[x] اغلاق
ضربة معلم
28/5/2010 12:16

احتجبت الرؤية يوم الاحد الماضي في  المقاعد الخلفية، عن معاينة منصة الشرف في القاعة المعدة لاستقبال رئيس الدولة، السيد شمعون بيرس ايذانا بانطلاق احتفالات المئوية لبلدية شفاعمرو، وذلك اثر نجاح ملحوظ للحدث، لحضورٍ ابهر المسؤولين وبضمنهم الرئيس خازم، الذي بدا مزهوا شامخا ومعتزا لهذه التلبية الجارفة لدعوة البلدية للحضور.
وفي المقابل تظاهر العشرات من اعضاء التحالف الوطني الديمقراطي والجبهة، التي فاجأت بمشاركة قيادتها المحلية في مظاهرة لم ترق الى مستوى التوقعات كمًّا، ولكنها حققت غايتها النبيلة بفرض جوهر احتجاجهم ومقاطعتهم على قاعدة الاحتفال،  وتبني الخطباء جميعا مطالبة رئيس الدولة بالعفو عن متهمي شفاعمرو زورا وبهتانا بالشروع بقتل الارهابي زادة.
ان الخلاف الفكري والعقائدي بين الكتل المختلفة في البلدية وكذلك الخلاف حول البرنامج والميزانيات المخصصة، هدد بشكل جدي فشل  مشروع المئوية كما وان تخوف الادارة والرئيس من عدم تجاوب المواطنين مع الحدث ومشاركتهم الفعالة، عزز هذا التخوف الا ان تدارك الامر في اللحظات الاخيرة من خلال الاستراتيجية  الحكيمة التي طرحها الرئيس خازم، لدعوة رئيس الدولة شمعون بيريس الى الاحتفال اقل ما يقال عنه انه "ضربة معلم"، حيث استطاع الخازم اشغال الرأي العام بين مؤيد ومعارض وفتح بابا للنقاش والحوار، مما ادى الى ان ترقى احتفالات المئوية الى المستوى الاعلامي والشعبي الواسعين وادراجها في اعلى درجات سلم الاهتمام المحلي والقطري.
من ناحية اخرى استطاع التحالف الوطني الديمقراطي في اللحظات الاخيرة، العودة عن طرح حجج واهية للمقاطعة من ادعاءات سخيفة وغير موضوعية لا تمت للواقع المحلي بصلة، وبرمجة مشروع المقاطعة بعد انجراره وارباكه على يد كتلتين في المجلس البلدي، حيث استدرك التحالف الامر واظهر بلوغا سياسيا محليا عندما برر المقاطعة بتخاذل بيرس بالتدخل في موضوع متهمي شفاعمرو بمقتل الارهابي زادة، مما اكسبه عددا لا بأس به من النقاط امام الحزب الوطني الاخر "الجبهة"، في نقاش امتثل فيه الرأي العام رأي الاغلبية الى موقف البلدية من الزيارة، ولكن التجمع حقق هو الاخر "ضربة معلم" وانجازا ولو محدود من خلال موقفه كحزب وطني له ثوابت وقواعد متينة وراسخة.
ان الحرارة التي صفق فيها الجمهور لرئيس البلدية عند القائه لخطابه، كانت الحدث الابرز في الاحتفال حيث استطاع الرئيس ان يرقى بكلمته لمستوى الحدث، ويصارح جهارة رئيس الدولة والحاضرين بنبرات قوية راسخة ومؤثرة بألم الشفاعمرين المزدوج، من خلال الاعتداء الهمجي والقتل العشوائي في مجزرة ناتان زادة، ومن ثم المحاكمة الجائرة لابناء البلد بتهم قتل السفاح حين ينال "البطل" في موقع اخر شهادات التقدير والنياشين.
كما وان الرئيس خازم لم يأل جهدا "بتعنيف" رئيس الدولة في قضية التمييز الغاشم والعنصري البغيض ضد الجماهير العربية عامة، وان قضية المساواة تلح منذ زمن وتهدد العلاقات العربية اليهودية وتنفر الناس من المؤسسة الحاكمة والدولة، وان على عاتقه ملقاة مسؤولية جمة  لالغاء التمييز واحلال العدل والمساواة.
والاهم ان الرئيس تطرق ولأول مرة بصورة جدية الى العدل في العلاقات المحلية وخصوصية شفاعمرو، من حيث التعددية الطائفية وشعر الناس ان الرئيس يعبر من خلال خطابه عن صحوة نوعية ازاء ما حدث حتى اليوم، من "سطوة" إحدى القوائم "بجشع" على الوظائف والمشاريع في البلدية امام احتجاج جارف للاعضاء، هدد كيان الادارة والنسيج الاجتماعي وانه يطمح لتغيير المسار لتحقيق العدل الاجتماعي والتوافق لرأب الصدع من اجل مستقبل مشرق للبلد.