[x] اغلاق
جدل يصاحب اعتزام غوغل إطلاق خدمة ستريت فيو في ألمانيا
12/8/2010 11:44

رغم موجة الانتقادات التي تحيط بالمشروع طيلة السنوات الثلاثة الماضية، إلا أن عملاقة محركات البحث الأميركية "غوغل" قالت إنها بصدد المضي قدماً نحو بدء خدمة عرض الشوارع التي يُطلق عليها "ستريت فيو" في ألمانيا.

في الوقت الذي لم تحدد فيه الشركة حتى الآن موعداً لبدء الخدمة، أماطت تقارير صحافية ألمانية النقاب عن أن الشركة تقوم في تلك الأثناء بعملية تسجيل للسكان المقيمين في ألمانيا ويرغبون في جعل منازلهم أو ممتلكاتهم غير واضحة المعالم في تلك الخدمة التي ستوفر تصويراً دقيقاً للشوارع والمنازل على الإنترنت ستشمل 20 مدينة في البلاد.

هذا وقد سبق للشركة أن قامت في العام 2007 بإطلاق خدمة عرض الشوارع في الولايات المتحدة الأميركية، لكنها استغرقت عدة سنوات لكي تقوم بنقل الخدمة إلى ألمانيا، بسبب مخاوف بشأن السرية. ولفتت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في تقرير لها اليوم حول هذا السياق إلى أن الآلاف من الأشخاص لا يرغبوا في ظهور صور منازلهم على الإنترنت دون تحكم من جانبهم في ذلك. وقالت المجلة أيضاً إن هناك قوانين صارمة للغاية حول حماية البيانات الشخصية في ألمانيا الموحدة، وأن الحساسيات من أنشطة التجسس والاضطهاد التي كانت ترتكبها الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية، مازالت موجودة في البلاد، رغم مرور عقدين على اتحاد الألمانيتين.

ورغم وجود معارضة سياسية كبرى، إلا أن العاملين في غوغل مستمرون في التجول بالبلاد داخل سيارات مجهزة خصيصا ً لتصوير شوارع المدينة. ونقلت المجلة عن رافائيل ليتيريتز، المدير المسؤول عن الخدمة في ألمانيا، قوله إنه وبالرغم من الاعتراضات التي واجهوها، فإن الألمان قد باتوا بالفعل مستخدمين مواليين. ومن بين جميع الدول التي لا يوجد بها حاليا ً تلك الخدمة، يمثل الألمان العدد الأكبر من المستخدمين على الموقع الخاص بالخدمة. ويرى ليتيريتز أنهم يستخدمون الخرائط والصور من أجل التخطيط للأجازات وغيرها من الأنشطة. وفي المناطق التي وفرت فيها الشركة خرائطها الموجهة التي تعمل بـ 360 درجة، قامت خدمة فيو ستريت بزيادة حركة المرور بنسبة 20 % إلى خدمة خرائط غوغل التي تعد جزءا ً منها. وأشارت المجلة في السياق ذاته إلى أن الشركة تتربح المليارات من وراء النشاط الإعلاني، وتكسب تلك الأموال من مرات الاطلاع على الصفحات التي تقدمها الخدمة.

ورغم إطلاق الخدمة من قبل في عدة دول، إلا أنها لم تحظى بكل هذا الجدل الذي لاقته في ألمانيا. فمازال يريد كثيرون من الألمان معرفة الطريقة التي قد تمكنهم من استثناء صور منازلهم وممتلكاتهم الخاصة من الخدمة، في الوقت الذي يجري فيه مسؤولو الشركة مناقشات حول هذا الموضوع منذ بضعة أشهر مع السلطات المحلية وحكومات الولايات والسلطات الوطنية. وفي مقابلة أجرتها مؤخرا ً مع دير شبيغل، قالت وزيرة حماية المستهلك الألمانية، إلزا إيغنير، إن وزارتها أجرت مناقشات مع المسؤولين في شركة غوغل، وأنهما أكدا في صلب المحادثات على ضرورة المحافظة على حق المواطنين في الخصوصية. وقالت غوغل من جانبها إن الأشخاص سيكون بمقدورهم التقدم بطلبات لضمان جعل مبانيهم وممتلكاتهم غير واضحة المعالم.

ومع هذا، قال بير مييرديركس، مسؤول حماية البيانات في غوغل، في مقابلة مع المجلة، إن الخطوة لم يكن من الممكن تجنبها. وعبر الآلية التي ستتبعها الشركة لمنع ظهور ممتلكات الأشخاص وفقاً لرغبتهم الشخصية، ترى أن ذلك سيساعدها في القضاء على الانتهاكات وأعمال النصب والاحتيال. وعد إطلاق الخدمة، لن تختفي تماماً تلك المباني التي أزيلت بناءاً على طلب المستخدمين. بل سيتم التشويش عليها بحيث تصبح غير واضحة المعالم فقط، وبالتالي، لا يتم انتهاك أي خصوصيات.

وبمجرد إطلاق الموقع الخاص بتقديم الطلبات، تعتزم غوغل منح السكان في ألمانيا مهلة مدتها أربعة أسابيع ليسجلوا أو لا يسجلوا اعتراضاتهم عن طريق البريد أو الإنترنت. وسيتاح أمام الشركة قدراً كافياً من الوقت، كي تقوم فيه بالنظر في الطلبات، ومراجعتها، وكذلك إحداث التغييرات اللازمة على الصور قبل أن يتم البدء في تفعيل خدمة عرض الشوارع في ألمانيا. ويتردد، بحسب ما أفادت المجلة، أن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص قد تقدموا بالفعل بطلبات في هذا الصدد إلى الشركة.

وعلى مستوى متصل، قامت السلطات في كوريا الجنوبية يوم أمس الثلاثاء بشن هجوم على إحدى المكاتب التابعة لغوغل في سول، بحثاً عن أي بيانات لمستخدمين تم تجميعها بصورة غير شرعية بموجب مشروعها المثير للجدل "فيو ستريت" الذي تستعد لتدشينه هناك. وأفادت اليوم صحيفة "كوريا هيرالد" المحلية في هذا السياق بأن الشرطة ستقوم بالنظر في تلك المعلومات المخزنة على الأقراص الحاسوبية الصلبة التي جرى تخزينها لمعرفة نوعية المعلومات الشخصية التي تم تجميعها، في الوقت الذي تتحضر فيه غوغل لإطلاق خدمة عرض الشوارع هناك.