ليست كل السهام الموجهة تكون غالباً صائبة لأسباب عدّة ومتعددة،
ربما لأن مصوبها قد يكون مرتبكاً او غير مقتنع بأن هذه السهام قد
تخطيء الهدف المنشود، كما وللضمير والشبه معدوم في أيامنا هذه
دوراً كبيراً وما وراء تصويب السهم إرداء الفارس قتيلاً ام بهدف
إعطاءه بطاقة صفراء...وبغية إيقاظه من سبات نومه بصفته الوصي
الأمين، النقد لمجرد النقد ام النقد الحضاري الصريح والديمقراطي،
ونابع من الإيمان الهادف إلى دعم مصلحة وخدمة المجتمع.

وانأ أصوب السهام البريئة، وليست كتلك الممزوجة بالسموم لإثارة
الهموم لتصب الهدف في الصميم ولوضع حدٍ للمهزلة. تفاقم وتعقيد
مجرى الحياة اليومية والعمل معاً وبكافة الوسائل لحلها من جذورها
الراسخة في أعماق أعماقنا، بل وحصره ولوعة لما وصلنا إليه، ومن
منطلق المسؤولية والغيرة إيمانا بالمقولة :
(إذا أردتم فليس ذلك بأسطورة).

ولابد أن يتساءل البعض وما العمل والحل برأيك وانأ بدوري أجيب،
علينا أن نوجه هذا السؤال إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم هم وفقط هم
يعتبرون أنفسهم أوصياء وقادرين على حمل الرسالة ... !
والذي يحدث على أرض الواقع أننا  نجتمع ونحدّق بعضنا ببعض بنظرات شاردة، تخفي أسرارا وغصّات أليمة وتنهدات متسارعة نُحاور ونتآمر.
قد نقرر! ولاننفّذ، ونتفق على أن لانتفق، ثم نخرج ببيان وهمي
لوسائل الإعلام ، والمهم التسجيل في البروتوكول.

لقد شهد التاريخ عبر ممر العصور أحداث وتطورات مختلفة،وانتهت
عصوراً وسقطت حكومات وشخصيات منها على أعلى المستويات،
وسيلحق بهم كثيرون،ولابد أن تنسدل الستارة على هذه المشاهد، وهذا
الزمن العجيب المتقلب الذي يأكل القوي فيه الضعيف،ويفترس الذئب
الغنم،ويُبقي الموت الأسد. ستُرفع الستارة يوماً بحلّة جديدة قد تبعث
الأمل والآمال وتخفيف العدل والعدالة الاجتماعية.
ننتظر بفارغ الصبر ربما تتحقق المعجزة، ننتظر وكم انتظرنا هناك
على مفترق الطريق المسدود أو على الشاطئ المهجور
بين الجبال والصخور الشامخة والامواج الهائجة كشاعرٍ متشرد بلا
هويّة تحطمت قيوده،يحمل هموم الكون ينتظر شراع الشاطئ المهجور
يحلم باليقظة، ويتساءل : ياترى متى سنحظى ببزوغ فجر جديد يبشر
بولادة مجتمع من نوعٍ آخر لا يعرف الحقد والكراهيّة،إلاّ لغة المحبة،
التسامح ،العطاء والاحترام المتبادل.