[x] اغلاق
همسات شفاعمرية
19/5/2011 21:26

 

همسات شفاعمرية

 

كتبها :زايد خنيفس

 

"بدلة العروس" والتعيينات..

 

لا يختلف اثنان بأن استيعاب الأكاديميين من هذه المدينة في أماكن عمل جديدة هي خطوةً مباركة لما تحمل من معاني خاصةً وكونها باب رزق لأحد  أبناء البلد تمكنه من تحقيق أحلامه وبناء مستقبله وتكوين عائلته.. فلا شيء يقف أمام طموحات شبابنا وشاباتنا لكن الكثير من الأخوة وسمعت همسهم في الأسابيع الأخيرة عندما كانوا يرددون هذه "البدلة" الجميلة من يكون "خياطها" ومن يلبسها في نهاية المطاف لتترك هذه الأقوال الكثير من الحسرة بل الكثير من الآلام في صفوف ونفسية وأحاسيس شبابنا الواعد الذي طرق سنوات طويلة أبواب الجامعات بل غادر بعضهم وطنه من اجل البحث عن أحلامه ليكتشف بأن "البدلة" ورغم ملاءمتها لشروط شهادته وقدراته لبسها من لا يستحق أن يكون عريسا بكل معاني الكلمة ليسقط من وضعت بضمائرهم أمانة القبول والرفض بين شقي النهر.

وإذا كنت اعتز بان الكثير من أهل المدينة يقرأون بتمعن "همساتي" فان العدل الاجتماعي لا يمكن اقتصاره على دفع ضريبة بلدية بل على ضريبة والمسؤولين في  البلدية اتجاه كل مواطنيها لحفظ السلم الأهلي.

ولا يعقل في هذا القرن أن تمحى روح المنافسة والإنسان المناسب في المكان المناسب لان في النهاية والبداية مسؤولية تبحث عن مستقبل أبناء الخير في هذه المدينة.  

 

بلد واحد وثلاثة قلوب؟!!

 

لم يختر أحد منا طائفته ودينه فهكذا ولدنا من أرحام أمهاتنا... لأتعجب بل أضع سؤالاً كبيراً محيراً لتفكير البعض عندما يقرر حسب طقسه وحالته وهبوب الريح في اتجاهات عقله، عندما ينظر لابن بلده ويحاول "تشريحه" لينسب  له تارة قبائل العرب تارةً قبائل الغساسنه وتارة أخرى  قبائل الفاطميين، وهكذا يتم عند البعض في هذا البلد "تشريح" الأشخاص وهم إحياء من اجل مصالح فئوية يعيشها ذلك الشخص منذ ولادته، وعندما يختار أن يبقى صغيراً وإبقاء مدينته بحجم تفكيره وأحقاده وينسى بل لم يسمع من قالوا "الدين لله والوطن للجميع"... بلد مثل بلدي تحتاج لرجالِ كبار يعرفون مساحات استيعاب معاني الانتماء لبلدهم ووطنهم، لتكون اكبر من مساحات الأحياء التي ولدوا بها وبقوا فيها.. فإما أبناء امةً واحدة وشعب واحد وبلد واحد وأما ثلاثة قلوب والبقية نعرف عناوينها...

 

"نادر شهاب" وكفيف يلامس وجه الشمس

 

تعرف السماء أمطارها وتعرف الأنهار مساراتها وتعرف العصافير أغصانها بل تعرف الأسماك بحارها واعرف بأن العامل الكادح يبحث عن قوته وعن لقمة عيشه ليطعم من بأعشاش بيته.. وأعرف كما علمني الآباء والأجداد، أن تكون مظلوما خيرٌ من إن تكون ظالما. ومن يقدم على حرمان موظفٍ ومستخدم من درجاته ومن علاوةٍ يستحقها من اجل إرضاء وجه الآخرين سيلقى دون سابق إنذار حكم الله.. وإذا كنت قد أرسلت وردةً إلى العاملين في مدرسة" النور" فأرسل وردتي هذا الأسبوع لنادي المكفوفين بإدارة الزميل نادر شهاب، فبعطفه وحنانه مع مرشديه يلامس الكفيف وجه الشمس بل يلامس وجه الحياة..