[x] اغلاق
عمال تشيلي المحاصرون يرون سطح الأرض
13/10/2010 12:12

وصل الى سطح الارض صباح الاربعاء المجموعة الأولى من العمال الـ 33 العالقين في تشيلي، والذين مضى 69 يوما على حصارهم في منجم سان خوسيه الذي انهار الخامس من شهر اغسطس/آب الماضي. وذكرت تقارير اخبارية انه تم حتى هذة اللحظة انتشال خمسة عمال بنجاح.

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" ان فلورينسيو أفالوس هو أول من خرج عبر الكبسولة من بين العمال المحاصرين في المنجم الواقع قرب كوبيانو، ليتبعه بعد حوالي ساعة زميله ماريو سيبالفيدا، ومن ثم لحق بهما زميلهما الثالث خوان إلانيس .

وتم اختيار أفالوس البالغ من العمر 31 عاما لأنه الأقوى والأفضل من الناحية الصحية من بين العمال المحصورين.
وأشرف الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا بنفسه على عملية الإنقاذ التي بدأت حوالي الساعة الحادية عشرة والربع مساء بالتوقيت المحلي (الساعة الثانية والربع صباحا بتوقيت جرينتش) بعد تأجيل قرابة ثلاث ساعات عن الموعد الذي كان قد حدد في وقت سابق.

وتجري عملية الإنقاذ وسط ترقب التشيليين والعالم، ومتابعة واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي تنقل الحدث على الهواء مباشرة.

وكان الرئيس بينيرا باستقبال أفالوس لدى خروجه من الكبسولة التي حملته إلى سطح الأرض، فقد احتضنه في مشهد مؤثر وسط تصفيق الجماهير التي احتشدت للترحيب بالعائدين من ظلام الحصار في المنجم الذي قضوا فيه أكثر من شهرين على عمق حوالي 700 متر تحت سطح الأرض.

كما احتضن الرئيس بينيرا أيضا شيبالفيدا لدى خروجه من الكبسولة، وقد راح يقفذ فرحا بعودته من الحصار تحت الأرض وسط تصفيق المسئولين وذوي العمال وأفراد طواقم الإنقاذ. كما لقي إلانيس ترحيبا مماثلا من قبل الرئيس والجمهور.

ووسط ترقب كبير وقف الرئيس بينيرا وزوجته سيسيليا موريل، ومعهما كبار المسئولين وذوو العمال وأقرباؤهم وأصدقاؤهم، يودعون الخبير الفني مانويل جونزاليس وهو يغادر سطح الأرض داخل الكبسولة التي أُطلق عليها اسم "طائر العنقاء"، متوجها داخل المسرب العميق الذي يؤدي إلى المنجم المنهار حيث كان العمال الـ 33 العالقون بانتظاره بفارغ الصبر.

وفي مشهد مؤثر، راح الرئيس والمسئولون ومن حضر معهم من مواطنين يرددون النشيد الوطني التشيلي ويطلقون صيحات الابتهاج والصلوات لعودة العمال المحاصرين بسلام إلى سطح الأرض.

وأدلى بينيرا عقب وصوله إلى موقع الإنقاذ بتصريح قال فيه: "لقد تعهد التشيليون بألا يستسلموا، ولم نستسلم، بل حفظنا عهدنا".

وكانت عملية الإنقاذ قد تأجلت لمدة ساعتين (أي إلى الساعة الواحدة بتوقيت جرينتش)، وذلك لإجراء المزيد من الاختبارات واستبدال الكبسولة الثقيلة نسبيا، والتي كان من المقرر استخدامها في أول محاولة إنقاذ، بواحدة أخف منها.

وقالت التقارير إن التأجيل جاء بغرض استكمال كافة الاستعدادات اللوجستية للتأكد من أن العملية ستتم بنجاح، وبهدف تمكين الإعلاميين من تأمين تغطية دقيقة وسهلة للحدث.

وتم الانقاذ عبر إنزال الكبسولة  الفولاذية المعدة خصيصا في استراليا التي يبلغ قطرها 53 سنتيمترا، والتي نقل العمال من خلالها تباعا من باطن الأرض، علما بأنها أنزلت فارغة لمرتين على سبيل التجربة، ثم قام الخبراء بتقييم التجربة.

ويتطلب صعود الكبسولة التى يتم انزالها الى داخل المنجم عبر بئر عمودي خاص حفر خصيصا لعملية الانقاذ من 20 الى 45 دقيقة، وفي داخلها شخص واحد. وتم تزويد العمال بأقنعة أوكسجين ووسائل تمنع اصابتهم بالغثيان وغيرها من المعدات اللازمة لضمان سلامتهم اثناء عملة الانقاذ.

يشار الى ان حكومة تشيلي استخدمت وسائل جبارة لانقاذ هؤلاء العمال الناجين بأعجوبة الذين باتوا نجوما عالميين. كما انتدبت وزيرا يداوم يوميا في مكان الحفر، واستخدمت ثلاث حفارات لحفر بئر الإخلاء ورافعات وكبسولات للإنقاذ صنعت خصيصا في ورش البحرية.

ومن المقرر ان يجرى فحص طبي للعمال ثم يلتقون عائلاتهم قبل نقلهم إلى مستشفى كوبيابو الذي يبعد أقل من ربع ساعة بالمروحية، حيث سيبقون يومين لإجراء فحوص طبية متقدمة إلا إذا حدثت مضاعفات.

ثم سيواجه العمال الضغط الإعلامي الهائل الذي يتوقع أن يمارسه حوالي 1700 صحفي جاؤوا لتغطية "النهاية السعيدة" لهذه القصة التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء العالم.

يذكر أنه وبعد سبعة أيام على الانهيار الذي أدى لاحتجاز العمال بمنجم للذهب والنحاس في سان خوسيه بالخامس من أغسطس/آب الماضي، اعتبر وزير المناجم لورنس غولبورن أن إمكانية العثور عليهم على قيد الحياة "ضعيفة جدا".

لكن ضغط عائلات عمال المناجم التي خيمت في الموقع منذ اليوم التالي، حمل عمال الإنقاذ على متابعة جهودهم حتى جاء يوم 22 أغسطس/آب الماضي عندما وردت رسالة عبر أحد المجسات من العمال المحصورين يقولون فيها "نحن على ما يرام".

أوباما يصلي

ومن جانبه، اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان الرئيس باراك اوباما "يصلي" لنجاح عملية الانقاذ ، وجاء في بيان للبيت الابيض باللغتين الانكليزية والاسبانية "افكارنا وصلواتنا هي مع العمال الشجعان وعائلاتهم ومع الرجال والنساء الذين يعملون بقوة من اجل انقاذهم".

واضاف اوباما: "بما ان عملية الانقاذ لن تنتهي قريبا وان عملا صعبا ما زال بالانتظار، فنحن نصلي كي يتمكن العمال بنعمة الله من الخروج سالمين من المنجم والعودة الى عائلاتهم سريعا".

واوضح "نحن بالاضافة الى ذلك فخورون بجميع الامريكيين الذين عملوا مع اصدقائنا التشيليين على الارض وقيامهم بكل ما يمكنهم القيام به من اجل عودة العمال الى منازلهم".