كتاب العهد ولوحي الشريعة

كتاب العهد (خر24: 7). يعلمنا الكتاب المقدس أن الشريعة أعطيت بوحي من الله لموسى . وتنطوي شريعة العهد على أحكام قضائية كالأحكام المتعلقة بالقتل (خروج 21: 12-15)، أو إلحاق الضرر بالمواشي (خروج21: 23-36)، أو نكث العهد (خروج 21: 7-13)، وعلى وصايا مختصة بمعاملة الغرباء (خروج 22: 21)، وتقديم باكورة الغلال (خروج 22: 29)، والسبت ( خروج 23: 10-12).

 ولكن مع كتاب العهد هذا، أعطى الله للشعب من خلال موسى وصياه العشر. وهذه الوصايا العشر أصبحت دستورا لكل الشعوب، ووضعها موسى النبي في صندوق كما أمره الرب ويسمى تابوت العهد.

تابوت العهد

(خروج 25: 10) صندوق صنعه موسى بأمره تعالى، طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف. وكان مصنوعا من خشب السنط ومغشى بصفائح ذهب نقي. من داخل ومن خارج، ويحيط برأسه أكليل من ذهب، فوقه غطاء من ذهب نقي.وفوق كل طرف من الغطاء كروب من ذهب يظلل الغطاء. وعلى كل من جانبي التابوت حلقتان من ذهب لعصوي التابوت المصفحتين الذهب لحمل التابوت.وكان المنوط بحراسته وحمله بنو قهات من اللاويين (عدد 3: 29-31).

ويمثل الكروبان حضور الرب الذي لا يدنى منه وسكناه بين الكروبين وإعلان صوته من بينهما وهناك يجتمع مع ممثلي الشعب (خروج 25: 10-22، 30: 6 وعدد 7: 89 و1 صموئيل 4: 4).

وكان في التابوت الوعاء الذي يحتوي على المن، وعصا هارون التي أفرخت، ولوحا العهد، وكان عليهما وصايا الله العشر المكتوبة بأصبع الله (خروج 25: 16 و21 وعبرانيين 9: 3 و4) ثم وضع بجانبه كتاب التوراة (تثنية 31: 26) ومن ثم يسمى التابوت أحيانا تابوت الشهادة (خروج 25: 16، 40: 21) .

ولوحا العهد هذه كتب عليهما الله بأصبعه وصاياه العشر – واليك الدليل

هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار و السحاب و الضباب و صوت عظيم و لم يزد و كتبها ( أي الله ) على لوحين من حجر و أعطاني إياها (تثنية  5 :  22)

ثم أعطى ( الرب ) موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله (خروج 31 :  18)

و أعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين بإصبع الله و عليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع (تثنية  9 :  10)

في ذلك الوَقتَ قالَ لِيَ الرَّبّ: اِنحَتْ لَكَ لَوحَينِ مِن حَجَرٍ كالأَوَّلَين، واصعَدْ إِلَيَّ إِلى الجَبَل، واَصنع لَكَ تابوتًا مِن خَشَب، 2 فأَكتُبَ على اللَّوحَين الكَلِماتِ الَّتي كانَت على اللَّوحَين الأَوَّلين اللَّذَين كَسَّرتَهما، وضَعْهما في التَّابوت. 3 فصَنَعتُ تابوتاً مِن خَشَبِ السَّنْط، ونَحَتّ لَوحَين مِن حَجَرٍ كالأَوَّلَين، وصَعِدتُ الجَبَل، واللَّوحانِ في يَدي. 4 فكَتَبَ علَيهما، كالكِتابةِ الأولى، الكَلماتِ العَشْرَ الَّتي كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ بِها في الجَبَل، مِن وَسَطِ النَّارِ، في يَوم الاِجتماع، وسَلَّمَهما الرَّبُّ إلَيَّ. 5 ثُمَّ تَحَوَّلتُ فنَزَلتُ مِنَ الجَبَل ووَضَعتُ اللَّوحَين في التَّابوتِ الَّذي صنَعتُه، فكانا هُناكَ كما أَمَرَني الرَّبّ. ( تثنية 10: 1-5)

المسيح له كل المجد كان يخرج الشياطين بإصبع الآب " و لكن إن كنت بإصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله (لوقا  11 :  20).

السؤال الذي يطرح هو : إذا كان الشعب يرهب ويرتعب من هذه اللوحين، الذي كانت ترمز لوجود الله بين شعبه ، لأنها كتبت بإصبعه أي الله، وهي من حجارة صماء. ولكن أصبحت لها معنى وقيمة وقدسية لأن الله كتب بإصبعه عليها.

فكم بالأحرى يجب علينا تكريم أمنا العذراء مريم ومدحها ، وهذا الشهر ( أيار ) هو الشهر المريمي. لأن الله الذي كتب في أصبعه على لوحي الشريعة هو ذاته تجسد في أحشائها، واخذ الطبيعة البشرية منها – ومن مريم العذراء تأنّس – كما نقول في قانون الإيمان. لقد أصبحت العذراء سماء لرب الخليقة ، لأن حيث يكون الله تكون هناك السماء .

 
الأب أنطونيوس ( كريم ) خوري   

كاهن رعية يافا للروم الكاثوليك