[x] اغلاق
ازمة المياه بين الواقع والشعارات الرنانة
28/1/2011 13:45
ازمة "المياه" بين الواقع والشعارات الرنانة
تعاني بلادنا منذ فترة وجيزة من ازمة مياه حادة نتيجة ظروف طبيعية، ادت الى سن قوانين خطيرة بحق المواطن من رفع اسعار المياه وفرض جدول اقتصادي يحتم على المواطن استعمال كمية محددة شهريا، وان تخطيها يشكل عبئا كبيرا عليه بالاضافة لاستهتار مئات الاف المواطنين من دفع رسوم المياه  من عشرات السنين، وتبذيرها هباء وتحمل بقية السكان عبء الدفع، فهبطت علينا اتحادات المياه والمجاري كفرض وواقع قانوني يلزم جميع المجالس المحلية.
ان الواقع الجديد الذي حل على مدينة شفاعمرو والقرى المجاورة، كشف عورات تصرف المجالس منذ تأسيسها، في قضية المياه وفضح المستور من استهلاك مئات البيوت للمياه دون محاسب ودون رادع، على حساب بقية السكان وميزانية المجلس التي افلست من عبء الحمل الثقيل.
ان الهبة الشعبية التي تتفاعل مكوناتها على الساحة المحلية في الاونة الاخيرة طرحت قضية الاسعار وكأنها ترضخ لسلطة المجلس المحلي، غير ان الحقيقة مختلفة اذ ان المجلس الاعلى لاتحاد المياه يفرض الاسعار فرضا، وان الانسحاب الفوري من  الاتحاد وسيطرة البلدية مجددا وحتى  ان قرار اقامة اتحاد مستقل لن يحل الازمة، انما يورط شفاعمرو في ازمة مضاعفة من نظام جديد، وتعهدات جسيمة وقد يؤدي الى قطع المياه عن مدينة شفاعمرو، واكثر من ذلك حيث ستفقد البلدية انجازات حقيقية حققها الاتحاد وانجازات اكبر وعد بتحقيقها قريبا.
ان اتحاد المياه والمجاري شرع في الاونة الاخيرة بتوظيف مبلغ خيالي يتعدى الخمسين مليون شيكل لتصليح شبكة المياه المهترئة المحلية، والتي باتت تشكل عبئا صحيا على الموطن والتي يتعدى عمرها الخمسين عاما، وكذلك شبكة الصرف الصحي المصنوعة من الاسبست الخطير.
كذلك يباشر الاتحاد بحل ازمة الصرف الصحي الكبيرة التي يعاني منها العديد من المواطنين، وربط بيوتهم بها حيث انهم تورطوا في مشاكل قضائية كبيرة ودفعوا مخالفات بقيمة عشرات الوف الشواقل نتيجة عدم الترخيص لهذه الاسباب.
الاجدر بنا كان ان نناضل لتحسين شروط الجباية من  قبل شركة احتكارية عينها، الاتحاد خلافا للاتفاق وبطريقة غير مسؤولة افتعلت الازمة لاسباب الربح الرخيص، على حساب المواطن حيث كشفت السلام ان هذه الشركة تجبي مبلغ 360 الف شيكل تقريبا بدون حق من مواطني المدينة شهريا، نتيجة خدعة في تسليم اوراق الدفع قبل موعدها بيومين فقط حيث يضطر المواطن من  دفع مبلغ 30 شيكل قصرا على التأخير بالدفع يوما واحدا اضطرارا، وكذلك تجبي الشركة مئات الاف الشواقل شهريا زورا وبهتانا نتيجة اتفاقيات خطيرة مع الاتحاد، وعلينا جميعا ان نكثف الجهود لاقتلاع شركة الجباية وتعيين موظفين للاتحاد وتقليص تكلفة الجباية واستثمار الاموال في مشاريع حيوية للمواطن.
لا يخفى على احد ان هذه الهبة هي هبة الفقراء في المدينة وهم كثر، وانها هبة اولئك الذين استهلكوا احد مكونات الحياة على الارض، الا وهي المياه مجانا منذ الازل وغالبيتهم بالكاد يعيلون اطفالا رضع، او عائلة تعيش تحت خط الفقر وهم لا يملكون اليوم القدرة على دفع حتى اثمان المياه، وهم بحاجة ماسة الى معالجة قضيتهم بموضوعية وجدية، وايجاد الطرق والوسائل للتخفيف عنهم لفترة وجيزة حتى يعتادوا على المصروف الجديد مستقبلا.
ان مصلحة المدينة فوق كل الاعتبارات السياسية والشخصية وان بحث ازمة المياه وجبايتها يحتاج الى دراسة مستفيضة ومهنية، وتقديم تقرير شامل ومهني حول معاناة المواطن من الاتحاد ان وجدت، ومطالبته بتصليح الغبن ان صح التعبير نتيجة تقرير اللجنة وكذلك استمرار مراقبة البلدية، لعمل الاتحاد وتقديم الملاحظات وفرض حل الازمات وبحثها في المجلس، بحضور مدير الاتحاد وموظفيه الشفاعمريين في المستقبل وبناء شراكة حقيقية بين المجلس والاتحاد على اساس من الندية والاحترام المتبادل والانصياع لقرارات المجلس لمصلحة المواطن واحتواء مشاكله ان وجدت.
ولكم التوفيق