدها الوطنية والثورية

*عرس وطني ضخم شهدته الناصرة



تحولت ساحات بيت الصداقة الرحبة مساء أمس الجمعة، وعلى مدى ساعات، إلى بحري جماهيري في واحد من أكبر الأعراس الوطنية التي شهدتها قلعة جماهيرنا الفلسطينية الوطنية، ركن الجليل الأبية، مدينة الناصرة، في افتتاح المؤتمر الثامن للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وبحضور شعبي واسع من كافة انحاء البلاد، وضيوف ووفود حزبية وشعبية ومن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقدس وهضبة الجولان السورية المحلتة.

وفود وضيوف وتحيات

وبدأت الوفود تتدفق في وقت مبكر من ساعة بدء المهرجان، إذ كان في استقبالها عدد من قادة الجبهة، رئيس الجبهة النائب محمد بركة ورئيس الكتلة البرلمانية د. حنا سويد، والنائبين د. دوف حنين وعفو اغبارية وسكرتير عام الحزب الشيوعي محمد نفاع ورئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي وسكرتير الجبهة أيمن عودة.
ومن بين الوفود، كان وفد واسع ورفيع من القدس المحتلة يتقدمه سماحة الشيخ عكرمة صبري، ووفد حركة فتح يتقدمة الدكتور ناصر القدوة ووفد حزب الشعب عضو المكتب السياسي يتقدمه حنا عمير، ووفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يتقدمه عضو المكتب السياسي عبد اللطيف غيث، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يتقدمه عضو المكتب السياسي هاني عيساوي.
ووفود وشخصيات محلية ومن بينها النائب أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير، والنائب طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي، ووفد حركة ابناء البلد، يتقدمه نائب الأمين العام .....، وعدد كبير من رؤساء السلطات المحلية العربية الجبهويين والمتحالفين مع الجبهة، وشخصيات سياسية واجتماعية وشعبية ومن بينهم الكاتب القدير محمد علي طه، ومؤسسة محمود درويش ولجنة المبادرة العربية الدرزية.
ووصلت المؤتمر تحيات عديدة نذكر منها تحية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، وتحية الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق نايف حواتمة، وتحية نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق عبد الرحيم ملوح، وتحية حركة فدا صالح رأفت، وتحية جبهة التحرير الفلسطينية وغيرها، مؤكدة كلها على دور الجبهة والحزب الشيوعي الريادي في نضال الجماهير الفلسطينية المتجذرة في وطنها الذي لا وطن لها سواه.


عودة: لن ننصاع للقوانين العنصرية

وافتتح المهرجان السكرتير العام للشبيبة الشيوعية الرفيق أمجد شبيطة، مرحبا على وقع أوركسترا الشبيبة الشيوعية من سخنين بالحضور الجماهيري الواسع وداعيا الخطباء إلى المنصة.
وكانت الكلمة الأولى لسكرتير الجبهة الديمقراطية المحامي أيمن عودة، الذي تولى عرافة المهرجان، فرحب بالحضور بكلمات مؤثرة، تداخلت فيها أبيات من الشعر الحديث والعريق، وقال إننا في الجبهة الديمقراطية وفي الحزب الشيوعي اخترنا طريق النضال الشعبي المدني لمقارعة السلطة بسياساتها العنصرية والدموية، وخضنا النضال في أحلك الظروف، وليس صدفة أن هذا النضال تحول مع السنين إلى خط عام لجماهيرنا ونموذج يحتذى به.
وتابع عودة قائلا، إننا لم نستكين يوما، ولم نرضخ يوما للقوانين العنصرية، فنضالنا المشروع كان دائما وفق الأدوات والمتاحة، ولكننا رفضنا دائما الانصياع للقوانين العنصرية بكافة اشكالها، ودعونا للتمرد عليها، تمردنا على قانون الخدمة العسكرية للشبان العرب الدروز، وعلى كافة القوانين التي في اساسها حرمان الانسان العربي من حقه في بيت يأويه، ونتصدى لكل قوانين التهجين وطمس الانتماء، وليعلم العنصريون مهما كثروا أننا هنا باقون متجذرين في وطننا الذي لا وطن لنا سواه.

 


نفاع: القوة الصدامية لاعلان الحرب على الحرب

وقدم السكرتير العام للحزب الشيوعي الرفيق محمد نفاع تحية الحزب الشيوعي الأممي العريق والباقي، تحية الرايات الحمراء التي رفرفت بشموخ في أيار 1058 في هذه المدينة البطالة- الناصرة، فكانت الوقفة امتحانا قاسيا وناجحا ومشرفا ومفترق طرق بين الشموخ والرضوخ.
وقال نفاع، إن كوادر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية والشبيبة الشيوعية في طول البلاد وعرضها، هي القوة المجرّبة والمبدئية والمسؤولة، والصدامية لإعلان الحرب على محاولة طمس الانتماء والوصول إلى الضياع وفقدان الهوية فراحت ضربتهم خائبة وتعود إلى راميها، هذه الكوادر التي اعلنت على الحرب ومن أجل السلام رغم حلكة وعتمة وظلم وظلام الاحتلال والاستيطان، والتهديد الدائم ضد الجيران وحتى ايران، فتحية إلى مقاومي الاحتلال والمستعدين لصد اي عدوان في كل مكان.

