[x] اغلاق
صــوت زهـرة عـورة.. يا شيـخ حسن!
23/8/2010 14:01

الجمهور العربي طيب و«حبوب»¡ وبإمكان أي فنان أو سياسي أو داعية أو منظّر يساري أن يسحبه من يده¡ ويوهمه بأنه سوف يصشتري له حبة شوكولاتة من البقال المجاور ثم يأخذه لا نعرف الى اين!

مشكلتنا ان أي فنان حفّ شاربيه¡ وأطلق لحيته¡ أسميناه شيخاً¡ وجلسنا في حضرته منصتين ورعين خاشعين¡ ننتظر ان يدلنا على طريق الجنة¡ وأن يوصلنا هو بنفسه الى الباب. وسرعان ما نخلع عليه لقب «شيخ»¡ في الوقت الذي مات فيه علماء اجلاء ولم يحصلوا على هذا اللقب¡ وربما ماتوا وهم يحلمون بهذه المرتبة الدينية.

إغواء الحجاب

وكذلك الأمر بالنسبة للفنانات¡ فما ان ترتدي الواحدة منهن الحجاب¡ حتى تظهر في اليوم التالي على الفضائيات¡ وكأنها من حمامات مكة¡ علما بأن شكل بعض الفنانات بالحجاب الذي على الموضة¡ أكثر اثارة من دون حجاب.
ثم بعد سنوات من هذه التوبة¡ يعود الفنان ليظهر في عمل فني آخر - على مبدأ يموت الزمار وأصابعه بتلعب - وهنا يقع الجمهور المسكين في حيرة¡ فهل يصدق الفنان التائب¡ ام الفنان العائد¿ وكذلك بالنسبة لـ«جمهورات» النساء¡ فهل عليهن ان يقتنعن بصورة الفنانة قبل الحجاب¡ أم بعده.


الولد الشقي

ربما هذا ما يثار اليوم بعد «الردة الفنية» التي ارتكبها الفنان الشيخ حسن يوسف¡ في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة». فلو أن حسن يوسف أدى هذا الدور قبل تدينه¡ أي قبل أن يظهر على المشاهدين¡ بمظهره الجديد حافا شاربيه ومطلقا لحيته¡ لو كان الأمر قبل ذلك لربما تقبله المشاهد¡ لكن المشكلة من الصعب ان ينتقل هذا المشاهد فجأة من صورة حسن يوسف الروحانية التي كرسها باعمال دينية كتلك التي جسدها عن متولي الشعراوي الى صورة العجوز المتصابي¡ والعاشق الذي أسقطته زهرة في اغوائها.

وللعلم فقط نقول للشيخ حسن¡ ان صوت زهرة عورة¡ كما تجوز النظرة الأولى اليها فقط. أما «الحاج» الذي في المسلسل¡ فنراه احيانا ينظر اليها اكثر من مرة! والملاحظ أن حسن يوسف أدى دوره في هذا المسلسل¡ بروح حسن يوسف نفسها ذلك الولد الشقي في أعماله القديمة¡ أي شقاوة تحت الجبة.

هذا التناقض الذي لا يقنع الجمهور¡ وقع فيه أيضا الممثل السوري سامر المصري¡ وهو يؤدي دورا كوميديا في مسلسل «أبو جانتي ملك التكسي»¡ فكذلك تختلط في الرؤية البصرية الاولى لدى المشاهد¡ بين صورة سامر المصري الكوميديان وصورته وهو «عقيد» للحارة.


حياة شخصية

ربما يفترض بالفنانين المعتزلين لأسباب دينية¡ اما ان يقتنعوا تمام الاقتناع بان الفن حرام¡ وبالتالي يبحثون عن مصدر آخر للرزق¡ واما ان لا يقحمونا في حياتهم الشخصية¡ وتبقى توبتهم بينهم وبين ربهم.. وبحسب رأي بعض رجال الدين والعلماء¡ فان حجاب بعض الفنانات اساسا ليس هو الحجاب الشرعي¡ وبالتالي فهو اكسسوار للزينة¡ خصوصا عندما يصبح تسريح الشعر وصباغته والاعتناء به متعبا للفنانة العجوز التي أصبحت صحتها على قدها.

وقد حسم الإسلام هذه المسألة بتركها للنوايا. حين قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».