ما أسهل أن نتكلم باسم التسامح والاحترام المتبادل، ففي كل مناسبة ومناسبة نردد هذه الكلمات بلا انقطاع وكأننا رُسل وائمة الإصلاح، نعمل  بما يرضي فقط الله وبحسب وصاياه لا يستطيع أحدٌ منا أن ينكر أهمية مثل هذه العبارات للتعامل في الحياة اليومية ودورها الايجابي في بناء مجتمع راق وحضاري،  وتحقيق قسطاً من المساواة،العدالة الاجتماعية وضمان ولو قليلاً من العيش الكريم المشترك وانتصار الخير على الشر.
فكل إنسان على وجهٍ البسيطة بحاجة إلى التسامح، وحاجته أن يكون عادلا ًمع نفسه هي أعلى من حاجتك لان تكون عادلاً مع الآخرين...
والرسالة التي أود أن أوصلها، أين نحن من كل هذه العبارات الجميلة الرنانة التي لا تنطبق على ارض الواقع، فالعلاقة التي تسود معظم أفراد المجتمع سطحية جداً ووهمية ناهيك على أنها مبنية على المصالح الشخصية إذ وللأسف نتّبع سياسة الرحمة والتعاطف في الظاهر ...
الانتقام ،الحقد،الأنانية ،الغيرة،ألاّ صدق والسطحية في الباطن ،كل هذا لاشك ينعكس سلباً ويزيد من انتشار وسيطرة  التهميش الاجتماعي.
الإحباط النفسي والتفكير الأصولي ألظلامي، وهذا هو واقع وحال الجزء الأعظم من مجتمعنا في الماضي والحاضر.
"انما العقول قشور القلوب والأرواح، فالذي يعيش بعقله لا بقلبه لا ولن يعرف من الحياة سوى قشورها، ولكن ما اقل أصحاب القلوب وما أعذبهم وما أكثر ذوي العقول، وما أبلدهم"

رفقاً بحرية التعبير...
مادامت الكلمة صريحة تحمل قيم الخير في ثناياها فلماذا نسيء بصاحبها الظن ونحملها على غير المراد...؟
أختار وليس طريق الصدفة قول الشاعر.
ترميك مزلقة العيون لطرافها
                                    وتكل عنك نصال نبل الرامي