[x] اغلاق
ليس للاعلامي أن يقوم بدور السياسي
28/1/2011 13:48

لم أتابع سلسلة الكشف عن خفايا المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية التي كشفت عنها محطة "الجزيرة" الفضائية، وما تخللها من "فضائح" ليست بفضائح عن تنازلات الطرف الفلسطيني عن الثوابت الفلسطينية. لكني توقعت رد الفعل الفلسطيني الرسمي المتشنج أمام تلك الوثائق التي كشفت عنها "الجزيرة" مع صحيفة "الغارديان" البريطانية. وتسنى لي مشاهدة احدى نشرات الأخبار وفيها التقت المحطة ممثل السلطة الفلسطينية في بيروت الدكتور عبد الله عبد الله، ويا بئس ما سمعته، فعندما طلب منه الرد على الوثائق وماذا يقول فيها أجاب مباشرة "أقول اتقوا الله بالشعب الفسطيني" وأخذ يشن هجوما على الجزيرة، ويلومها على فعلتها، حتى خلت أن "الجزيرة" هي التي سببت تشريد الشعب الفلسطيني وتهجيره من وطنه، وأخذ يسمعنا تلك العبارات الروتينية والكليشيهات المعروفة، التي لم تعد تقنع طفلا عربيا، فما بالك في من تعمد بالسياسة وعاشها بحذافيرها، انه رد بائس وتعيس على حقائق ووقائع، فالهجوم على الجزيرة لا يسعف ذلك المسؤول ولا يعفيه من الرد على ما جاء في الوثائق الي كشفت عنها.
ثم أخذ عبد الله يلوم "الجزيرة" وينتقدها ويسألها ماذا فعلت من أجل القدس وقضية فلسطين وغيرها، لكن حضرته ينسى أو يتناسى ويريد أن يتغابى أمام الجمهور الواسع. منذ متى أصبحت وسائل الاعلام مطالبة بالقيام بمهمات الحكومات وحركات التحرر؟ ان "الجزيرة" تقوم بواجبها الاعلامي وهذا هو دورها، ويمكن أن ننتقد "الجزيرة" من هذا الباب لا أن نحاسبها على تقصيرها تجاه قضية سياسية وكأن دورها سياسي أو خدماتي. اذا لم يكن لدى المدعو عبد الله أي رد فخير له ألا يظهر على الشاشة كشخصية كاريكاتورية  تدعو للرثاء.
ومثل عبد الله الفلسطيني شاهدنا عشرات أمثاله من اللبنانيين من أتباع تيار "المستقبل" التابع لسعد الحريري، حين هاجموا بشكل بربري سيارة "الجزيرة" أثناء مظاهرات ما أسموه "يوم الغضب". وكلام وزير الاعلام في حكومة الحريري لا يعفيه أو يعفي مسؤولي حزبه عن تجاوزات "المشاغبين" كما أسماهم  كما أن نداء الحريري نفسه الذي يحاول الظهور بمظهر المعتدل والشخصية الوطنية الوفاقية، حيث وجه نداء لأتباعه بالهدوء والتصرف بروية، وكأنه لا يتحمل مسؤولية أفعالهم وانفلاتهم.