[x] اغلاق
احمد...وصباحك بلدي باقٍِ
1/10/2010 8:15

رحيل ووفاة الشاب المرحوم احمد محمود صبح لم يكن حدثاً اعتيادياً بل كان بالنسبة لي شخصياً محطة يجب التوقف عندها قليلاً، رغم ما تحمله هذه المحطة من أحزان قد تبقى طويلاً في مساحات الوجوه، ليس لشيء بل إن رحيل شاب في مقتبل العمر وما زال أمامه سنوات طويلة يحقق فيها أحلامه ليفرح بأبنائه والذين تركهم في مطار براغ الدولي دون أن يودعهم، حيث استلقى قليلاً من تعبه ليدخل بعد حين في ذاكرة الأحباب ليبقى احمد صورة تحمل أجمل الصور..
رحيل احمد صبح كما رحل من قبله شباب في مقتبل ربيعهم يستحقون منا الوقوف لحظات من التأمل ونظرات في كل الاتجاهات، تبحث عن وجه الله في كل مكان فهو العنوان لضعفنا وهو السبيل لإرشادنا بل هو الطريق للبقاء في مساحات فسحة الأمل .
الفيلسوف المعلم كمال جنبلاط قال الكثير وأجمل ما قال " قد يتنازل الإنسان عن بطاقته الحزبيه لكن الإنسان وكل ما تعنيه الكلمة من معنى لا يتنازل عن ضميره"، قد نختلف في الآراء والمواقف والطروحات لكن الانتماء إلى شفاعمرو بل إلى الوطن الصغير يجب أن لا يختلف عليه احد ليبقى منارتنا وقلبنا النابض ويبقى محطتنا التي تجمعنا كما جمعنا احمد برحيله المفاجئ حيث لم يستأذن أحدا بغيابه ليبقى ذاكرة طيبة في صفحات أهله وأبناء مدينته.
كنت من بين المئات بل الألوف التي حضرت للتعزية بوفاة المرحوم ولا أنسى الكلمات التي تحدث بها المربي الحاج محمد صبح في بيت الطائفة الإسلامية، وعندما تحدث بصوت خافت والابتسامة المرسومة على  وجه مؤمن شاكرا المعزين من كل طوائف البلد، مؤكدا بان  مشاركتهم خففت  من أحزان العائلة المصابة  فقد كان "احمد العربي" واحمد الشفاعمري ابننا لعائلة واحدة تحتضن عريسها وحبيبها كما احتضنت وبكت من سبقوه إلى دار الحق.
تسقط المسافات بين المطارات والأجواء الدولية ويسقط الزمن والساعات والتوقيت الصيفي والشتوي أمام شوق الأهل لأبنائهم ..وقد تتوقف العيون عن ذرف الدموع، لكن الحياة لا تتوقف عبرها في محطات الدنيا فالرجال لا تقاس باعمارها وطولها بل تقاس بمواقف الرجال نحو الرجال، وفتح صفحات جديدة للنهوض نحو الشمس فهناك اسماؤنا حفرت عميقا في الأرض الطيبة فلا غريب على هذه الأرض بزرعها الاخضر، ولا غريب على شفاعمرو حين تبكي سوية وحين تفرح سوية عريسها وحبيبها فلا يبقى في الوادي القريب الا حجارته..

نخوة الشفاعمريين لم تغب في شمس براغ والتي تطل احيانًا وتغيب احيانًا بين المطر والغيوم .. السماء تعرف غيومها كما يعرف الرمال أمواجه المقابلة ويعرف المحامي عمر سويطات القاطن في المدينة الاوروبية براغ واجبه الشفاعمري، ويعرف طلاب الجامعات واجبهم كما يعرف عضو الكنيست حمد عمار بأن احمد يبقى اولاً واخيراً ابن بلده .... فما أجملنا عندما نكون كباراً نعرف احتضان مدينتنا ونعرف بأنها عنواننا مهما ابتعدت المسافات في داخلنا.
 
 

1
.
shafaamry
1/10/2010
شو يا زايد عم بتتوجهن لدار صبح بعد اللي كتبته عن كارم بكفي وجهنة مفضوحة