[x] اغلاق
النجمة الهام شاهين لم تنافق كما فعل زملاؤها ولم تسئ الى الثورة و أربابها، فلا تحاسبوها على رأيها المقدّس
20/4/2011 11:55

 

ائما تكون اللحظات الحرجة، والازمات الوطنيّة الحقيقيّة، بحاجة الى حكماء وحكيمات من كلّ الأوساط الاجتماعيّة والفنيّة والسياسيّة، ودائما بحاجة الى نساء من صنف "الجدعات"، كما الى الرجال من صنف "الأسياد" لا العبيد ولا المنافقين.
 
فالثورات العربيّة، التي استشرت وانتشرت مؤخرا في دولنا العربيّة، ما كانت الّا اختبارا لكلّ من يعمل في الشأن العام...فمنهم من سقطت عنهم أقنعتهم، وبرهنوا بفعل أيديهم، أنّهم يركبون الموجة "الماشية"، وأنّ مصالحهم الشخصيّة هي التي دائما تحكم وتسيطر وتحدّد مسارات الأمور...ومنهم من أثبت أنّ الرأي يحتاج دائما الى رأي مخالف، لتبقى الحياة في توازن دائم، و من عمد الى قول رأيه على "رأس السّطح بكلّ حترام، غير آبه لا بالشهرة ولا بالمال.
 
والنجمة المصريّة "الهام شاهين"، شكّلت حالة خاصّة جدا، في خضمّ ما حصل ويحصل في مصر مؤخرا. فهذه المرأة المصريّة، منذ أن كان الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" يتربّع على كرسيّ الرئاسة، وهي تنادي باجراء الاصلاحات التي تحتاج اليها البلاد، وتطالب باحترام شخص الرئيس، معلنة أنّها تحبّه، فتوجّها الثوّار الذين عانوا ما عانوه، على رأس اللائحة السوداء.
 
وبعد سقوط مبارك، لم تقلب الهام شاهين الطاولة على آرائها وتعليقاتها وتوجهاتها، ولم تنافق ولم تنكر، بل أعلنت سعادتها لتغيير أراده الشعب، مطالبة أكثر من ذي قبل، باحترام شخص الرئيس السابق، وبمحاسبته محاسبة عادلة، لا عمياء، على ما ارتكبه من أخطاء جلّة، غير متناسين ما حقّقه لمصر، وما قام به من أمور ايجابيّة.
 
الهام، أظهرت لنا جليّا، أنّها ليست من عابدات المال والشهرة ولا الجمهور، فهي لم تقم كما قامت كلّ زميلاتها وزملائها، بنكران آرائهم وتصريحاتهم خلال المظاهرات، بل استمرّت على رأيها الشخصيّ الحرّ...الذين قبلناه أم رفضناه، علينا أن نتقبّله بكلّ احترام.
 
ومن وجهة نظر الهام شاهين، فانّ محمد حسني مبارك مخطئ، ويستحقّ أن يحاكم على ما فعل، ولكنّنا لا نستطيع أن نضع كلّ "بلاوي" الثلاثين سنة التي مرّت على كاهله وحده، ولا نستطيع أن ننكر أنّه فعل، ولو ذرّة، خير او منفعة لمصر الأبيّة ولذلك طالبت الجيش المصريّ وقائد القوات المسلّحة والمعنيين، عدم الانسياق للضغوطات الشعبيّة، والمحافظة على التوازن والعقلانيّة في محاكمة الرئيس، بحيث أنّه عليهم أن يحاكموه على ما فعل، وليس عل ما قام به وما لم يقم به!!
 
أخيرا، نحن في موقع "بصراحة، لطالما سعدنا بمعاقبة الجمهور المصريّ لنجومهم الذين أساؤوا اليهم...أي كلّ الذين عبّروا عن رأيهم الآخر بعنف وعنجهيّة و تغطرس ولا انسانيّة... لا الذين حملوا راية مختلفة ورأيا مخالفا بكلّ ديموقراطيّة وأدب وحريّة نطالب بها وعلينا أن نمنحها...وهنا يكمن الفرق!!
 
لذلك على الجمهور أن يراقب جيّدا، ليعلم أنّ من أخطأ بحقّه وطالب اما بقمعه أو قتله، او حتى حرقه في ميدان التحرير، يستحقّ المقاطعة...بينما من أعلنوا صراحة عن وجهة نظرهم، متوجّهين للثوّار بكلمات الاحترام والتقدير، فعليهم أن يكرّموهم، ويتأكّدوا أنّهم أصحاب النفوس الطيّبة، وأصحاب الصدق والشفافيّة...لا روّاد النفاق و التصفيق "للواقف"، من اجل ضمان الاستمراريّة والنجوميّة والشهرة!!