[x] اغلاق
الرئيس مبارك: لن يحل السلام في الشرق الأوسط إلا بانهاء الاحتلال الإسرائيلي
5/10/2010 15:12

أكد الرئيس المصري محمد حسني المبارك أن السلام لن يتحقق في منطقة الشرق الأوسط إلا بانهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرا أن  القضية الفلسطينية هي جوهر النزاع العربي الإسرائيلي ومفتاح تسويتـه وهو سيفتح الطريق أمام تحقيق تقدم مماثل واتفاقات مماثلة على المسارين السوري واللبناني.

وأوضح الرئيس المصري خلال مقابلة صحافية مع صحيفة القوات المسلحة المصرية أمس أن مصر فتحت الطريق للسلام في الشرق الأوسط وأنها لم تدخر جهدا خلال الأعوام الماضية من أجل دفع مسيرتها وإقالتها من عثراتها، معربا عن إيمانه بالسلام العادل - الشامل والدائم كشرط اساسي لتحقيق الأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة كافة.

وأشار الرئيس مبارك إلى  تمسكه الشديد بالمواقف الفلسطينية والعربية التي من شأنها اعادة الحقوق إلى أصحابها من أجل سلام كامل على نحو ما تضمنته مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002.

وأوضح مبارك أن مصر مازالت تواصل اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي والولايات المتحدة وأوروبا لإنقاذ عملية السلام، وأن زيارته السريعة لألمانيا وإيطاليا جاءت في هذا السياق، مشيرا إلى أنه أخبر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي  في اتصال هاتفي بان عملية استئناف الاستيطان تعيق عملية المفاوضات وتقوض السلام  قبل أيام معدودة من انتهاء المهلة المحددة للتجميد.

وشدد مبارك على أن عملية السلام لا تحتمل فشلا جديدًا، محذرا في اتصالاته الدبلوماسية من تصاعد العنف والإرهاب في المنطقة وعلى اتساع العالم؛ إذا انهـارت المفاوضـات.

وأكد مبارك أن الدور المصري الإقليمي سيظل دورًا أساسيًّا لاعتبارات عديدة، بحكم التاريخ والجغرافيا والمكانة، وأن مصر تمارس دورها كقوة اعتدال، بدون صخب أو ضجيج.،وكالتزام قومي تجاه أمتها وهويتها ومنطقتها العربية، وأيضًا كمتطلب من متطلبات الأمن القومي المصري.. فمصلحة مصر وأمنها يقتضيان العمل من أجل سلام وأمن واستقرار هذه المنطقة الصعبة والحساسـة.

وحول الشأن الإيراني اعتبر أن إيران دولة إقليمية هامة وعضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، ويمكنها أن تصبح جزءًا من حل أزمات الشرق الأوسط بدلا من أن تكون أحد أسباب مشكلاته، موضحا أن مصر لم تبادر بقطع علاقاتها مع إيران وإنما الأخيرة هي من بادرت إلى ذلك بعد توجه الرئيس السادات إلى السلام.

وأوضح مبارك أن هنالك العديد من الإيرانيين في طهران يطالبون مصر بإلغاء اتفاق (كامب دافيد).. في حين أنه لا يعدو أن يكون (اتفاق إطار) انتهى عندما تمت بلورته في معاهدة سلام نحرص عليها ونلتزم به، موضحا أن:" ما دامت إسرائيل تبادلنا حرصًا بحرص، والتزامًا بالتزام. استقبلت خلال الأعوام الماضية العديد من كبار المسؤولين في إيران.. الرئيس خاتمي عندما كان في موقع الرئاسة، وبعد أن غادره.. والدكتور علي لاريجاني عندما كان مسؤولا عن الملف النووي الإيراني، والسيد علي ناطق نوري كبير مستشاري المرشد الأعلى، والسيد حداد عادل الرئيس السابق
للبرلمان، وغيرهم.. والملفات المطروحة تتجاوز مجرد اسم الشارع والجدارية في طهران التي تمجد قاتل الرئيس السادات، وإنما في ملفات أخرى بعضها لـه طابع أمنى، والبعض الآخر يتصل بسياسات إيران المناهضة للسلام والحاضنة لقوى التطرف".

وقال الرئيس المصري:" إن المشكلة الآن هي أن تصاعد المواجهة حول برنامج إيران النووي يجر المنطقة بأكملها إلى حافة الهاوية. إيران لها الحق في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مثلنا ومثل جميع أطراف معاهدة منع الانتشار.. وأتطلع مخلصًا إلى أن تستمر إيران في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي.. لتثبت الطابع السلمي لبرنامجها النووي.. ولتجنب شعبها وشعوب المنطقة تداعيات كارثية نحن جميعا في غنى عنها.. فالشرق الأوسط ليس في حاجة للأسلحة النووية، سواء جاءت من إسرائيل أو من إيران.. فهذا يفتح الباب أمام سباق للتسلح النووي في المنطقة.. بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وتبعـات".

أما بالنسبة إلى تركيا فيقول مبارك:" إنها تمثل هي الأخرى دولة إقليمية هامة بالشرق الأوسط.. تربطنا بها علاقات متميزة تشهد تشاورًا مستمرًّا على المستوى السياسي.. وتعاونًا مضطردًا في مجالات الاقتصــاد والاستثمار والتجارة.. والزيارة الأخيرة للرئيس عبد الله جــول.. ومشاركته في حفل تخرج الدفعة الأخيرة للكلية الحربية.. خير شاهد على ذلك".

وأوضح أنه يحلو لبعض الدوائر الغربية أحيانًا أن تصور تركيا وكأنها تتباعد عن الغرب وتتجه للاصطفاف مع الراديكاليين في العالمين العربي والإسلامي. كما يحلو للبعض في منطقتنا أن يحاول الإيحاء بتنافس الدورين المصري والتركي في الشرق الأوسط.. خاصة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية بوجه عام، والوضع في (غزه) بوجه خاص، موضحا أنه لا يتفق مع هذا الطرح أو ذاك وأن تركيا عضو هام في حلف شمال الأطلنطي وتسعى لاستكمال مقومات انضمامها للاتحاد الأوروبي بل وتربطها بإسرائيل علاقات وطيدة للتعاون بالمجالات كافة، بما في ذلك التعاون العسكري.

وحول الخلافات التي نشبت بين إسرائيل وتركيا بعد الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية أكد مبارك أنه لا شك من وجودها إلى أن كلا الجانبين يسعيان لاحتواء هذا الضرر.

وأشار إلى الدوران المصري والتركي يتكاملان ولا يتنافسان لأن تركيا تتجه لاستعادة عمقها الجنوبي بالمزيد من الاهتمام بقضايا العالمين العربي والإسلامي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وأن مصر تسعى لإحلال السلام في للمنطقة كاملبة وهو ما يتم من خلال التشاور المستمر فيما بين البلدين.