[x] اغلاق
يوم ميلاد الناصرين جمال ومارتن فوثر
13/1/2011 17:38

يوم ميلاد الناصرين جمال ومارتن لوثر
زياد شليوط


يصادف يوم  بعد غد السبت، الخامس عشر من كانون الثاني يوم ميلاد قائدين من كبار قادة التحرر في العالم، الأول هو القائد العربي الخالد، رائد التحرر في العالم العربي وأفريقيا والعالم الثالث وأحد قادة دول عدم الانحياز جمال عبد الناصر. والثاني هو القائد الأمريكي الزنجي، رائد حركة تحرير العبيد في الولايات المتحدة وهو القس مارتن لوثر كنج.
 ولد الأول في 15 يناير عام 1917 في قرية بني مر في صعيد مصر. وولد الثاني في عام 1929 في مدينة أتلانتا الأمريكية. وقد دفع القائدان حياتهما ثمنا لمبادئهما وطريقهما، حيث تم اغتيال مارتن لوثر في الرابع من أبريل عام 1968، وبعده بعامين وفي الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 توفي عبد الناصر نتيجة الارهاق والمرض، لكن هناك شكوك باغتياله بأسلوب سري.
حمل عبد الناصر هم الأمة العربية، وسعى لتحريرها من براثن الاستعمار البغيض الذي استغل خيراتها ومواردها، وفعلا تمكن وعبر ثورته في مصر، ثورة الضباط الأحرار من طرد الاستعمار من بلاده وتأميم قناة السويس وبذلك استعادة السيادة المصرية عليها، وكان للثورة الناصرية تأثيرها البالغ على الشعوب العربية، وتنظيماتها العسكرية الوطنية التي هبت تعلن الثورات في العراق واليمن والجزائر والسودان وليبيا، وقامت بطرد فلول الاستعمار، بل امتد تأثير ناصر لدول العالم الثالث، وها هو تشافيز في أمريكا اللاتينية يعتبر عبد الناصر ملهمه ومعلمه. كما حاول عبد الناصر جاهدا توحيدها واعلاء شأنها، وفعلا حقق الوحدة ولو بشكل جزئي ولفترة محدودة، لكنه استطاع من زرع الفكرة وهي ما زالت تراود الملايين.
وقام المناضل الأمريكي مارتن لوثر كينج، بحملة شعبية كبيرة لتحرير العبيد في الولايات المتحدة ومساواتهم بالبيض وانهاء عصر التمييز العنصري. ونجح لوثر بجمع الملايين من السود الأمريكيين، وشعرت الادارة الأمريكية بخطورة الموقف وعملت على قمع حركته السلمية، ودعمه الملايين في أنحاء العالم، واشتهر مارتن لوثر بخطابه الشهير "أنا أملك حلما" وكان حلمه بالتحرر والمساواة والعدل، ومع أن زمرة العنصرية نجحت في اغتيال لوثر، إلا أنها أخفقت في منع أفكاره وحلمه من الانتشار في صفوف السود من أبناء الشعب الأمريكي، وبعد مصرعه تحققت عدة خطوات عملية نحو رفع سياسة الفصل العنصري في أمريكا. بل أن انتخاب براك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة يأتي بفضل نضال مارتن لوثر الذي لم يذهب هدرا.
وهكذا مع أن عبد الناصر ومارتن لوثر، غابا أو غيبا عن حلبة السياسة كل في موقعه من قبل قوى استعمارية ومتآمرة، ومع أن أفكارهما وجدت النكسات إلا أن الزمن أثبت مدى شعبة تلك الأفكار وانتشارها بين الجماهير، وأثبتا أن اغتيال الشخص لا يمكنه اغتيال الفكر والمبدأ.