[x] اغلاق
خيط رفيع بين جريمتي اغتيال خميس وأريغوني
22/4/2011 14:41

 

خيط رفيع بين جريمتي اغتيال خميس وأريغوني
زياد شليوط

لم يمض أسبوعان على عملية اغتيال شهيد الفن والحرية الفنان جول خميس في مخيم جنين، حتى تم اغتيال متضامن آخر، شهيد كسر الحصار عن غزة المتضامن الايطالي فيكتورأريغوني. وفي حين أعلنت منظمة اسلامية أصولية متشددة عن مسؤوليتها عن اغتيال فكتور، لم تعلن بعد أي منظمة ظلامية عن مسؤوليتها على اغتيال جول خميس. وفي الوقت الذي نشرت فيه سلطة حماس في غزة صور المشتبه بهم وأعلنت عن جائزة لمن يساعد في القبض عليهم، وفي اليوم التالي أعلنت عن مقتل اثنين من المشتبهين الثلاثة، فان سلطة فتح في الضفة اعتقلت أحد المشتبهين وعادت وأطلقت سراحه وأعلنت ان قاتل جول ما زال طليقا.

جريمتان متشابهتان متقاربتان توقيتا وشكلا ومضمونا. فمن هي الجهة المعنية بالاساءة لنضال الشعب الفلسطيني العادل؟ ومن هو الطرف الذي يسعى لاستبعاد المناضلين غير العرب مع ابناء الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وبالتالي من هي الجهة التي تريد الاستفراد بالشعب الفلسطيني كي يتم فرض وتمرير المؤامرات عليه؟

جول جاء الى جنين لبناء أمل لأطفال المخيم من خلال المسرح، ونجح فعلا بتوفير بصيص من الأمل وقليل من الفرح ونفق صغير من الضوء. وفيكتور قدم الى غزة للمساهمة في كسر الحصار عنها وزرع بذرة من الأمل مع سفينة الحرية وايجاد نفق لضوء التحرر. لكن الناشطان المتنوران وقعا ضحية لنظرة سلفية ضيقة متعصبة، لا تميز بين ما هو خير للشعب الفلسطيني وبين ما شر له. لا يهمها تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال، والابقاء عليه مستعبدا لأفكار غيبية، فكيف للشعب المستعبد بفكره أن يتحرر من حكم غريب؟!

لقد أثبتت سلطة حماس في غزة، ربما للأسف، سرعة في الحركة والتنفيذ، بينما سلطة فتح تماطل ربما من عجزها وقلة حيلتها. اسماعيل هنية بادر من غزة للاتصال بعائلة الشهيد فيكتور أريغوني في ايطاليا معزيا، وواعدا بأن تتم ملاحقة المجرمين ومعاقبتهم، وفعلا نفذ وعده وبأسرع مما كان متوقعا. أما محمود عباس من رام الله فانه يحتاج الى تظاهرة للفنانين والكتاب لتذكيره بواجبه بتقديم التعازي باستشهاد جول خميس، وبواجبه في ملاحقة المجرمين ومعاقبتهم.

رغم الخسارة الفادحة، ورغم تكسير المعنويات، إلا أن شعلة الحرية لن تخبو. فها هي صديقة فكتور تعلن أنها باقية في غزة ولن ترحل وستواصل طريق صديقها. وتلك صديقة لجول (وفاء يونس) عادت الى مسرح الحرية في جنبن لتواصل رسالة جول، ونأمل أن ينضم اليها من وعد بذلك. رغم كل الحلكة فان فجر الحرية آت، ولا يمكن لقلة منحرفة وعمياء أن تحرف مسيرة شعب بأكمله نحو الحرية.