عجيب امر هذا المسخ العجيب يتلون بشتى الوان الطيف كي يرضي غروره ويحقق مآربه الشخصية الضيقة، شاحنا معه مجموعة من البؤساء اصحاب النفوس الضعيفة والمهزوزة،  يستنجد برجال الدين طورا لتنفيذ مخططاته مدافعا عنهم، كونهم "اسمى من رضوخهم  للانتقاد البناء والموضوعي" تارة، وناعتا اياهم بابشع صور الحقد والضغينة تارة اخرى عندما لا يرضي موقفهم رغبته في السيطرة وحب الظهور.
هذا هو حال الطائفة المسيحية في المدينة في الاشهر الاخيرة، مجموعات تتربص لاخرى والكنيسة تتحول الى محك للزعامات والصراعات، تتغلغل كالسرطان فينا نرفع شعارات الوحدة والمحبة بينما البغض والضغينة وروح الانتقام يعمي بصيرتنا.

راعني ما قرأت امس من منشور شيطاني تنعت  من خلاله مجموعة صغيرة من اولياء امور الطلاب، في المدرسة الابتدائية الاسقفية المحلية رعاة الكنيسة بـ"ابناء الشوارع"، ويتهمون سيادة راعي الابرشية بسلب وقنص اموال البلد والغدر وغيرها من النعوت البذيئة، وبعضهم بالامس القريب حاولوا التشهير بصحيفة "السلام" ورئيس تحريرها وشاركوا في "حفل"استقبال راعي الطائفة المحلية الاب المحبوب اندراوس بحوث، كون الصحيفة نشرت انتقادا موضوعيا بناءا، حول تغييرات مظاهر العيد ونهج الاب بحوث من خلال ايماننا الراسخ بحرية النشر والتعبير عن الرأي، حيث اوضحت  الصحيفة موقفها في الاسبوع التالي، واكدت انه لم يكن القصد من النشر الاساءة لاحد انما محاولة تصليح الوضع القائم.
وقد  بررت مجموعة الاولياء "هجومها" على السلام، بان رجال الدين اسمى من ان يزجوا في موضع انتقاد، وان علينا ان "لا ننشر غسيلنا خارج اطار الرعية". بمعنى ان نكيل بمكيالين فنهاجم الشرفاء لنتملق لكاهن يشبع رغباتنا بشغف الظهور، ويتعامى عن حقيقة نوايانا الخبيثة و"نفتك" براعي الابرشية، لانه فضح  امرنا وعين اخرين من ابناء الرعية امناء على اموال  مدرستنا الحبيبة بدلا عنا.
لا يختلف اثنان في قدسية "شعار" رزق البلد لاهل البلد"، وان رئيس تحرير "السلام" عبدكم الامين، حمل هذا الشعار على مدار سنوات  مستبسلا مناضلا عنيدا، لتحقيقه باساليب شتى و"عنيفة" احيانا، وانه في الاسبوع الاخير كرس هذا الشعار عبر صفحات "السلام" متوخيا من سيادته ايجاد السبل وطرح البدائل لارضاء طموح اهل البلد، وتصليح الغبن الذي احاق بالطائفة المحلية على مدار عشرات السنوات. حيث ساهمت الطائفة بجمع اموال المدرسة لخدمة الابرشية، وان على الابرشية المساهمة  على الاقل باموال اهل البلد لاتمام المشاريع، وتنفيذ مشروع بناء المدرسة الثانوية وقد ساهمت شخصيا على مدار سنوات مع هذه المجموعة في تحقيق بناء المدرسة الابتدائية، وكنت السباق في تذليل العقبات المالية مقابل البلدية واوساط اخرى، وكذلك قدت الحملة الاعلامية "الشرسة" لتحقيق الغاية والهدف، وقد عرضت وسيلة البث الاذاعي للخطر الدائم ، ولم اخنع ولم اتراجع حتى حققنا لابنائنا حلم التعلم في مبنى يليق بهم شامخا ابيا، وعند اول مفترق طرق تنكر المسخ لدور كل من ساهم ونسب الانجاز لنفسه وافراد عائلته!!!!! بشكل مخجل ووضيع،
المؤسف في الامر ان العديد من افراد لجنة الاولياء تنكرت للمنشور عند توزيعه وانكروا ان لديهم صلة في الامر، بمعنى ان مجموعة صغيرة من اعضاء اللجنة هم من خططوا ونفذوا هذا السم والتحريض، وهذا الاسلوب في التعامل مع الامور خاصة وان الامر يمس مشاعر ابناء الرعية جميعا، لانه حين يمس الرأس بسوء فان الجسم كله يتحلل ووجب علينا ان نتعامل مع الامر بروية وفطنة وذكاء، وان نبادر اولا لتجنيد أوسع وحدة صف محلية وليس من خلال فئة غامضة، تطمح لتحقيق مكاسب الظهور والزعامة وتكريس هذه المكاسب لتحقيق اهداف شخصية، من خلال استغلال المدرسة ومديرها للتوظيفات العائلية الشخصية لافراد من اعضاء المجموعة، وانصياع المدير لهم مرغما اخاك لا بطل حيث وجب علينا ان نحاور سيادته  بلباقة، وان طال الامر، وان لا ننسى انه راعي الابرشية والمسؤول الاول والاخير عن مدارسها وان المدارس الاهلية ليست اهدافا للربح انما طريقا للتعليم، وان الاهل  يدفعون مقابل تربية وتثقيف ابنائهم وليس من اجل الادخار، وان الفائض المالي هو من حق الابرشية لادارة شؤونها والحفاظ على شموخها الذي يعزز الانتماء المسيحي وترسخه وتمسكه بوطنه، وعلينا جميعا ان ندعمها ونوفر الحماية المالية والمعنوية لها، انما على سيادته ان يوفر الربح للقيام بالتوزيع السليم للحصص للطوائف المحلية حسب مدخول كل رعية، وان يشرع في بناء المدرسة الثانوية فورا وتسديد الالتزامات المتبقية من بناء المدرسة، ومن ثم بناء نظام جديد يعتمد على الثقة المتبادلة من خلال مجلس رعوي يرعى شؤون الطائفة ويحافظ على املاكها ومواردها.
لقد سقط القناع وظهر الوجه الحقيقي الدميم لمن يدعي انه يرغب بالانخراط بالعمل الرعوي  لمساندة ابناء الرعية، وهو بالاساس يهدف لضرب مصالح الابناء من خلال تقديم شكاوى او دعاوى قضائية ووشاية، ويتفاخر انه نجح بتدمير مصلحة فلان وينوي تدمير علان من ابناء رعيته ويكرس روح الانتقام والحقد والضغينة  وان العد التنازلي قد بدأ لانتهاء عهد القرصنة وشراء الذمم وان الطائفة كل الطائفة كفيلة بتلقينه درسا ابديا  وتقزيمه كما يستحق 

والبقية تأتي