الفن بجميع مجالاته وتنوعاته يعتبر من الكماليات , الضروريات هي ضروريات لان جسمنا يتطلبها والكماليات اعتبرها ضروريات لنفوسنا ووسيلة لروحنا المحبوسة في الجسد لان تنطلق من الضيق والظلمة التي يفرضها الجسد الى السماء لتتراقص مع طيور وفراش هذا العالم . فالفن الجميل يلون نفسيتنا ويريحها ويجعلها تنتعش من جديد . ما يميزنا عن الحيوان هو اهتمامنا الكبير بالكماليات فالحيوان بحاجة الى ذات الضروريات التي نحتاجها نحن لكنه قد لا يحتاج الى ما تحتاج له نفوسنا , ما يميزنا ايضا عن الحيوان هو طبيعتنا المبدعة وقدرتنا على الابداع وكسر القيود التي تفرضها الطبيعة علينا بالفن .
كل نوع من الفنون يستطيع ان ينتشلنا من كئابة نفوسنا وضيق صدرنا ,لكل ضيق نعيشه فن ما ينتشلنا منه , الوسيلة التي نقدم بها ابداعنا لها كبير الاثر بالتاثير بنا , هنالك فن تحتاجه نفوسنا وهنا فن تحتاجه غرائزنا والفنان هو صاحب القرار .
خصصت هذه الكلمات للفنانة القديرة داليدا , لذلك يتوجب علي ان اعبر عن حجم حبي واستمتاعي بما قدمته هذه الفنانة , لا اعلم الكثير عن التمثيل لكني اعلم عن الغناء الكثير لذلك هذه الكلمات التي اكتبها الان تصف هذه السيدة التي لا زالت بصمتها في عالم الغناء موجودة .
لا شك بان صوت داليدا يمتاز بجماله الخاص وبقوته ورنينه الذي يطرب اذاننا , لا شك ايضا بان الفن ارقى بكثير من اختلاف العروق او الديانات او القوميات فهذه المطربة احدى عمالقة الفن الذي لا يقل حجمها عن فيروز او ام كلثوم او صباح او غيرهم من عمالقة الفن الاجنبي .
لا شك ان الصوت الجميل يمنح صاحبه الامتياز , داليدا هذه السيدة التي يهز صوتها ارض جسدي وينتشل ذاتي من وراء قضبان جسدي تعيش بي بكلماتها بصوتها وبتعايشها مع ما تقدمه .
اجمل ما يقدمه الفنان عندما يتعايش مع ما يقدمه ,لا سيما ان كان لا يمثل هذه الحالة بل يعيشها بصدق كما عاشت داليدا مع الاغنية الاسطورة "نفسي المريضة" وغيرها من الاغاني .
تحية لك يا داليدا ,تحية للصوت الذي استطاع ان يغزوا جسدي لينتشل ذاتي من عتمتها , تحية لك يا من يتشرف الفن ببصمتها الذهبية , تحية لك يا امراة عاشت مع ما تقدمه , اجلالي لك وباقة من اجمل الورود على ضريحك الذي ينبض بنبضات صوتك الذي ما زال الكون يحتجزه كرهينة له .... فما اجمل الفنان الذي يقدم ذاته بفنه , المه وفرحه بصوته , الفنان الذي يستطيع ان يخرج مع صوته نبضات قلبه . تحية لك لن تموت يوما ,قد اموت انا لكن هناك من سيقدمها لك دوما فالفن الجميل يبقى حيا الى الابد , الى الابد
