[x] اغلاق
مبروك اسبانيا وتحية لجنوب أفريقيا
16/7/2010 10:41

زياد شليوط
وهكذا انتهى المونديال.. وانقضى شهر من الترقب والمشاهدة والمتابعة للتنافس الكروي بين أفضل منتخبات العالم. وحسم كأس العالم لصالح اسبانيا التي قهرت جارتها وشقيقتها هولندا.. واستحقت بطولة العالم بعد بطولة القارة الأوروبية، فمبروك وألف مبروك لاسبانيا التي اجتهدت وجدت، وعملت بهدوء لكن بثقة بالنفس واستحقت الكأس بجدارة، خاصة وأنها تحقق هذا الانجاز الكبير لأول مرة في تاريخها.
ولا ننسى أن بطولة العالم في كرة القدم أقيمت على أرض بلد أفريقي عريق، وهو جنوب أفريقيا الذي عرفناه من خلال نضال أبنائه السود وعلى رأسهم المناضل الأسطوري، نلسون منديلا الذي تحول من سجين وأسير الى رئيس لجنوب أفريقيا بعدما تحررت من نظام الأبرتهايد العنصري. وتستحق جنوب أفريقيا حكومة وشعبا كل التحية والتقدير على مستوى التنظيم والترتيب لهذه البطولة العالمية، مع كل ما يرافقها من الحفاظ على أمن وأمان الزوار والوافدين من لاعبين واداريين وطواقم طبية ومجموعات اعلامية وغيرها. حيث نجحت جنوب أفريقيا كما نجحت الصين الشعبية بالأمس القريب في دورة الأولمبيادة، في الخروج بصورة رائعة وحضارية، بعدما بثت أوساط ربما تكون أمريكية عنصرية الشكوك التي تطعن في قدرة جنوب أفريقيا في الحفاظ على النظام ومنع الجريمة والاعتداءات على زوار الدولة، وردت كل تلك الأقاويل الى نحور مروجيها، الذين يعتقدون أن الانسان الأبيض سواء كان في أمريكا أو أوروبا وحده القادر على التعامل مع الحضارة ومجاراتها، أما الانسان الأسود والأصفر فانهما دون ذلك، لكن سواء الأولمبيادة أو المونديال أثبتا من خلال جمهورية الصين وجنوب أفريقيا أن الانسان عندما يتمتع بالحس الانساني يمكنه أن يحقق المعجزات. 
كلنا حنين زعبي
ربما يرى البعض أن هذا العنوان بات شعارا ممجوجا ومستهلكا، ربما يبدو هذا صحيحا لأول وهلة، لكنه أصدق وخير ما نعبر عنه عن موقفنا في هذه الظروف وأثناء الحملة العنصرية الهمجية التي تتعرض لها النائبة (عليهم) العربية الشجاعة حنين زعبي، من قبل نواب وأحزاب اليمين العنصري والتي تمثلت هذا الأسبوع بالتصويت على اقتناص بعض الامتيازات البرلمانية لها، هذه الخطوة التي استهجنتها بعض الأصوات العاقلة المتبقية في المجتمع الاسرائيلي.
أما ما يثير في تلك الحملة اليمينية وانجرار أوساط متعقلة لها، أن بعض نواب اليمين من الغارقين في العنصرية والعداء للعرب ومجبولين بكراهيتهم، يتباكون على مصلحة الوسط العربي ويتهمون

حنين زعبي وزملاءها أنهم لا يمثلون المواطنين العرب وادعى أحدهم أن أفرادا من عائلة الزعبي اتصلوا به ليتنصلوا من أعمال وتصريحات حنين. وهل حقا أن أبناء من عائلة الزعبي الكرام لم يبق لديهم من عنوان سوى نائب ليكودي؟! اننا نربأ بأنفسنا أن نصدق هذه الترهات. وعندما ترفع احدى المارقات في الكنيست الاسرائيلي من فلول الهجرة الصهيونية، والتي لا نعرف ماضيها "المشرف" في وطنها الأصلي، صورة جواز سفر ايراني وعليه صورة حنين زعبي، فانها تجهل ولا شك أن زعبي وكل المواطنين العرب هم من أبناء هذه الأرض وجذورهم راسخة في تراب هذا الوطن، ولذا ليس كثيرا علينا أن نردد في هذه الفترة الحرجة: كلنا حنين زعبي، حتى نؤكد للقاصي والداني أن بعض الأصوات التي تخرج من ظهرانينا لا تمثل إلا نفسها، بينما الغالبية الساحقة من الجماهير العربية التي منحت أصواتها للأحزاب العربية ليست بحاجة لمن يتحدث باسمها أو يزور ارادتها لا من قريب ولا من بعيد.