[x] اغلاق
الكهاني ليبرمان وواجب مقاطعته ومحاربة أفكاره
18/1/2011 15:25
قبل أسبوع اكتشف زعيم "ميرتس" والوزير الأسبق يوسي سريد في  "هآرتس" من أن ليبرمان هو الحاكم الفعلي لاسرائيل حيث يكتب سريد " لم يعد هناك شك: أفيغدور ليبرمان هو صاحب البيت في الدولة، صاحب بيت جديد." (هآرتس 11/1/2011) جاء ذلك على خلفية نجاح ليبرمان وحزبه بتمرير اقتراح قانون جديد في الكنيست الاسرائيلي بالقراءة الأولى، والذي يقضي باقامة لجنة تحقيق للجمعيات اليسارية والمعارضة لسياسة الحكومة والاحتلال، بحجة معرفة مصادر تمويلها.
وجاء اكتشاف سريد متأخرا أكثر من ثلاثة أشهر، فقد سبق وكتبت في مطلع أكتوبر الماضي مقالا على خلفية الخطاب الذي ألقاه ليبرمان في هيئة الأمم المتحدة، جاء فيه "شكرا وألف شكر لرئيس حكومة اسرائيل الفعلي والأصلي (المعروف بلقبه الرسمي وزير الخارجية)، أفيغدور ليبرمان على خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتفرقة (عفوا ما يعرف باسم المتحدة). فهو كان شجاعا وأصيلا وجريئا في عرض المواقف الحقيقية لحكومة اسرائيل، وهو أظهر لنا الوجه الحقيقي لنتنياهو الذي يلبس أكثر من وجه في الفترة الأخيرة، وذكر الليكود بأصله وسياسته وأيديولوجيته، وأعلن الرحمة على صرخة يوسي سريد حين نعت حزب العمل أنه تحول الى "ليكود- ب"، ففي الوقت الذي يختفي ويضمحل فيه حزب العمل، يتحول الليكود الى "اسرائيل بيتنا- ب" ويصبح ليبرمان، الذي كان موظفا في يوم ما لدى نتنياهو، يصبح هو الحاكم الحقيقي لاسرائيل ونتنياهو أقل من موظف عنده."
هذا ما عرفناه قبل يوسي سريد بأشهر، لكن هذه عادة اليسار الاسرائيلي أنه يتأخر عن الركب، لذا يجد اليوم نفسه ضعيفا مفككا لا قوة له أو حيل، ولا يمكنه التأثير على السياسة، فهو يصمت عندما يتعلق الأمر باضطهاد العرب، وعندما يصله الاضطهاد والملاحقة يكون قد تأخر، لأن الأسد قد حقق خطته واستفرد بكل ثور على حدة.
وكما كان متوقعا، فان هجوم ليبرمان الفاشي لم يتوقف عند العرب، بل تجاوزه لليساريين الاسرائيليين والديمقراطيين، وعندما عارضه أعضاء من الليكود وغيره من الأحزاب اليمينية، لم يتورع الفاشي الصغير من مهاجمة حتى أقطاب من اليمين الصهيوني معيرا إياهم أنهم صوتوا مع أعضاء كنيست عرب واعتبر هذا المشهد معيبا ومخزيا للأعضاء الصهاينة، واذا لم يفهم العقلاء بأمر خطر ليبرمان الفاشي على مجمل المجتمع الاسرائيلي، فان جميع الثيران ستؤكل بسهولة أسرع من المتوقع.
والمشكلة لا تكمن في اليسار الاسرائيلي، بل في رؤساء مجالسنا المحلية والبلدية الذين يواصلون استقبال وزراء "يسرائيل بيتينو" وزراء ليبرمان في بلداتهم، وفتح أبواب مكاتبهم لهم، وتقديم واجبات الضيافة الكريمة لهم، ولا ينسون التقاط الصور الى جانبهم مع الابتسامة المصطنعة، والتي لا أفهم لماذا يجب على الرئيس أن يفتح فاه على عرضه؟! بدل أن يقاطع رؤساؤنا أولئك الوزراء العنصريين ويستغنون عن "الفتات" الذي يقدمونه مع الاستماع لاهانات برامج ومعتقدات "يسرائيل بيتينو" العنصرية، بواسطة أعضاء كنيست من "الوسط" أو مستشارين ومساعدين للوزراء، تلك الطريقة البدائية والتي تثبت عبوديتنا للأسياد، وقد هاجم رئيس مجلس عسفيا، وجيه كيوف مؤخرا هذه السياسة التي لا تأتي بفائدة على الطائفة الدرزية، وهي سياسة الاستجداء من خلال وسطاء، فكم بالحري على ابناء العروبة؟
فأولئك الوزراء يمثلون وينفذون سياسة الفاشي العنصري مئير كهانا، الذي عاد الى الحكم بثوب جديد مما حدا بيوسي سريد أن يصرخ "كهانا حقا حي، فهو اليوم وزير الخارجية، والحكومة تتكلم وتحيا بفمه." وهذا أقل ما يمكن أن يفعله رؤساؤنا تعبيرا منهم عن اشمئزازهم (إذا كانوا يشعرون بذلك أصلا) من ليبرمان وسياسته العنصرية المقيتة. فواجب رؤساء السلطات المحلية العربية، ليس مقاطعة ليبرمان ووزرائه، بل محاربة أفكاره العنصرية والتصدي لها. وهل يعقل أن تواصل اللجنة القطرية للرؤساء العرب صمتها عن تلط الظاهرة وهي التي تطل علينا برؤية جديدة؟!