[x] اغلاق
كفرياسيف:ندوة أدبية احتفاء بباكورة الشاعر سليمان مرقس
6/12/2010 11:29
انطلقت مساء السبت من النادي الصداقة في كفر ياسيف ندوة تفيض بحضور مخملي معبق برحيق الأدب والمعرفة، لبى دعوة الحزب والجبهة في كفر ياسيف وابو سنان، احتفاءً بباكورة ديوان الأستاذ الشاعر سليمان مرقس، "صرخات في وجه الزمن المعطوب". حيث شقت عِباب بحور الديوان، مداخلات لكل من: بروفيسور اللغة العربية لطفي منصور، الكاتب والناقد د. بطرس دلة، الشاعر والناقد د. منير توما، والأستاذ الأديب عبد الرحيم الشيخ يوسف. استقبلهم بكلمة ترحيبية المهندس نزار زريق، سكرتير فرع الحزب في كفر ياسيف؛ فاسحًا المجال للأستاذ الشاعر عناد جابر صالح ليتولى إدارة الندوة. من جانبه الشاعر صالح افتتح الأمسية بكلمة ترحيبية منوها الى ضحايا حرائق الكرمل وما ألمَّ ببعض القرى من ألمٍ لفقدان أعزاء. مقدماً نبذة أدبية عن المشاركين والمحتفى به ثم ألقى قصيدة بليغة تطرق فيها لدور الشاعر مرقس، الأدبي والإنساني. منتقدا من خلال ابياتها بعض الشوائب، ودور الشاعر في زرع الأمل في النفوس.
أولى المداخلات استهلها البروفيسور لطفي منصور متسائلاً، ما هو الشعر؟ قائلا لا بدّ من طرح سؤال كهذا حيّر الشعراء ونقاد الأدب في الماضي والحاضر، لنعرف أين يقع ديوان شاعرنا سليمان من هذا الصرح الشعري الهائل والعظيم الذي تمتلكه لغتنا العربية. ثم أكد بروفيسور منصور بان الشعر موهبة، والموهبة التي تميّز بها الشاعر سليمان مرقس تبدو جليّة من خلال قصائد،وتؤكد مدى تأثر شاعرنا بكبار الشعراء، وما لديه من قدرة إبداع  قصائد، فيها التجديد والعودة إلى الأصالة.
من جانبه الدكتور الناقد بطرس دلة بدأ مساهمته بالقول، ان الشاعر يغرس شجرة من اجل أن يصلب عليها. مضيفا ان المحتفى به اختار في شعره نهجا ثوريا، حيث نجده ثائرًا على أوضاع العالم العربي، وعلى المُسَلِّمات بمختلف إشكالها الاجتماعية والسياسية والعقائدية.. يعبر بحيرة اليأس ويعزف موسيقى التواصل فينمو الزنبق في أعماقه.. مؤكدا أن أبا العلاء سليمان اثبت للقاصي والداني بشعره الثوري، كما قال احدهم، "انأ اكتب للجوع خبز الجياع وللعطشى ماء العطش وللغربى وطن الغرباء..".  
اما الشاعر الناقد د. منير توما فبدأ مداخلته بالقول: أسميت هذه المداخلة سيميائية الكلمة الشعرية الثائرة في شعر ديوان سليمان مرقس، واعني بهذا مدلول الكلمة، حيث استرعى انتباهي عنوان الديوان وما يحمله من ايحائيات وتداعيات اتجاه أوضاع وأحوال كثيرة نجابهها في هذا الزمن الرديء، شملتها قصائد في معظمها موزونة مقفاة، لتنطوي على رؤية تشكيلية في غاية الأهمية، تلتقي مع المتلقي ردات بعيد من الوعورة والخشونة الى جانب انتفاضة العزّة والكرامة.
مسك ختام المداخلات كانت للأستاذ الأديب وصديق الشاعر مرقس، عبد الرحيم الشيخ يوسف فجاء فيها على بعض الفواصل متطرقا الى الأسلوب والشكل والمضمون من خلال تمحيص ثنايا القصائد، مؤكدا ان  الشاعر مرقس لم يقصد أن تأتي هكذا قوية، كونها جاءت تلقائية فألبست المعنى الحلّة البلاغية المناسبة. ثم تطرق الأستاذ عبد الرحيم الى رابطة الصداقة بينه ويبن الشاعر مرقس مشيرا الى رسائل يعود إرسالها الى مطلع سنوات الستين من القرن الماضي، والتي  ما زال يحتفظ بها الى اليوم وقام بقراءة بعضها وما تتضمنه من خصوصيات وفطنة وفكاهة أسلوب شدت الانتباه والتصفيق من الحضور.
هذا وبعد تقديم الدروع التكريمية للمحتفى به من الأستاذ عبد الرحيم الشيخ يوسف، وآخر، قدمه الدكتور جمال شريف نيابة عن فرعي الحزب الشيوعي والجبهة في كل من  كفر ياسيف وابوسنان، ثم شكر، المحتفى به الحضور والمتكلمين، منوها الى أهمية استمرار مثل هذه الندوات الأدبية. لينتهي اللقاء بكلمة بليغة من الأب الخوري إيهاب مخولي.