جرايسي: توسيع قاعدة الاجماع

وفي كلمته البلد المضيق، قال رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي، إن هذا المؤتمر يواجه التحديات، التي سيتم التعاطي معها بشجاعة وحكمة ومسؤولية، وبأجواء صريحة وديمقراطية تقيم ليس فقط المواقف، بل أيضا ستعمل تنجيع الآليات التنظيمية وتعميق الدور المشارك والفعال، خاصة للأجيال الشابة.
وتابع جرايسي قائلا، إن أمام هذا المؤتمر قضايا كبيرة وشائكة في المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والتنظيمية، وبشكل خاص ما يعترينا شعبا ووطنا وقضية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، وشدد على أن هذه الأوضاع تحتم تطوير وتوسيع قاعدة الاجماع والعمل المشترك مع قوى وتيارات وأوساط سياسية على اساس برنامج حد أدنى مشترك في الوسطين العربي واليهودي، وبشكل خاص الوسط العربي.
وقال جرايسي، إن جبهتنا ليست جبهة سياسية فحسب بل جبهة ذات مواقف ورؤية وفكر تقديم حضاري ومتنور، ومن أجل مجتمع صحي ذو نسيج اجتماعي متين، واختتم قائلا، لنجعل هذا المؤتمر كحطة مركزية للتقييم والانطلاق.

 


القدوة: لا تنازل عن وقف الاستيطان

والقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس مؤسسة ياسر عرفات الدكتور ناصر القدوة، كلمة قال فيها إننا جئنا اليوم إلى الناصرة لنعبر لكم عن دعمنا لكم، وفخرنا بكم بنضالاتكم وبانجازاتكم الوطنية، نضالكم المكمل لنضالنا، ولأن نضالنا مكمل لنضالكم.
وأكد القدوة على الثوابت الفلسطينية في كل المراحل وبالذات في هذه المرحلة، وقال، لقد أصر الجانب الفلسطيني على وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات، ولم نتراجع عن هذا فالاستيطان والسلام نقيضان لا يلتقيان، ومؤخرا قبلنا بمحادثات التقارب بسبب طبيعتها ولأننا لا نرى آفاقا كبيرة بشأنها، فإننا قبلنا بها من أجل استكشاف حقيقة الموقف.
وتابع القدوة قائلا، إن موقفنا هو الاصرار على وقف الاستيطان على كامل الأراضي المحتلة ومن ضمنها القدس، وضرورة وجود أساس سياسي واضح يحدد شكل الحل وآفاقه.

دوف حنين: نناضل ضد الأخطار السياسي والاجتماعية

وقال النائب الجبهوي د. دوف حنين، إنه امام الاحتلال والاستيطان، ومخاطر الاشتعال من جديد لتوسيع حلقة الدماء والموت، فإننا نناضل من أجل انهاء الاحتلال ومن أجل السلام الإسرائيلي الفلسطيني على أساس دولتين لشعبين والقدس عاصمتين للدولتين، وأنه امام حكومة الطغمة المالية، التي تحارب العاملين والعاطلين عن العمل فإننا نناضل ضد البطالة من أجل حقوق العاملين.
وتابع حنين قائلا، إنه امام سياسة التمييز العنصري فإننا نناضل من أجل المساواة القومية والمساواة للنساء، وضد كل اشكال التمييز، وامام سياسة تدمير الرفاه الاجتماعي نناضل من أجل رفاهية الحياة وضمان حياة طبيعية للجميع.

 


عميرة: نحن في خندق واحد

وكانت الكلمة لحزب "الشعب" الفلسطيني الشقيق، القاها عضو المكتب السياسي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة، فقال، إننا نؤكد أمامكم أننا متحدون في الأهداف والمواقف رغم اختلاف المواقع، وأننا في خندق واحد نواجه نفس التحديات ونتصدى لكل أشكال العنصرية والاضطهاد، ونحن ندرك ذلك الرابط الموضوعي بين نضالنا لانهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا وبين نضالكم من أجل الديمقراطية والمساواة.

