[x] اغلاق
قصص الأنبياء تنطلق من أرض الأنبياء!
15/12/2010 10:38
*في الرابع من شهر كانون الأول الجاري، بدأت محطة "ميكس" الفضائية التلفزيونية الفلسطينية، ببث حلقات أضخم عمل سينمائي على مدار (43) حلقة تلفزيونية، وذلك بالتزامن مع بدء بثها على قناة "الحياة" الفضائية، وتقول مديرة إنتاج الأفلام السيدة هينيا سافو: لقد تم توزيع تردد قناة "ميكس" على مليون ونصف إنسان في جميع أنحاء العالم، وهم الداعمين لهذا المشروع الضخم في العالم، حيث سيتمكنون من مشاهدتها مع ذويهم ومعارفهم.
وتضيف هينيا: المشروع هو عبارة عن (9) أفلام سينمائية، يحكي قصص الأنبياء حسب ما وردت في الكتاب المقدس، وقد شارك فيها عشرات الفنانين العرب، منهم أكثر من (40) ممثل فلسطيني.
ويقول الفنان لطف نويصر- الناصرة، والذي لعب أكثر من دور في هذه السلسلة، وأهمها النبي موسى: في حياتي شاركت بأكثر من عمل فني، لكني لم أتوقع مثل ضخامة هذا الإنتاج ولا هذه التقنيات العالية في التصوير ولإخراج، وأيضا اختيار المواقع التي تقارب الحقيقة من حيث القصة الأصلية.
أما الفنان ميلاد مطر- حيفا، والذي لعب أيضا أكثر من دور في هذه السلسلة، وأهمها فرعون وسام ابن النبي نوح: صورنا في المدينة السينمائية المغربية "ورزازات" وصورنا أيضا في أريحا، وقد كان هناك تصوير في الأردن، وقد شعرت بفخر كبير وأنا ألعب دور البطولة في فيلم يشارك فيه ممثلين من الدول العربية، وخاصة المغرب، كنا نحن الفلسطينيون نقوم بأدوار هامشية في مثل هذه الأفلام، والآن، جميع البطولات لفنانين فلسطينيين.
مخرج سلسلة الأفلام هذه، هو يوسف قمر، والذي عمل في بدايتها إلى جانب والده المخرج الفلسطيني فيكتور قمر، يتواجد حاليا في البلاد للتحضير لعمله السينمائي القادم عن حياة سيدنا المسيح، ويعمل على اختيار المواقع وطاقم الممثلين في هذا الفيلم، وفي حديث معه قال: أعمل أيضا على تجهيز مسلسل كوميدي محلي، لكن ما زال الحديث عنه مبكرا.
وعن سلسلة أفلامه الضخمة التي سنشاهدها قريبا، قال: أنا أكرس حياتي من أجل السلام، وما أتوق إليه من خلال أفلامي هذه، هو المساهمة في بث التفاهم بين البشر من الديانات المختلفة، فمن خلال عملي على هذه الأفلام باللغة العربية وباشتراك ممثلين فلسطينيين من جميع الطوائف، تصبح سيرة الأنبياء أكثر إتاحة واقرب إلى الناس وتفهمهم.. وهذا ما سيحصل في فيلمي القادم أيضا.
وأضاف يوسف: أريد أن أأكد على أنني افخر كثيرا بالعمل إلى جانب كوكبة من النجوم الفلسطينيين وعلى رأسهم الفنان الكبير مكرم خوري، الذي أصبح اليوم في مصاف الفنانين العالميين، ويشارك في العديد من الأفلام العالمية، أهمها مع المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ.
**ومن هم الأنبياء الذين ترد في أفلامك حتى الآن؟
- الأنبياء هم "آدم وحواء" فبعد أن خلق الله الكون والعالم وكلَّ شيء على وجه الأرض خلق الله الإنسان. خلق آدم ثمَّ حوَّاء. وعاش الاثنان في محضر الله العجيب السَّار إلى أن عصيَا أمره فطُردا من الجنَّة. ومنذ ذلك اليوم بدأت صراعات عظيمة ولكنَّهما لم يُترَكا دون وعد. فالله سيؤمن طريقاً في الوقت الذي يختاره لكي تتمكَّن البشرية من العودة إلى العلاقة معه تعالى.. وآدم وحوّاء وقايين وهابيل كانوا أناساً حقيقيين بصراعات وبتجارب حقيقية كما يظهر في حكاية العائلة الأولى.
الفيلم الثاني عن النبي نوح والطوفان، عندما تفشى الشر في ذلك الزمان أمر الله نوحاً ببناء سفينة لأنَّه مزمع أن يقضي على الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً وحيوانات وكل شيء.. إنَّها الحكاية المدهشة لهذا الرجل وعائلته وأمانة الله عبرها كلّها.
أما الفيلم الثالث فهو عن إبراهيم والوعد، حيث دعا الله إبراهيم وجاء به من أرض بعيدة إلى مكان قاحل جافّ كجفاف امرأته العاقر سارة. ولكنَّ الله وعد إبراهيم بأرضٍ وبنسلٍ كنجوم السماء في الكثرة. حياته كانت مليئة بالصراعات وبالإخفاق وفي الوقت عينه استمرَّت علاقته بالله. وبواسطة هذه العلاقة نالت الأرض بركة ولا تزال.
الفيلم الرابع عن إسحاق ويعقوب والإخوة، إسحاق الذي اقتاده أبوه إبراهيم إلى الجبل لكي يضحي به يأخذ امرأة تلد له ابنَين توأمَين. ولكن، كان هذان على طرفَي نقيض تقريباً. أحدهما كان صيّاداً قويّاً وقادراً والآخر ملازماً الخيام مع النساء، وفي وسط نبوءات ومحاباة ورغبات طبيعية وخيبة أمل وغضب نقدر أن نرى يد الله تعمل.
وفيلم عن يوسف الحالم، كانت عائلة يوسف عائلة منقسمة، ومع كونها حكاية نزاع، إلا أنّها أيضاً حكاية عظمة الله القادر على جعل كل الأشياء تعمل معاً لخير أولئك الذي اختاروا أن يثقوا به ويطيعوه ويتَّبعوه مهما حصل.. فيوسف وإخوته وفرعون ومصر يعودون إلى الحياة مع هذه "الدراما".
أما فيلم موسى الذي نشأ بين النخبة في مصر، واكتشف أنَّه لا ينتمي إليها. وبعدما أخذ الأمور في يدَيه، اضطرَّ أن يهرب إلى الصحراء. وبعد أربعين سنة أعاد الله موسى إلى مصر ليقود شعبه إلى الحرية والنجاة بواسطة معجزات وتحديات عظيمة.
وبعدها يأتي فيلم صموئيل آخر القضاة، إنَّها حكاية تلك الأيام مع صموئيل وشاول وداود الشاب في أخذٍ وعطاء ضمن حوار غني وتفاعل وحضور.
ويأتي فيلم داود الرجل وحكايته الغنيَّة جدّا والمليئة بعمل الله في حياة هذا الراعي، حكاية لا مثيل لها وقد أنتجت مع مجموعة ممثِّلين الذين فتحوا القصَّة على نهر من الجمال والرَّحب والعجب.
والفيلم الأخير عن إيليّا النبيّ الناريّ، والذي عاش في زمن شرّ عظيم، زمن اتَّبعَ خلاله الشعب آلهة أخرى وعبدوها.. ولقد صنع الله أشياء عظيمة بواسطة إيليّا. أوقف المطر ثلاث سنوات واجترح معجزات وأقام صبيّا من الموت وعبر هذه كلّها اكتشف إيليّا سرّ سماع صوت الله.