[x] اغلاق
«التوك توك» تهدد حمير غزة
1/11/2010 15:13

الحمار.. أهم الحيوانات في قطاع غزة.

فعلى مدى عقدين من النزاع والفقر وعدم الاستقرار أثبت الحمار أنه وسيلة المواصلات المعتمد عليها. فعندما كان هناك عجز في الوقود كان الحمار هناك. وحين حظر استيراد السيارات الجديدة بسبب الحصار الإسرائيلي كان الحمار هناك.

غير أن الحمار في غزة يواجه الآن مصاعب شتى. فقد «انخفضت الأسعار من ألف دولار للحمار إلى أقل من 300 دولار»¡ يصرخ فادي بدوان¡ تاجر خبير بذقن وبشرة لوحتها الشمس¡ في سوق الماشية المزدحم في بلدة النصيرات الصغيرة وسط القطاع.
التجار والفلاحون يلقون اللوم في ذلك على شيء واحد.. «إنها التوك توك الملعونة»¡ يقول بدوان: «إنها تدمر أعمالنا».
فـ«التوك توك» هي الوافد الجديد على غزة¡ وهي في حقيقتها دراجة نارية مثبت إليها عربة.

وقد تم تهريب الآلاف من عربات التوك توك صينية الصنع إلى غزة عبر الأنفاق من مصر. وتراها الآن موجودة في جميع أنحاء القطاع.

«أبيع نحو 10 إلى 15 عربة توك توك شهريا»¡ يقول سامر نجم¡ واحد من عشرات بائعي التوك توك الذين بدأوا التعامل بهذه التجارة في العام الماضي.

يقف نجم أمام محله (جنوبي القطاع)¡ ينظر بإعجاب إلى صف من هذه العربات تلمع تحت أشعة الشمس¡ يقول: إنه مقابل 1500 دولار يمكنك أن تشتري منتجا يتفوق على الحمار بشكل باهر. «فهي نظيفة¡ يمكن الاعتماد عليها¡ وأنت غير مضطر الى إطعامها¡ وفوق ذلك كله هي أسرع بكثير».

ويمكن أن ترى التوك توك بوضوح في شوارع غزة محملة بالبضائع وهي تمر في لمح البصر مخلفة الحمير وراءها.
في مخيم جباليا يعيش عطا لله عزيز دربور¡ الذي يملك قطيعا من الحمير. في معظم الأيام يسافر دربور بحميره مسافة 20 كيلومترا¡ يبيع ويقوم بتوصيل منتجات التنظيف. دخله عدة دولارات يوميا.

ورغم أن الحمار قد خدمه خلال الحرب ومشاق الحياة الصعبة¡ فإن دربور يقول: إنه لا مانع لديه من مقايضته بالتوك توك إذا ما تمكن من توفير المال اللازم.

ويكمن سر نجاح الحمار في غزة في إمكانية الاعتماد عليه تحت أقسى الظروف. فهو السلحفاة مقابل الأرنب أو التوك توك.
لكن السؤال بعد سنوات من الآن هو «هل تثبت التوك توك أنها تتمتع بالقدرة نفسها على الصمود¿».