بركة: الجبهة تحظى بزخم شعبي جماهير متنامي باستمرار

وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فوجه تحيات الخاصة إلى وفد الجولان السوري المحتل الحاضر معنا وفي وجداننا، ووفد القدس الشرقية والقوى السياسية المحلية والفلسطينية، وقال إن الجبهة تأتي إلى مؤتمرها الثامن بزخم شعبي جماهيري حاسد وواسع باستمرار، في كافة النضالات الشعبية على مختلف اشكالها، ومظاهرات الأول من أيار هي المثال الأبرز في الأيام الأخيرة، وخاصة نضالاتنا الطليعية في تتجمع  القدس المحتلة وحي الشيخ جراح.
وتابع بركة قائلا، إن هذا الزخم الجماهيري ينعكس أيضا في نتائج انتخابات الكنيست فالجبهة وحدها هي القوة السياسية الأولى في تلك الانتخابات، وحصلت وحدها على أكثر من 112 ألف صوت، كذلك فإنها القوة الأولى دون منافس في السلطات المحلية العربية، ورغم انجازاتها الضخمة في العام 2003، إلا أنها ضاعفتها من حيث العدد في العام 2008، من حيث عد الرؤساء الجبهويين والمتحالفين مع الجبهة.
وقال بركة، إن التحديات كبيرة، والهجمة على جماهيرنا العربية تتسع دون توقف، وحملة الاعتقالات والمحاكمات تستهدف كل جماهيرنا، فهناك من اختار أن يُحزّب هذه الهجمة ويعتبرها على حزبه، ولكننا نحن قلناها منذ اللحظة الأولى أن المحاكمة الجائرة التي أواجهها تستهدف كل الجماهير العربية، وكذا الأمر بالنسبة لمحاكمة الشيخ رائد صلاح ومحاكمة النائب سعيد نفاع، وبعث من المؤتمر تحيات الجبهة إلى المعتقلين أمير مخول والدكتور عمر سعيد.
وتوقف بركة عند الحالة الفلسطينية بكل جوانبها، مؤكدا اعتزاز الجبهة بعلاقاتها مع كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والحركات الأخرى القائمة على أساس الاحترام المتبادل، مع ما نتفق أو نختلف معهم، مشددا على موقف الجبهة من المفاوضات التي يجب ان تحكمها مرجعية الثوابت الفلسطينية، وضرورة تعزيز النضال الشعبي لمقاومة الاحتلال.
وحذر بركة من الرهان مجددا على الدور الأميركي، بعد كل هذه السنوات، وخاصة نهج الإدارة الأميركية الحالية.

 


من الشيخ جراح ينبع الأمل

كما القيت في المهرجان كلمان عديدة منها  كلمة لرفيق يوفال شلاف وهو أحد الرفاق من القدس الغربية الذي يقود النضال الشعبي للقوى وحركات السلام في الشيخ جراح، الذي قال إن بشرى الأمل لربما تخرج في هذه الأيام من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، الذي يشهد نضالات اسبوعية ضد عصابات المستوطنين الكهانية وقوات الاحتلال ضد الاقتلاع والتشريد.
وأكد شلاف أن القدس الشرقية ليس موحدة اطلاقا وهي محتلة وتعاني من تنكيل الاحتلال، ومن المشاريع الاستيطانية الضخمة، ولكن رغم ذلك فإن النضال لا بد وأن يثمر حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
والقت الأخت ياسمين مصاروة كلمة حركة النساء كلمة دعت فيها إلى مزيد من الالتفاف حول الجبهة الديمقراطية، مؤكدة اعتزازها بالانتماء إلى هذا البيت الوطني.
والقى السكرتير العام للشبيبة الشيوعية أمجد شبيطة تحية الشبيبة، ونوعا ليفي محررة موقع الانترنت "الجبهة اليسارية"، والرفيق يوآف غولدرينغ عضو بلدية تل أبيب، وسكرتير فرع الحزب الشيوعي في المدينة

اشهد يا علينا وعَ بيروت

وبعد المهرجان الخطابي كان البرنامج الفني الذي افتتحه الفنانان الوطنيان الملتزمان تريز سليمان وعلاء عزام، وتألقا في أناشيدهما وصوتيهما الرائعين، أمام الجماهير المتفاعلة معهما.
ثم "هبّت نار" العاشقين الفلسطينية، التي ما أن صعدت إلى المنصة حتى هاجت الجماهير مرحبة بهذه الفرقة الوطنية العريقة التي عرفها شعبنا منذ عشرات السنوات، ومركزها الحالي في مدينة رام الله، وتجوب الدول العربية والعالم بأسره، فغنت للوطن والثوار وللتضحيات، غنت للبقاء والثورة، واختتمت بـ "اشهد علينا وعَ بيروت"، وعلى مدى أكثر من ساعة كاملة كانت الآلاف تصفق وتتمايل مع مئات الأعلام الحمراء، ليختتم عرس الافتتاح، معبئا الجماهير بشحنة جديدة من الهمّة الوطنية والكفاحية نحو النضالات الجارية والمستقبلية.