حقق العلماء تقدما واضحا في تصميم عباءة إخفاء يمكن من خلالها إخفاء المواد القابلة للمشاهدة بالعين المجردة¡ وذلك بعد أن جربوا إخفاء مواد يبلغ حجمها نحو 4 سنتيمترات.

النتيجة هذه لا تعتبر بعد ممتازة وكاملة¡ غير أن الآلية اللازمة بسيطة ورخيصة نسبيا.
العلماء كانوا حتى الآن قادرين على إخفاء مواد يمكن مشاهدتها فقط بالمجهر أما بفضل المادة الجديدة التي استخدموها في العباءة الخفية فقد تمكنوا من تجاوز حدود المجهر أما السر في ذلك فيكمن في المواد التي تم استخدامها. فالمحاولات السابقة للوصول إلى حالة الإخفاء كانت تعتمد على مواد خاصة مركبة تسمى «ميتاماتريال»¡
وهي عبارة عن مواد اصطناعية هندسيا قد لا توجد خصائصها في الطبيعة مصممة ومنتجة بحجم يتراوح بين القياسات الميكروية الصغيرة ووحدة القياس نانو. أما شكل الشيء فيعطيها خصائص استثنائية مثل مؤشر الانكسار السلبي.

وبفضل هذه الخصائص يمكن لهذه المواد أن تمرر الضوء أو الإشعاعات لموجات طول محددة¡ وبالتالي فإن الشيء المغطى بطبقة من الميتاماتريال هو غير مرئي (على الأقل في طول الموجة المعنية) لأن الإشعاع يلفه كحجرة في الماء أما في بقية الموجات فان الميتاماتريال يتصرف بشكل طبيعي ومرئي.

وكان الباحثون أنشأوا كتلا من كريستال الكالسيت تعمل كعباءة الإخفاء¡ وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها إخفاء مادة يمكن للعين البشرية أن تراها من دون الحاجة إلى أي تقنية. فهل هو نوع من الخداع¿

الميزة الكبيرة في هذا الأمر هي أن العباءة الجديدة سعرها أرخص من الميتاماتريال بسبب استخدام الكالسيت. والميزة الأخرى أنه سهل. ويقتصر الأمر على تحقيق العنصر الكلاسيكي البصري على شكل موشور يعمل ضمن ظروف معينة كالمرآة الكلاسيكية.
أصحاب الاكتشاف الجديد ينبهون الى أن الأمر ليس بسيطا إلى درجة انه يمكن إنتاجه في المنزل¡ غير أنه لا ينقص الكثير

لإنجاز ذلك أما إنتاج العباءات من الميتاماتريال فهو أصعب وينتج بأحجام كبيرة ومكلفة لأي فريق بحث في العالم.
أما الأمر الأكثر إثارة¡ بحسب الباحثين¡ فيكمن في مادة الميتاماتريال رغم عدم النجاح الكبير الذي تحقق فيها بالنسبة لمجال الإخفاء لأن استخدامها يمكن أن لا يقتصر على موضوع الإخفاء بل يمكن أن يشكل تحولا مثلا في إنتاج مغناطيسات رخيصة ونوعية واستخدامها في السيارات الكهربائية.