[x] اغلاق
أول جواز سفر يحمل صورة محجبة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع
26/1/2011 11:23
على وقع المظاهرات اليومية المستمرة منذ إعلان الحكومة التونسية المؤقتة للمطالبة بإسقاطها كشفت مصادر تونسية أمس عن مفاوضات لتشكيل لجنة حكماء تحل محل الحكومة من أجل «حماية الثورة».

في غضون ذلك¡ أعلنت الشرطة التونسية وضع عبدالوهاب عبدالله المستشار السياسي الاكثر قربا للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي رهن الإقامة الجبرية¡ وتداولت مواقع الانترنت شريطا مصورا لأحد التونسيين بعد حصوله على أول جواز سفر لسيدة تونسية بالحجاب وهو ما كان ممنوعا في عهد بن علي.

وفي سياق متصل¡ وفي صورة من بقايا العهد السابق استخدمت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع أمس لمحاولة تفريق محتجين رفعوا شعار «قافلة الحرية» وسط تونس طالبوا بإقالة وزراء الحكومة المرتبطين ببن علي.

وهشّم المحتجون نوافذ بمبنى وزارة المالية القريب وكان معظمهم من مناطق ريفية مهمشة تجمعوا أمس وقضوا ليلهم أمام مكتب رئيس الوزراء.

وحاصرت قوات الشرطة والجيش نحو 500 محتج كانوا داخل مجمع الحكومة في المدينة القديمة او القصبة¡ وملأ نحو ألف متظاهر آخر الشوارع وميدان عام قريب ولم يتمكنوا من الوصول الى المنطقة.

وقال كمال عاشور وهو من تونس العاصمة «لم لا يدعوننا نكسر الحواجز وننضم الى اخواننا¿ لماذا يقولون إنهم سيسمحون لنا بحق الاحتجاج ثم يمنعوننا¿».

وأضاف «هل يخشون أن تهتز الحكومة فعلا¿ يبدو أن نظام بن علي عاد»¡ وتوعد احد المتظاهرين بإسقاط الحكومة المؤقتة¡ مؤكدا ان «مصير القصبة سيكون كمصير الباستيل في فرنسا عام 1789».

وخلافا للأجواء المرحة والحميمية التي سادت ليلا¡ وقعت أمس عدة حوادث بين الشرطة والمتظاهرين القادمين من اعماق المناطق الفقيرة في تونس وخصوصا من الوسط الغربي في سيدي بوزيد مهد «ثورة الياسمين».

وكان هؤلاء الذين وفر لهم سكان الجوار أغطية وطعاما¡ تحدوا حظر التجول وبرد الليل الشديد¡ معلنين تصميمهم على المضي حتى النهاية كما يهتفون ليل نهار تحت شبابيك مقر الحكومة المؤقتة.

وقالت رجاء (31 عاما) «أمضينا الليل هنا لا يمكنك تخيل مدى التضامن بين الناس. أكلنا معا ونمنا معا وسنبقى هنا حتى استقالة الحكومة وفرارها مثل بن علي»¡ في إشارة الى الرئيس المخلوع.

وأضافت وسط جمع من الشبان العاطلين عن العمل والطلبة «لا نثق في هؤلاء الناس. سمحوا بنهب البلاد وقتلوا اصدقاءنا. انهم يسعون لكسب الوقت للفرار من العدالة ويريدون تدمير وثائق الارشيف».

إلا أن الجنرال رشيد عمار رئيس اركان جيش البر¡ والأعلى رتبة في الجيش التونسي¡ توجه للمتظاهرين مطمئنا¡ بأن الجيش «حامي الثورة» التونسية¡ بيد انه «لن يخرج عن الدستور» داعيا المتظاهرين الى إخلاء ساحة الحكومة في العاصمة.

وقال الجنرال عمار مخاطبا المتظاهرين¡ ان الجيش هو «حامي العباد والبلاد والثورة» التونسية.

وأضاف الجنرال عمار الذي كان يخاطب المتظاهرين في محاولة لتهدئتهم «لا تضيعوا هذه الثورة المجيدة¡ انا صادق وكل القوات المسلحة صادقة لكي تصل بالسفينة الى شاطئ السلام».

وتابع ان «الجيش حمى ويحمي العباد والبلاد¡ الجيش حامي هذه الثورة» وحين سأله احد المتظاهرين عن الضمانات¡ اجاب «انا هو¡ انا هو».

وحذر الجنرال عمار من «الركوب على ثورة الياسمين» ومن الفراغ.

وأضاف «ثورتكم ثورة الشباب ستضيع ويركبها أناس آخرون»¡ مشيرا الى انه «ثمة قوى تدعو الى الفراغ¡ والفراغ يولد الرعب والرعب يولد الدكتاتورية». وحرص الجنرال عمار على تأكيد احترام الجيش للدستور التونسي.

وقال «نحن مع دستور البلاد وحماة دستور البلاد ولا نخرج عن دستور البلاد»¡ ودعا المتظاهرين إلى إخلاء ساحة الحكومة حتى تتمكن «هذه الحكومة او حكومة أخرى» من العمل.


من جهة أخرى كشفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن ليلى الطرابلسي حطت الرحال في شهر سبتمبر الماضي بفرنسا من أجل شراء منزل فاخر بشارع «فوش»¡ موجود بالدائرة 16¡ لمصلحة ابنها محمد زين العابدين الذي أطلقت عليه الصحيفة لقب «إمبراطور العائلة الصغير».

كرم الأم الحنون وسعيها إلى ضمان مستقبل «ملكي» للذكر الوحيد في العائلة¡ جعلاها تؤمن له شاليها فاخرا في «كورشوفال»¡ وهي لمن لا يعرفها محطة للرياضات الشتوية مصنفة على أنها من بين أفخر المحطات في العالم¡ إذ تشكل قبلة مشاهير الفن والمجتمع المخملي¡ كما يملك الابن المدلل فيلتين فخمتين في سواحل «كوت دازور»¡ بجنوب فرنسا¡ وهي من أفخم المناطق السياحية في العالم.