يعتقد الكثير من الناس، أن إهمال وجبة الإفطار يساعد في إنقاص الوزن، ولكن الدراسات تشير إلى أن من لا يتناولون الإفطار يعّوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام على وجبة الغداء، لذلك فإنه منغير المجدي الاستغناء عن هذه الوجبة بدعوى إنقاص الوزن،وبما أن وجبة الإفطار هي أول وجبة تستقبلها المعدة في اليوم، حيث تنتقل المواد الغذائية المهضومة إلى الكبد وتتحول إلى دمٍ يسري في العروق، ومنه إلى جميع خلايا الجسم، فيجب الاهتمام بتناولها يومياً لإمداد الجسم باحتياجاته من المواد الغذائية.

كما تكمن أهمية وجبة الإفطار في قدرتها على تهيئة الجسم للنشاط اليومي، حيث تمنح الجسم القدرة على الحركة والإنتاج، وتنبّه الذهن وتساعده على التركيز، وذلك من خلال إمداد الإنسان بالطاقة والسعرات الحرارية اللازمة لذلك.
                             
متوازنة وصحية:يُفترض أن تمثل وجبة الإفطار ثلث الاحتياجات اليومية من الطاقة والعناصر الغذائية، ولذلك لا بدّ أن تكون متوازنة صحية ومحتوية على جميع العناصر الغذائية من بروتين، ونشويات، وقليل من الدهون، بالإضافة إلى الفيتامينات الموجودة في الخضراوات والفواكه، والمعادن الموجودة في الألبان، وخاصة الكالسيوم المهم لبناء العظام.

وللحصول على وجبة غذائية كاملة في بداية النوم، يُنصح بأن يشتمل الإفطار على: كوب من الحليب، وشرائح من الخبز، وقطع من الجبن أو بيضة، وصنف من الفواكه المتوفرة، مع عدم الثبات على نظام غذائي موحد، بل يستبدل الجبن بالمربى مثلاً، إلا أن الحليب يجب أن يرافق وجبة الإفطار في جميع مراحل حياة الإنسان، من الطفولة المبكرة وحتى الشيخوخة.
                             
تقوّي ذاكرة المسنين:أشارت دراسة مشتركة أجرتها الجمعية الأميركية للعلوم الغذائية، والجمعية الأميركية للتغذية السريرية، أن تناول طعام الإفطار يُحسّن الذاكرة والقدرات الإدراكية عند المسنين، وذلك بعد مراقبة عدد من الأشخاص تراوحت أعمارهم من 61-79 عامًا، تناول عدد منهم طعام الإفطار الذي تضمّن بروتين نقي أو نشويات أو دهون نقية، فكان أداؤهم في فحوصات الذاكرة عالياً وذلك بعد مرور ربع ساعة على تناولهم للطعام، في حين سجل المشاركون الذين لم يتناولوا الإفطار درجات أقل في اختبارات الذاكرة والقوى الإدراكية.

وأكد البحث أن تناول أي نوع من الطعام في وجبة الإفطار يُعزّز القدرات الذهنية ويقوّي الذاكرة، كما أن ممارسة الرياضة بانتظام والمحافظة على الوزن السليم وتناول أغذية قليلة الدهون وغنية بالألياف والفواكه والخضراوات، يساعد في المحافظة على قوة الذاكرة والمهارات الإدراكية والقدرات الذهنية على المدى الطويل.                   

إهمالها مشكلة:تشكو بعض الأمهات من إهمال أطفالهم لتناول وجبات إفطار متوازنة في المنزل، والاستعاضة عنها بتناول المأكولات المصنّعة والمعلّبة مثل المسليات والحلويات والمشروبات الغازية، التي تحتوي على نسب عالية جداً من الدهون والسعرات الحرارية، ما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة ويزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.

لذلك يجب على الأهل تعويد أطفالهم على تناول وجبات الإفطار في المنزل، أو تجهيز ساندويتشات لهم ليأكلونها في المدارس، بدلاً من الأطعمة الجاهزة، مع ضرورة الاهتمام بتنوّع الوجبة، واحتوائها على جميع أو معظم العناصر الغذائية المطلوبة للجسم، ويمكن أن يصحبها كأس من الحليب وصنف أو صنفين من الفواكه الطازجة، مثل التفاح والموز.