[x] اغلاق
كيف أعيش الصوم في حياتي
18/3/2011 11:26

 

1. التوبة القلبية: 
إن الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود... هو موسم العودة إلى أحضان المسيح نرتمي فيه ونبكي على الزمان الرديء الذي مضي.
وتذكرنا الكنيسة قبل فترة الصوم بنماذج رائعة للتوبة كي نستعد ونتهيأ لاستقباله :الفريسي والعشار لوقا 18: 10-14،  كالابن الضال لوقا 15: 11-32 ، الدينونة العامة متى 25: 31-46، احد مرفع الجبن وبدء الصوم متى 6: 14-21 ... كي نسير على خطى هذه النمازج.
وتوضح أيضاً كيف أن لمسة الرب يسوع شافية للنفس والجسد والروح ومجددة للحواس وباعثة للحياة.
 
2. الهدوء والصمت: 
إن إيقاع الحياة الصاخب وعنف متطلبات المعيشة وكثرة الانشغال والهموم جعلوا الإنسان يفقد معناه وإنسانيته، وحوّلوه لمجرّد حركة في ماكينة ضخمة يتحرك بتحركها ويقف بوقوفها.
والإنسان اليوم يعيش في تشتت مرعب يبدد قوي الجسم والعقل والنفس فكم بالحري قوي الروح، فنحن في أكثر الاحتياج إلى الهدوء والصمت حتى نغوص في العمق ونبحث في أعماق نفوسنا بعيداً عن تأثير المشتتات الخارجية ونعتبرها رحلة لضبط الاتجاهات ونختزل كل شيء غير ضروري في برنامجنا اليومي مثل: الأحاديث الباطلة، الثرثرة، النّميمة، والمكالمات التليفونية الطويلة، والانترنيت... وغيرها، وبذلك نجد وقت للتمتع بالهدوء والصمت وخشوع العبادة والتأمل ومعرفة ضعفاتنا وإيجاد نفوسنا مع الله.
 
3. العطاء ومساعدة المحتاج : 
" لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسرّ الله " (عبرانيين 16: 13). إن الرحمة وروح العطاء إنما هما دليل على القلب الزاهد المحب لله . . . " لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال " (مت  6 :  24).  إنه القلب الذي يسعد بالعطاء يفرح لفرح الآخرين " كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار لان المعطي المسرور يحبه الله  " (2كورنثوس  9 :  7) . والعطاء هو وسيلة لتقديسنا وكذلك الصدقة هي طريق الكمال، فالصوم هنا فرصة للتعبير العملي عن إيماننا الحقيقي ، وكما يقول الكتاب المقدس " لكن يقول قائل أنت لك إيمان و أنا لي أعمال ارني إيمانك بدون اعمالك و أنا اريك بأعمالي إيماني (يعقوب  2 :  18) .

 

  الأب أنطونيوس ( كريم ) خوري    

 

كاهن رعية يافا تل ابيب للروم الكاثوليك