[x] اغلاق
تأكيد على عمق العلاقة بين المسيحية والاسلام في الشرق وضرورة تعزيز هذه العلاقات على الأساس القومي الجامع
9/6/2010 12:10

بدعوة من قسم الثقافة والفنون في بلدية شفاعمرو، أقيمت في قاعة "أشكول بايس" مساء أمس الثلاثاء، ندوة ثقافية احتفاء بصدور الطبعة الثالثة من كتاب الباحث سميح غنادري "المهد العربي- المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام" حضرها رئيس البلدية والقائم بأعماله ونوابه وعدد من أعضاء البلدية ورئيس الهستدروت في الجليل الغربي، حسيب عبود والشيخ يوسف أبو عبيد، إمام الطائفة الدرزية والأب صموئيل زايد، راعي كنيسة الروم الأرثوذكس ورئيس جمعية المسن ومديرو المدارس والأطباء والشعراء والمثقفون والنشيطات النسائيات وغيرهم.
افتتح الندوة رئيس قسم الثقافة والفنون، عضو البلدية أحمد حمدي مرحبا بالحضور، ومنوها الى البرامج والأمسيات الثقافية الهادفة التي يشرف عليها قسم الثقافة والفنون في البلدية بدعم رئيس البلدية، وأضاف أن القسم ينوي تقديم أمسيات شهرية يستضيف من خلالها أحد الكتاب أو الشعراء المحليين. وألقى رئيس البلدية ناهض خازم كلمة افتتاحية، حيى فيها الكاتب وتحدث عن الانتماء الكبير للمسيحيين العرب لمجتمعهم وقوميتهم على مدار التاريخ، هذا التاريخ يجب تدعيمه وتثقيف أبنائنا عليه، وأضاف خازم: للمسيحيين العرب ارتباط في نشوء وباكورة انطلاق الديانة الاسلامية، ابتداء من الراهب ورقة بن نوفل واستمرارا بمحطات على طريق الارتباط الديني والعقائدي ببن المسيحيين والاسلام. ودعا خازم الى مزيد من الترابط الاسلامي- المسيحي وصون هذه العلاقة المميزة وواجب الأغلبية المسلمة في الحفاظ على المسيحيين العرب ووقف نزيف الهجرة بينهم.
ثم دعا حمدي كلا من الكاتب الضيف سميح غنادري والكاتب الشفاعمري زياد شليوط لإدارة الندوة. فألقى الكاتب زياد شليوط كلمة افتتاحية للندوة قال فيها" كتاب "المهد العربي" يتناول موضوعا يعتبر في صلب وحدتنا الوطنية، بات من الضروري دراسته بشكل صريح، موضوعي، علمي ضمن الثوابت الوطنية التي ابتعدنا عنها كثيرا في السنوات الأخيرة، وبقيت مجرد ذكريات أننا في وقت مضى كنا لا نسأل عن الانتماء الديني لقريبنا، أما اليوم بات هذا الانتماء مقياسا لكفاءة الشخص أو مقدرته الفكرية والعلمية، ولا نفهم الرابط بين الأمرين.
ويؤكد الكتاب صحة ما تربينا عليه، حين كان المد القومي العظيم خاصة في عهد القائد القومي جمال عبد الناصر، وكنا ننشد "أحلف بقرآني وانجيلي"، هذا الطريق الذي تخلينا عنه في عهد ردة قصير، يعود بصورة جديدة، حيث سمعنا كيف قام مطران القدس الأسبق ايلاريون كبوجي والشيخ رائد صلاح، باقامة صلاة مشتركة على ظهر سفينة "مرمرة" ضمن أسطول الحرية وكسر الحصار، فهذه هي الوحدة الوطنية التي تربينا عليها والتي يجب أن نعيدها لنصون مجتمعنا من الأمراض الاجتماعية التي تنهش به، وتربية الأجيال الشابة على هذه القيم." وتوقف شليوط عند بعض ميزات الكتاب وشهادة بعض الكتاب فيه، ثم دعا الكاتب سميح غنادري ليقدم مداخلته حول الكتاب.
استعرض غنادري في مداخلته دوافع اقدامه على وضع كتابه والتي تلخصت في دافعين أساسيين وهما: محاولة تغريب وفرض غربة على المسيحيين العرب عن محيطهم العربي، وحالة الاسلاموفوبيا التي ابتدأت منذ عدة سنوات وتصوير الاسلام بشكل مغلوط في العالم. وأضاف غنادري أن الكتاب وجد قبولا غير متوقع، وهذا يؤكد تعطش الناس لموضوع الكتاب وخاصة في معرفة الوقائع والحقائق عن الموضوع، تلك الحقائق التي ساهمت كل من المؤسستين المسيحية والاسلامية في اخفاء بعضه أو تشويه بعضه الآخر. وجاء غنادري على بداية المسيحية مؤكدا ومثبتا ارتباطها الأصيل بالشرق والعروبة حيث انطلقت من بلاد الشام ومن قبل دعاة وقديسين عرب استشهد عدد كبير منهم دفاعا عن ايمانهم، كما ذكر عددا من الأعلام العرب المسيحيين، واستعرض العلاقة الانفتاحية والمتسامحة التي ربطت المسيحيين بالدولة الاسلامية، كما أورد أمثلة من القرآن التي تؤكد العلاقة المميزة بالمسيحية، وأمثلة من التاريخ والأدب العربيين.
وفي نهاية المداخلة أجاب الكاتب على الأسئلة والملاحظات، ويذكر أن الندوة لاقت الترحاب من جمهور الحاضرين، ويذكر أن هذه هي الندوة الثانية التي تقام في شفاعمرو حول كتاب "المهد العربي" بمشاركة المؤلف سميح غنادري.