[x] اغلاق
العروس وعد هايل غانم من المغار تزف الى قبرها قبل أيام من زفافها المرتقب بلوعة وأسى
24/5/2010 14:42

هي قصة فتاة من بلدة المغار النائية الجميلة المطلة على سهل حطين وطبريا تزف الى قبرها أيام قبل يوم زفافها، فقد استيقظت وعد باكرا وهي بين مشاعر الفرح والخوف كيف لا وهو اليوم الذي ستلتلقي فيه بخطيبها وعريسها طاهربعد ان تلقت دعوة لحضور زفاف صديقة لها من البلدة وسيرافقها الى هناك خطيبها.

حينها كانت الدنيا لا تسعها حتى لحظات خروجها من عرس صديقتها، شاهدت طفلين على شرفة المنزل فبادرت خشية على حياتها فعادت اليهما قائلة لهما" بالله عليكما نحن هنا في عرس فلا تسقطا فيتحول الى مأتم" وبعدها وبكل فرح وسرور انضمت الى خطيبها الذي كان بانتظارها ليعودا لمنزل العائلة، وما هي الا أمتار حتى تنحرف المركبة عن مسارها وتصطدم بشاحنة صلبة جامدة الى جانب الطريق لتتناثر الاحلام والفرح يتحول الى مأساة. والعروس التي كانت تحلم بارتداء الفستان الابيض هاهي ترتديه كفنا ابيض اللون والعريس ينقل بالطائرة للمشفى ويبتعد كثيراً عن وعد بلا سلام وكلام.

وتقول الأم هالة غانم: "أنا أم العروس وعد، ذكراها طيبة وعطرة فمنذ اللحظة الأولى التي أكرمنا الله إياها كان لدينا يقينا غير مقطوع بأي شك أو رهان على حياتها بأنها ستكون وديعة فقد عاشت حياتها كاملة لأن الكمال نسبي ولا يقاس بالسنين والأيام ولكن كانت حياة وعد على مدى 20 سنة و3 أشهر بمثابة ما حققته لنفسها فهذه قسمتها من الدنيا وهذا حد عمرها، فمنذ اللحظة التي ولدت فيه عرفنا انها ملك للحياة كما قال جبران "أبناؤكم ليسو لكم ابناؤكم ملك الحياة "وتعاملنا مع ذلك على هذا الاساس

وتنهي الأم هالة بالقول: "ابنتي وعد كانت حنونة واكثر من ذلك فكانت مع الاطفال غير شكل فهي محبة للحياة والاطفال بمثابة الحياة لها، وأنا اليوم لا اشعر بالحزن عليها لاننا سلمناها لله واشعر بسكينة والرضا فالناس تعيش 90 عاما ولا تحصل على شيء مما حصلته هي من دموع المحبين والاصحاب والاقارب والمحيطين. ونطلب من شبابنا التروي وان يعرف كل من يجلس خلف المقود ان حياته يمكن ان تذهب بلحظة، والسرعة يجب الا تكون السبب في الموت لانها من الشيطان فحتى لو وصلنا متأخرين دقائق خير من ان تذهب حياتنا بدقائق.

أما الوالد الثاكل هايل غانم فيقول  :"شعوري اليوم بعد وفاة ابنتي وعد ..أسى وحزن وشعور أنه يجب أن تكون حرباً ضد الحرب الدائرة على الشوارع وبين المركبات والتي تتسبب بمعاناة وأسى للكثير من العائلات فبلحظات يمكن ان يخسر الانسان حياته فيما يلحق ذلك الأسى والحزن لعائلات كاملة وقد تتحول لتدمير حياتهم بسبب الطيش والتهور مع أنني اؤكد ان الاعمار بيد الله عز وجل..

vويضيف الاب الثاكل هايل غانم "رزقنا الله بإبنتنا وعد بعد خمس سنوات من الزواج وهي البكر لدينا وبعدها رزقنا بابنتين اثنتين وقد حمدنا الله على ما رزقنا من نعمة الابناء واليوم طلب الله واحدة فأخذها ولا نعلم متى يحتاج منا غيرها وكلنا استعداد لقدر الله ، ومنذ اليوم الاول الذي خلقت فيه وعد حتى يوم وفاتها اؤكد بانها لم تتفوه بكلمة"آخ" وانا على قناعة انها وعندما تعرضت للحادث المروع لم تقل تلك الكلمة، لأنها كانت إنسانة مفعمة بالنشاط والحيوية منذ طفولتها وفي شبابها ايضاً كانت ذكية واحبت كل من حولها".
يذكر أن الوالدين الثاكلين تمنيا لنسيبهما المصاب طاهر عزام من بلدة ابو سنان الشفاء العاجل وان يعود الى اهله سالماً معافى....