[x] اغلاق
المسيح قام! حقًّا قام!
22/4/2011 10:43

 

فيما يلي النص الكامل لرسالة البطريرك غريغوريوس الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريَّة وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، بعيد القيامة المجيدة 24 نيسان 2011:

 

أيُّها الإخوة والأخوات الأحبَّاء!

المسيح قام! حقًّا قام!

في هذا العام يحتفل العالم المسيحيّ شرقًا وغربًا، وتحتفل كنائسنا في سورية والبلاد العربيَّة وفي العالم أجمع، في يومٍ واحد، بعيد القيامة المجيدة، أكبر أعياد إيماننا المسيحي المقدَّس. وإن شاء الله ننجح في مساعينا على كلِّ الأصعدة، لكي نبقى نُعيِّد كلُّنا دائمًا معًا، لكي يكون عيدنا الواحد شهادةً لإيماننا الواحد!.

إنَّنا نعيش أيَّامًا عسيرةً في عالمنا العربيّ، وبخاصَّةٍ في سورية الحبيبة. إنَّنا نسير مع إخوتنا ومواطنينا في عالمنا العربيّ، على دربِ آلامٍ لم يعرفه التاريخ العربيّ من قبل. ندعوكم لكي ترفعوا الصَّلوات الحارَّة، بخاصَّةٍ في الأسبوع العظيم المقدَّس، الذي ندعوه أسبوع الآلام، وفي يوم العيد الكبير لأجل جميع الذين سقطوا في هذه الثورات الدَّامية، ولأجل المحزونين والمرضى، والمشرَّدين واللاجئين. ولأجل الأطفال والشباب وطلاَّب المدارس الذين يُحرَمون من متابعة دروسهم وتحصيلهم العلميّ، ويعيشون أجواءً من العنف والكراهيَّة والعداء. وهذه كلُّها سيكون لها وبدون شكّ، تأثيرٌ كبيرٌ على أخلاقهم وأطباعهم وشخصيَّتهم وحياتهم الإيمانيَّة والوطنيَّة والبيتيَّة والاجتماعيَّة والسِّياسيَّة.

نُصلِّي في كلِّ كنائسنا وأديارنا ورعايانا، وفي بيوتنا، وضمن حرم عائلاتنا، في هذه الأعياد الفصحيَّة المجيدة، لأجل التعاون والأخوَّة، والتضامن والوحدة بين جميع المواطنين. نُصلِّي بنوعٍ خاصّ لأجل حكَّامنا والملوك والرُّؤساء. ولأجل جميع المسؤولين في بلادنا، وبخاصَّة في سورية. ولأجل الجيش ورجال الأمن والشرطة والمسؤولين الأمنيِّين. لكي يُعطيهم الرَّبُّ إلهنا الحكمة والفطنة وسداد الرَّأي في معالجة هذه الأوضاع المأساويَّة... ولكي يتجاوبوا مع مطالب وآمال وآلام وتطلُّعات وحاجات المواطنين. ويعملوا جاهدين لوضع وتنفيذ برنامجٍ اجتماعيٍّ وسياسيّ، يؤمِّن حياةً كريمةً لجميع المواطنين.

وإنَّنا تضامنًا مع شعبنا بخاصَّةٍ في سورية، وشعورًا منَّا مع إخوتنا الذين سقطوا شهداء الوطن، وجميع المتألِّمين والجرحى في المستشفيات، والمحزونين، نُعلن أنَّه ستقتصر أعيادنا على الصَّلوات داخل الكنائس، حيث سنرفع الصَّلوات لأجل قائدنا سيادة الدُّكتور بشار الأسد ومعاونيه، ولأجل جميع المواطنين، ولأجل الوحدة الوطنيَّة والأخوَّة والمحبَّة. طالبين من الله أن تجتاز سورية الحبيبة هذه المحنة المأساويَّة، لكي تتابع مسيرة الحرِّيَّة والتقدُّم والازدهار والأمن والأمان لجميع المواطنين.

وننشد بإيمانٍ ورجاءٍ ومحبَّةٍ وثقةٍ مشدِّدين بعضُنا بعضًا ومتضامنين ومتحابِّين في كلِّ كنائسنا وأوطاننا ومجتمعاتنا، مواطنين مسيحيِّين ومسلمين، نشيد القيامة والحياة: "المسيحُ قام من بين الأموات، ووطئَ الموت بالموت، ووهبَ الحياة للذين في القبور".

وكلَّ عامٍ وأنتم بخير