[x] اغلاق
أخطاء في صحافتنا.. يمكن تفاديها
2/5/2011 0:18

أخطاء في صحافتنا.. يمكن تفاديها

زياد شليوط

 

كثيرا ما تقع صحفنا المحلية بأغلاط وأخطاء منها تحريرية ومنها لغوية ومنها مطبعية، ومن تلك الأغلاط ما يمكن التغاضي عنه ومنها ما لا يمكن، ومن تلك الصحف ما لا يتم الانتباه لأخطائها ومنها التي تستوقفك أخطاؤها، خاصة عندما تكون صحيفة ذات ثقل كمي ونوعي، ولها قراؤها وكتابها وانتشارها الذي لا ينكر، وإحدى تلك الصحف التي لها معزة في القلب، ونستغرب أن تقع في أغلاط وأخطاء لا يمكن السكوت عنها على مختلف الأصعدة المذكورة، خاصة وان تلك الأخطاء وقعت في عدد واحد. وفي الواقع لم أكن بهدف رصد أخطاء الصحيفة، لكنها الصدفة، حث وقعت عيناي على أول خطأ في خبر ما، فانتقلت لغيره واذ به خطأ فالثالث فالرابع، واذ بي أكتشف جملة من الأخطاء التي استفزتني وجعلتني أواصل رصدها بهدف لفت انتباه المحررين، فالمحرر تقع عليه مسؤولية أكبر من مسؤولية المراسل في دقة المعلومات والأسماء، وللمدقق اللغوي إذا وجد مسؤولية كبيرة لكنها تبقى أقل من مسؤولية المحرر، أو رئيس التحرير صاحب المسؤولية الأولى.

في العدد المذكور نشر خبران تناولا مقتل ووداع المتضامن الايطالي، الذي قتل في غزة فيتوريو  جاء في أحدهما "ورافقت الجثمان زوجة أريغوني التي دخلت القطاع، أول من أمس، من معبر رفح، لتسلم جثته." ويتابع الخبر فيما بعد ونفاجأ بقراءة " وكانت المحامية كلاوزديا ميلاني، خطيبة المغدور.." فهل يعقل أن يكون فيتوريو متزوجا وزوجته حضرت من ايطاليا، في ذات الوقت تحضر خطيبته! كيف يكون لفيتوريو زوجة وخطيبة في نفس الوقت؟! وذكر في مقدمة الخبر " وصل جثمان المتضامن الايطالي فيتوريو أريغوني الأراضي مسقط رأسه في ايطاليا.." أي أراض وصل اليها جثمان الراحل؟ فالجملة هنا ليست واضحة ومشوهة لغويا. وفي الخبر ذاته وقع خطأ لغوي في العبارة " وقال – والدة فيتوريو- إن الأجهزة الأمنية إنها قتلت اثنين.." فما الداعي لتكرار "إن"؟ حيث يمكن الاستغناء عن الثانية ويستقيم المعنى.

في خبر آخر جاء في عنوانه ما يلي: خلال حفل تكريمي لثلاثة أدباء برام الله: سلمان ناطور يهدي التكريم لجوليانو خميس وفيتوريو أريغوني. وفي جسم الخبر بحثت عما يفصل للعنوان، لم أجده بل أن الخبر لا يتطرق البتة لما جاء في العنوان، أي أن العنوان لا يعكس الخبر ذاته؟!!

خطأ لغوي آخر وقع في خبر حول وفاة أحد النصراويين حيث جاء في الخبر " وترك الشيخ وراءه زوجة واربعة بنات وولدين." والصحيح ان نقول أربع بنات وليس أربعة، لأن البنت اسم مؤنث والعدد المناسب له في المفرد من ثلاث الى عشر، بينما أربعة للمذكر.

هذا نموذج لأغلاط تقع في صحافتنا المكتوبة، التي من المفروض أن تحترم ثقافة القاريء وتحافظ على سلامة لغتنا العربية، فثقتنا بالصحافة المكتوبة أكبر من ثقتنا بالمواقع العنكبوتية التي تنسج خيوطا متشابكة معتقدة أنها لغة صحافة، لا نريد الولوج الى عالمها في هذه العجالة.