[x] اغلاق
بيان الحركة العربية للتغيير : النكبة كفيلة بتوحيدنا
28/4/2009 17:13

 عندما تم ترحيلنا وتهجيرنا وطردنا من اراضينا عام 48 , كنا " شعباً واحداً " هو الشعب الفلسطيني, وبعد مرور واحد وستين عاماً ما زلنا " شعباً واحداً " هو الشعب الفلسطيني وإن اختلفت اماكن تواجدنا ما بين صامدين في الجليل والمثلث والنقب, ومُحتلين في الضفة والقطاع, ومُشتتين في مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان والاردن والعراق.

قبل واحد وستين عاماً حملوا امتعتهم على شرؤوسهم, واضعين بعض الحاجيات الأساسية من ملابس وطعام ومفتاح واثقين متأكدين من العودة. واليوم ما زلنا نحمل على أكتافنا هموم شعبنا الذي يعاني من الغربة والاحتلال والظلم والتمييز في كافة مناحي الحياة. وإن كنا الآن احزاباً مختلفة وجمعيات متعددة وحركات سياسية متنوعة, تبقى النكبة وحدها الكفيلة بتوحيدنا وهي القادرة على " ضمنا تحت جناحيها " رغم اختلافاتنا التي وبكل أسف تحولت إلى خلافات.

ها نحن نحيي الذكرى ولكن هل اتخذنا منها العبرة؟ هذا هو المطلوب وبالذات الآن.

مسألة اللاجئين وحق العودة الذي آمنا دائماً انه حق مقدس وأحد الثوابت الوطنية التي لن تتزحزح عنها أي قيادة فلسطينية نجده بقرة تُذبح في التصريحات الوقحة من الجانب الإسرائيلي غير مدركين ان أصحاب هذا الحق ليسوا رهن تعريف دولة اسرائيل على انها دولة يهودية او محاولة رسم حدود مشوّهة لإخفاء هذا الحق.

الاحتلال في الضفة والقطاع, ونعم هو احتلال ما دامت الدولة الفلسطينية غير قائمة بعد, والسيادة على الأرض والجو والماء والحدود غير مُقررة بعد, فإن اي قرار بالانسحاب من جانب واحد وتحويل منطقة سكنية الى سجن كبير, لا يُعتبر ذلك بتاتاً زوال الاحتلال, هذا الاحتلال لا بد ان ينتهي من على ارض وشعب هو من آخر الشعوب التي ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال في القرن الحادي والعشرين.

والجانب الثالث هو قضية الفلسطينيين داخل الخط الأخضر الذين لا شبيه لوضعهم في العالم ما بين هويتهم القومية الفلسطينية من جهة والمواطنة الإسرائيلية من جهة أخرى, والذين يتعرضون في الآونة الأخيرة لحملة عنصرية شرسة تحاول سحق حقوقهم الأساسية في الحرية والكرامة والعلم والعمل.

من خلال هذه المحاور الثلاثة لا بد من مواصلة النضال بالإلتفاف حول القيادة العربية المحلية في الداخل متمثلة بالأحزاب والحركات السياسية العربية ولجنة المتابعة مهما اختلفت الآراء حول نجاعة او قصور أداء هذه اللجنة في الماضي وما مرت به من إخفاقات الى جانب نجاحات لا يمكن تجاهلها, مع عدم تناسي ان قضايانا هي ذاتها واحدة تتمثل في الأرض والمسكن والمساواة في الحقوق مع اي مواطن والاعتراف بنا كاقلية قومية . في ذكرى النكبة يتوجب العمل المشترك بين القيادة والجمهور العربي إذ معاً يواجهان عواصف من العنصرية والعداء.

اما لإخوتنا, احبتنا في الضفة والقطاع فنقول كلمة حق في هذه الذكرى الأليمة كفانا اقتتالاً وتشرذماً وفرقة, لقد آن الأوان لإعادة اللحمة الفلسطينية من اجل السير خطوة واحدة على الأقل الى الامام بعد سنوات تجرنا إلى الخلف. الاحتلال واحد والنكبة واحدة ومن هذا المنطلق لا بد من طرح المشروع الواحد امام الطرف الإسرائيلي لحرمانه من ذريعة انقسامنا بغية عدم التقدم خطوة الى الامام في اي مسار تفاوضي.

وفي الختام لأبناء شعبنا في الشتات نقول, في هذا اليوم بالذات, اضافة الى باقي ايام السنة, في ذكرى النكبة يُفتح الجرح من جديد, ويعتصر القلب شوقاً وحنيناً, وتلتئم الأضلع الثلاثة للمثلث الفلسطيني ما بين الشتات والاراضي المحتلة عام 67 والداخل, ولو ليوم واحد على الأقل نجد ان النكبة هي الكفيلة بتوحيدنا ..