[x] اغلاق
صنّاع السينما يفرضون نجومهم... والجمهور يفرض نجومه، فمن هو المنتصر في هذا الصراع؟
4/3/2011 18:45

 

دائماً ما نرى المخرجين أو المنتجين أو أي من صناع السينما يتبنون مواهب ويعاملونها ويتعاملوا معها على أساس انهم نجوم بينما يتعامل معهم الجمهور بطريقة مختلفة، ربما يعترفون ببعضهم ويسمونهم أبطالاً إلا انهم لا يحققون الجماهيرية المطلوبة مما يجعل لقب نجوم ليس على مقاسهم مائة بالمائة، فالنجومية ما هي إلا اتفاق أهل الفن وصُناعه والجمهور على موهبتك وجاذبيتك لتستحق لقب نجم وليس احدهما دون الاخر .
 
فمثلاً عندما اعطى المخرج الراحل يوسف شاهين لقب بطل للفنان هاني سلامة في أول ظهور سينمائي له لم يتفق الجمهور وقتها مع شاهين إلا في نقطة وسامته وجاذبيته الكبيرة، ولكنهم ومع الوقت تقبلوا موهبته وأحبوه ولم يصبح مجرد بطل في نظرهم وانما نجم أيضاً.
 
نفس الأمر حصل مع زينة ومي عز الدين مثلاً اللتين استطاعتا أيضاً ومع الوقت كسب ثقة الجمهور ليس فقط كبطلتين وانما كنجمتين رغم تفاوت درجة النجومية بينهما، حيث مازال أمام زينة بعض الوقت لتلحق بمي عز الدين.
 
ولكن مع البعض انقلبت الآية رأساً على عقب وصنع الجمهور نجوماً من أبطال رفضهم صناع السينما لبعض الوقت، ولربما كانت غادة عبد الرازق في السابق أكبر مثال على ذلك حيث ظلت مستبعدة من ان تحمل أفلاماً وأعمالاً فنية باسمها إلا إذا كان هناك بطل أو بطلة اخرى تشاركها العمل وتسبقها في البطولة بينما كان الجمهور يتعامل معها على أساس انها ليست مجرد بطلة درجة ثانية وانما نجمة وأهم حتى ممن كانت تشاركهن اعمالهن.
 
ولكن لماذا يختلف الجمهور وصناع السينما أحيانا في تقدير درجة نجومية الفنان وهل يصنع هذا الاختلاف إشكالاً على حقيقة هذه النجومية وسعادة الفنان بها والتصرف على أساسها أم ان الموضوع لا يشكل فارقاً لدى الفنانين طالما ان هناك من يسميهم نجوماً؟
 
على مر الوقت وطوال عمر السينما أثبتت الأيام ان النجوم الذين يصنعهم الجمهور ولا يوافق عليهم صناع السينما هم الأكثر نجاحاً وأطول عمراً في الفن من أولئك الذين يفرضهم صناع السينما على الجمهور دون ان ينجحوا في ذلك ..
 
وأبرز مثال من الوسط الفني على هذا الأمر الفنان "ماجد المصري" الذي حمل بطولات كثيرة في بداياته ورغم ذلك لم يحقق الجماهيرية المطلوبة ولم يعامله الجمهور على أساس انه نجم مما ارغم صناع السينما في النهاية على الرضوخ لرغبة الجمهور التي ابعدت المصري عن البطولة باستثناء بعض الأعمال البسيطة من وقت لآخر، بعكس هيفا وهبي مثلاً التي أصر عليها الجمهور مما جعل أول عمل سينمائي لها ينقلها للمقدمة ويحقق أرباحاً كبيرة رغم تشكيك البعض في ذلك ولكنه حقيقة أثبتتها الأجور العالية التي أصبح صناع السينما يعرضونها على هيفا متمنين الحصول على توقيعها بالموافقة لبطولة أعمالهم.
 
حتى السينما العالمية لم تسلم من صراع صناع السينما والجمهور على نجومية بعض الفنانين واخر مثال على ذلك هي الفنانة الشابة آن هاثاوي التي يتنافس عليها المنتجين والمخرجين بينما في الواقع هي عند الجمهور لا تتمتع  بالجماهيرية المطلوبة والدليل هو الفشل الذي الحقه ظهورها لتقديم حفل الأوسكار منذ عدة أيام بالحفل وتحقيقه لدرجة متابعة منخفضة لم يتوقعها المنظمون له والسبب ان "آن هاثاوي" التي لم يعطي ظهورها على خشبة مسرح الأوسكار النجاح المتوقع .
 
وكل هذا لا يدل سوى على ان الجمهور هو المحرك الرئيسي لعجلة النجومية فيوصل الفنان الذي يرغب به للنقطة المطلوبة بسرعة بينما يتباطأ مع الفنان الذي لا يرغب به ..
 
حتى في عالم الموسيقى وليس فقط مع فناني السينما حصل نفس الشيء فغادة رجب لم تحقق نجاح يارا على سبيل المثال برغم ان كل واحدة منهما لديها صوتا ملائكيا جبارا ولكن الجمهور سهل النجومية لاحداهما بينما صعبّهاعلى الاخرى ..
 
هذه هي الحقيقة التي ينكرها البعض .. هذه هي الحقيقة التي تنتصر في النهاية .. ليس فقط في الفن وانما في كل جوانب الحياة وحتى السياسة كما شهدنا مؤخراً .. فالأمر يعود أولاً وأخيراً للجمهور والجمهور فقط .