[x] اغلاق
لأسير محمود عيسى: يتم الاعتداء على المعزولين بالضرب والشبح والإهانة
26/5/2010 11:08

قالت المحامية بثينة دقماق مدير مؤسسة مانديلا بالأسير/محمود عيسى في عزل هشارون(تلموند) مرتين خلال شهر أيار، حيث كانت الزيارة الأولى بتاريخ 12/5/2010م والثانية بتاريخ 20/5/2010م والأسير عيسى من سكان مدينة عناتا ومعتقل من تاريخ 3/6/1993م ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 3 مرات بالاضافة الى 46 سنة،وقد صدر بحقه قراراً بالعزل سنة 2002م .

واستمعت الدقماق خلال الزيارتين لمعاناة عيسى وزملائه من الأسرى المعزولين، حيث أنه أمضى في العزل الانفرادي 8 سنوات متنقلا من قسم عزل الى أخر ومن زنزانة الى أخرى ولم يبقى قسم للعزل إلا كان من رواده والمقيمين فيه وله في كل قسم حكايات مريرة وأليمة بالاضافة الى أنه تم عزله لمده تزيد عن ثلاثة سنوات ونصف على فترات متفرقة قبل  العزل الاخير في سنة 2002 .

أكثر من أحد عشر عاما منذ اعتقاله قضاها في أقسام العزل داخل زنزانة مساحتها 1.5×2م بالكاد تدخلها الشمس ان استطاعت، والرطوبة عالية جدا لدرجة أن الملح يذوب من شدة الرطوبة ، وعندما يدخل الزنزانة تكون مليئة بالقاذورات وبداخلها سرير مثبت بالارض وعليه فرشة بالية تفوح منها رائحة كريهة جدا ، وهذا يتطلب تنظيف الزنزانة اكثر من مرة يوميا بمواد تنظيف يشتريها الاسير على حسابه الشخصي من الكانتين ، ليتغلب على تلك الرائحة التي لا تطاق ، وما أن يفرغ المعزول من تنظيف زنزانته والتأقلم عليها حتى يتم نقله الى قسم عزل أخر أو زنزانة أخرى والعودة الى نفس الاساليب ونفس العذاب من جديد ، هكذا يقضي عيسى سنوات عزله ، كما يقول بأن سنوات العزل الثمانية اقل ما توصف بأنها سنوات عذاب ومعاناة وقهر واذلال وامتهان لكرامة الانسان واشد ظلما واكثر قسوة ووحشية تمارس بحق الاسير المعزول بطرق واساليب ممنهجة ومدروسة ومخطط لها مسبقا تضاف الى عذاب السجن والسجان كأسير .

وركز عيسى على الاوضاع الصحية للاسرى المعزولين والاهمال الطبي المتعمد ، وعدم السماح لهم بالتقاء الطبيب الا بعد أن يشتد الالم وينتشر المرض ، وعندما يحضر الطبيب يكون العلاج حبة أكمول مع الوصفة الطبية المعتمدة وهي النصيحة بالاكثار من شرب الماء ، مع العلم بأن المعزولين من المفروض ان يكونوا بالمستشفيات لتلقي العلاج لأنهم مصابين بأمراض مختلفة مستشهدا بما حدث مع الأسير/احمد المغربي والذي ترك في عزل المشفى بدون عناية وعلاج وأعطى أدوية مختلفة، سببت له مضاعفات وأمراض أخرى يعاني منها ولا زال.

وكشف عيسى لنا أثناء الزيارة بأنه يتم الاعتداء على المعزولين بالضرب والشبح والإهانة إذا صرخ المعزول مطالبا بطبيب لعلاجه او دواء لتسكين آلامه ويتم تقييده من اليدين والرجلين بالسرير ويترك على هذا الحال لمدة يومين، ويتم سحب حاجياته وأغراضه ولا تعاد له إلا على دفعات ولمدة تتجاوز الشهر، وتفرض عليه غرامة مالية تقتطع من الكانتين .

وفي نهاية الزيارة ناشد الأسير/ محمود عيسى كافة المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان التدخل الفوري لإغلاق أقسام العزل والعمل الجاد على إطلاق سراح الأسرى المعزولين وذلك لأصابتهم بأمراض مختلفة ، والتدخل السريع لنقلهم مبدئيا الى أقسام وغرف الأسرى كي يلقوا الاهتمام والعناية من قبل إخوانهم، كما وطالب المؤسسات بفضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى داخل السجون مؤكدا بأن حياة الكثيرين منهم مهددة بالخطر داخل أقسام العزل .

واهابت مانديلا بالمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل والسريع لإرغام إسرائيل بإغلاق أقسام العزل الانفرادي وإنقاذ حياة الأسرى المعزولين من الأمراض الخطيرة والمزمنة التي يعانون منها سواء كانت أمراض عضوية أو نفسية وتوفير العلاج اللازم والمناسب للجميع قبل فوات الأوان ونطالب بتشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق وزيارة الأسرى المعزولين والإطلاع على أوضاعهم المعيشية والصحية، وتحميل إدارة مصلحة السجون مسؤولياتها تجاه الأسرى، وتطبيق كافة القرارات الدولية التي تكفل للأسير حقوقه كإنسان وتوفر له كل متطلبات العيش الكريم.