[x] اغلاق
ارحل ... والحدق يفهم
19/2/2011 23:06

 

ارحل ...  والحدق يفهم 
تهامة نجار 
تعبير تردد كثيرا في هذه الايام، وتحول مؤخرا الى مغناة تغنى بها المتظاهرون في ميدان التحرير، مطالبين مبارك بالرحيل عن كرسي الرئاسة فورا، حتى يتسنى للشعب المصري شق طريقه نحو مستقبل مشرق، وتردد اليوم كذلك في عواصم كثيرة في العالم العربي تهدف لاسقاط انظمة رجعية اكل الدهر عليها وشرب.

ان طموح الشعب المصري وغيره من الشعوب نحو الديمقراطية لدحر الدكتاتورية هو حق مشروع لجميع الشعوب للتحرر من الانفراد في الحكم، والاندفاع  نحو الديموقراطية السياسية والفكرية والعملية علها تحرر الشعوب من عبودية عشرات السنين، وقد ساهمت الصحافة القوية الحرة والجريئة مساهمة فعالة وكان تأثيرها قاتلا على المستهدف. 

واليوم وقد بات واضحا للعالم اجمع ان التاريخ ماض على عجلة من امره  نحو الامام، وان لا عودة الى الظلام ولكننا نلاحظ ظواهر دخيلة على مجتمعنا، فُرضت علينا بمراسيم عليا من خلال هدر حقنا في الاختيار، او التدخل تنصب نفسها  في مكانة الحاكم بامره، رافعة شعار "انا هو الرب الهكم لا يكن لكم اله غيري" قد يكون تأثيرها المباشر على الفرد منا معدوما ولكن تأثيرها العام قد يكون ملموسا، خاصة وان هذه الشخصيات استطاعت ان تكسب ود وعطف الكثيرين، ولكنها لا تتمتع بالاجماع المطلوب لتبرير تصرفها خاصة وانها تستعمل اسلوب التعنيف تارة، والاستخفاف بقياديين تارة اخرى والمقاطعة والتصرف الصبياني في اماكن عامة كالنفور والمواجهة حينا وكالمراهقين احيانا، من خلال قيادة سيارة بسرعة جنونية، وغيرها من التصرفات التي لا تليق بمكانة صاحبها الدنيوية ربما او الدينية، كما وتحاول فرض واقع جديد على مجتمع هي دخيلة عليه، مستهدفة رموزا لها باع طويل في رسم خارطة هذا البلد الحديثة، وعامل الزمن القريب  يضمن  حتما زوالها النهائي من حياتنا.

اننا  في مجموعة السلام نراقب عن كثب، جميع الظواهر السلبية في مجتمعنا، ان كانت مزروعة فينا او متأصلة بيننا ونحاول تقديم عدة فرص "للمحتاجين"، او  المارقين على مجتمعنا الشفاعمري الكبير، اوالرعوي الصغير لتغيير "نظام التعامل "لعلنا لا نسعى لتغيير "النظام"، ونفرض واقع الرحيل المبكر ونكبر باعلى صوتنا:

ارحل...ارحل .. والحدق يفهم

 


من راديو السلام 1998 حتى الجزيرة  2011  عظمة الصحافة الحاسمة في تغيير الانظمة  

 

سنفهم الصخر ان لم يفهم البشر...ان الشعوب اذا هبت ستنتصر 


ساهمت اذاعة راديو السلام مساهمة فعالة في تغيير الخارطة السياسية الشفاعمرية، وحسمت معركة رئاسة البلدية عام 1998 من خلال التدخل المباشر لتجنيد الرأي العام بضرورة تغيير النظام السياسي الشفاعمري، الذي قاده رئيس تمتع بشعبية واسعة خلال ثلاثة عقود من الزمن احكم من خلالها سيطرته على البلدية، وحاز احيانا على اجماع السكان في التنافس على الرئاسة.  

ان ظهور اذاعة راديو السلام في اجواء المدينة في تلك الفترة، فرض واقعا جديدا على المدينة تغنى به القاصي والداني، حيث حققت الاذاعة وقبطانها انجازات هائلة غير مسبوقة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، وتحولت الاذاعة بين ليلة وضحاها الى بوق الشعب ورئتي المدينة التي تنفس من خلالها السكان الصعداء في الكثير من القضايا المستفحلة منذ عشرات السنوات، حيث حملت الاذاعة هموم الناس ورافقتهم في اتراحهم وافراحهم من خلال مجهود جبار، تعجز الكلمات عن وصفه 

هذا وقد اذنت حينها اذاعة "راديو السلام" بشروق شمس جديدة على الصحافة الحرة والنزيهة والموضوعية، وكشفت مدى عظمة وتأثير سحر الكلمات على نفوس سامعيها حين تصدر من القلب وتحاكي مشاعر وطموحات الناس وتتفاعل مع نبض الشارع.

ان اذاعة راديو السلام حازت على اعجاب وتأييد الغالبية العظمى من سكان المدينة والمنطقة المجاورة، وواجهت كذلك انتقادات ومواجهات لمجرد انها اعطت متنفسا للضعفاء، وشرعت بشق طريق المنبر الحر والصريح متهمين اياها باستيراد قيم صحفية واخلاقية غريبة عن مجتمعنا المحافظ وتلائم المجتمعات الغربية فقط.

شقت الاذاعة الفتية طريقها من خلال المعاناة الشديدة خاصة عندما استهدف المغرضون الاذاعة وقبطانها بواسطة الشرطة، التي ساهمت في اغلاق الاذاعة عدة مرات في تلك الفترة، وغرمت اصحابها بغرامات مالية واجراءات عملية صارمة، وبالرغم من كل هذا فقد حققت الانجازات العظيمة وفرضت  استراتيجيتها تغيير وجه شفاعمرو السياسي والاجتماعي، وساهمت بادخال دم جديد الى الساحة العامة وتفاعل السكان جميعا بانشراح من خلال التواصل عبر موجاتها.

واليوم وبعد مرور عقد من الزمن تساهم هرم الصحافة العربية وقمة مجدها "قناة الجزيرة" في تحقيق ارادة الشعوب العربية باسقاط انظمتها  القمعية والرجعية التي فرضت هيمنتها منذ ثلاث عقود ايضا من الزمن على الدول والشعوب، حيث احكمت سيطرتها من خلال الترهيب والقمع والتهجير، وقد استعادت الجزيرة عافيتها وشمرت عن سواعدها وانبرت تشحن الشعوب لتحقيق فرصة التحرر، وخاطرت بكيانها امام سيطرة الحكومات على اقمار بثها الاصطناعي حيث نال منها مؤقتا النظام المصري امام اصرارها الجارف على تحقيق انجاز ثورة الشباب المصريين، التي اطاحت بمبارك وبشرت بالاطاحة بانظمة عربية مماثلة مستقبلا.

ان اثر الصحافة الهادفة  كالسحر على نفوس الناس، ويحظى الصحفي "الساحر" بشعبية واسعة حين يواجه ظلم وجسارة الظلم والاستبداد، وهدر  حقوق الناس من قبل مسؤولين مستبدين، وان الصحفي الجاد قد يعرض حياته احيانا للخطر وقد يواجه ظلم مجتمع بأسره احيانا، يحاول تطويق عمله او احباطه في مسيرته، ونبل اهدافه انما المثابرة تولد النتيجة المرجوة وتحقق شعبية مجددة وفتية دائما تبدد المخاطر وتبشر بمستقبل واعد.

وتبقى الكلمة الحرة اقوى من حد السيف