[x] اغلاق
التضحية من اجل السلم الاهلي
15/4/2011 14:01

 

التضحية من اجل السلم الاهلي

 

لا يزال مجتمعنا حتى يومنا هذا "يغرق" في وحل عادات وتقاليد جاهلية تتحكم من خلالها في احاسيسنا ومشاعرنا  نعرات طائفية وقومية وقبلية، كما تستهوينا قصص بطولات ابو زيد الهلالي وعنترة بن شداد ونتوق احيانا لاحكام شريعة الغاب وسفك الدماء منذ عهد الجاهلية، وما زلنا نصنف "ابطالنا" في خانة ضخامة العضلات "والفدعرات" ونمنح لقب "القبضاي" للزعران حينا ولكن ايضا وبحق  للمتفوقين علما واخلاقا وعملا احيانا، انما لم نتنازل ابدا عن قيم واخلاق ومبادئ ايجابية تعزز الروابط الانسانية بين الناس وتحوي الازمات وتقرب القلوب وتضمن بناء مجتمع راق متحرر مسالم واخوي .

وعلينا جميعا تقديم تنازلات كبيرة احيانا في حياتنا اليومية من اجل استقطاب مودة ورضى الناس وضمان استمرارية علاقتنا الطيبة ومركزية موقعنا في المجتمع، وان نتسلح بقيم التسامح والصبر ونؤمن ان الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، حيث يتمتع كل انسان بشخصية خاصة  به، تحمل كل منها قيم ومبادئ مختلفة  ويتوجب علينا جميعا احترام الناس بنفس المقدار مهما علت قيمة الفرد منا قدرا ماليا علميا او اجتماعيا .

وان التاريخ يشهد على تضحيات جليلة شكلت القاعدة الاساسية  لبناء اسس القيم الانسانية والاخلاقية، واسست الديانات جميعا نحو عبادة اله واحد لا شريك له حيث قدم سيدنا ابراهيم الخليل ابنه تضحية لله سبحانه وتعالى، وقدم سيدنا والهنا يسوع المسيح جسده ودمه تضحية لمحو خطايانا التي اكتسبناها منذ الازل، ولا يزال العظماء في هذا العالم يقدمون التضحية تلو الاخرى لضمان استمرار هذا العالم والروابط الانسانية فيه.

هذا وقدمت  شخصيا هذا الاسبوع تضحية عظيمة كما في العشر سنوات الاخيرة قدمت من خلالها تضحيات جلة من اجل حفظ السلم الاهلي والنسيج الاجتماعي والعلاقات الودية بين اهل البلد الواحد. فقمت بالتنازل عن الدعوى الجنائية المقدمة بحق السيد ماهر نمر واخيه زاهر، بعد تدخل جاهة صلح كبيرة برئاسة الرئيس خازم وشخصيات اجتماعية محلية وقطرية، وبعد تدخل اضافي مباشر من امين عام المجلس الرعوي سهيل نمورة ضمن شروط  خاصة، حيث وجب علي اخلاقيا وانسانيا الاستجابة لهذا المطلب وتذليل العقبات وتقديم تضحية كبيرة والتطلع نحو مستقبل هذا البلد العامر،

رغم انتقادات ولوم البعض على هذه الخطوة الحكيمة الا ان البلد فوق كل اعتبار.