[x] اغلاق
أوضاع الطائفة المسيحية في شفاعمرو
4/5/2011 17:42
أوضاع الطائفة المسيحية في شفاعمرو
 

بقلم:نادر جمّال 

 توطئة لا بد منها:

باديء ذي بدء من الضروري التأكيد أن خوضي في بعض القضايا والأزمات التي تعاني منها الطائفة المسيحية في شفاعمرو والإدلاء بدلوي في بعض الإشكالات التي تعيشها , هو من منطلق الحرص الشديد على مصلحة هذه الشريحة الهامة من مجتمعنا العربي في هذه البلدة والتي تشكل مع باقي الشرائح نسيجا اجتماعيا من التعايش , نطمح جميعا بان يكون نسيجا متجانسا قدر الإمكان.

إن طرح بعض الأفكار حول مجمل الإشكاليات الخاصة بهذه الطائفة التي انتمي إليها بحكم المولد لا ينفي إطلاقا , (بل قد يعزز) انتمائي إلى شعبي العربي ومجتمعي الشفاعمري بكل أطيافه وفئاته المختلفة.

انتمائي في نهاية الأمر هو لبلدي ولشعبي ولا ضير إذا كانت هذه المقالة تبحث شؤونا تخص طائفة بعينها تشكل مع باقي الطوائف لبنات هذا المجتمع, وهذا البناء.

راعني في الفترة الأخيرة وما سبقها ما آلت إليه حالة الطائفة ومكانتها المتردية ومدى تأثيرها على صنع القرار بما يخص القضايا العامة التي تهم مختلف أبناء هذه البلدة.

ساءتني حقيقة حالة التشرذم والشقاق الحاصل بين أبنائها وعدم اجتماعهم على كلمة واحدة بما للوحدة من قوة سحرية نستطيع من خلالها تحدي الصعاب وانجاز المهمات.                     

 

المدرسة الأسقفية الكاثوليكية

 

هذا الصرح العريق الذي نعتز به ونفاخر بأنه قد خرّج على مدى قرن ونيف أفواجا من الخريجين الذين يتبوءون مراكز رفيعة في مجتمعهم ومحيطهم , وله فضل كبير على مختلف أبناء الطوائف في هذه البلدة في يوم عزّ فيه العلم والتعليم .

هذا الصرح قد اضحى للاسف الشديد موضعا للخلاف والصراع بين مختلف الفئات بما يدعو للخجل ويندى له الجبين ...

لا أريد أن ادخل في التفاصيل , وهي لا تهمني كثيرا, ولكن كنت أود أن يقوم المتخاصمون بالاهتمام بالأمور التربوية والانجازات العلمية لهذه المدارس , وان يكون محض خلافهم حول أمور تربوية وعلمية, وكيف في الإمكان دفع عجلة التقدم للمدرسة إلى الأمام.

يحدوني الأمل بأن تتوقف مثل هذه الظواهر المسيئة للطائفة سمعتها, ومكانتها وعزتها على قلوبنا جميعا.

  

أحداث شفاعمرو ٢٠٠٩ وقضية التعويضات

 

إن الأحداث المؤسفة التي عصفت في هذه البلدة قبل اقل من عامين  من اعتداء على ممتلكات لأبناء الطائفة المسيحية من قبل أبناء الطائفة المعروفية كنتاج لخلاف بين أشخاص , وشجار عادي قد يحدث في كل يوم...

هذه الأحداث هي حقيقة أحداث مؤلمة, ولكنها طويت وراءنا , ونأمل بأن تكون غيمة عابرة ولا تتكرر.

من غير الخفي على احد بان العديد من أبناء الطائفة المسيحية قد تضررت ممتلكاتهم من محلات تجارية: بيوت, سيارات... بما فيهم (كاتب هذه السطور). ولكن للأسف معالجة القضية من قبل القيادة المحلية للطائفة والرئاسة الروحية كان ارتجاليا وغير عملي, بل يمكن أن يقال بأنه كان فاشلا.

ولإيضاح موقفي, أقول: هل يمكن أن نضع العربة أمام الحصان؟

هرولت الوفود لإنهاء الخلاف وتنقية الأجواء (وهذا قد يكون أمر محمود).

ولكن هل يمكن عقد راية الصلح بين الأطراف بدون الاتفاق على شروط معينة لهذا الصلح؟!

كان هم رئيس البلدية ووجهاء الطوائف المختلفة إنهاء الشقاق وتهدئة الخواطر ولا ريب بضرورة, وجدوى هذه المساعي الحميدة, ولكن!!!!!!

 

أصحاب الشأن المتضررين وللأسف لم يتم حتى دعوتهم إلى الانضمام للوفد الذي ذهب يفاوض حول الصلحة.

كل ما تلقوه هو وعود ووعود, ووعود, بأن التعويضات عن الأضرار سوف تدفع لهم بشكل عاجل.

 مضى عامان ونحن في انتظار ما لن يحدث بعد

على قيادة طائفة من هذا القبيل همها المظاهر والوجاهة الفارغة والفاشلة, أن ترحل إنها قيادة فاقدة للشرعية. أشخاص نصّبو أنفسهم حماة للديار وناطقين باسم طائفتهم وللأسف بعدهم عن الزعامة الحقة والرجولة كبعد الثرى عن الثريا . هذه الزعامة التقليدية التي أفقدت الطائفة المسيحية وجهها الحقيقي , وجعلتها على هامش صنع القرار في هذه البلدة , عليها أن تنصرف إلى غير رجعة لتحل مكانها قيادة شبابية مخلصة وغيورة على المصلحة العامة وبعيدة عن المآرب الشخصية والأغراض الخاصة والتّزعم الفارغ.

وماذا بعد...

يطول الحديث حول الأمور الخاصة بالطائفة كجزء من كينونة هذه البلدة .

ما أريده هو المصلحة العامة وإعلاء كلمة أبنائها وان تعود لتتبوأ المكانة الرفيعة التي كانت لها على مدى أجيال وان تكون مؤثرة فاعلة في صياغة تاريخ شفاعمرو المجيد .

البقية تأتي وكل عام وانتم بخير

بقلم:نادر جمّال