[x] اغلاق
لا للإدمان
24/5/2011 14:40
على عكس ما قد يفترض الكثيرون، أثبتت الدراسات أن الغالبية العظمى من المراهقين لا تتعاطى المخدرات بكافة أشكالها، لذا فاحرصي على أن تكوني دائما من هذه الأغلبية التي تسير على الطريق الصحيح وتحمي نفسها وصحتها ومستقبلها من الخطر.
وإليكِ فيما يلي بعض النصائح التي ستجعل تجنب الوقوع في شرك الإدمان أسهل بالنسبة لك:

لا شك في أن كل مراهق أو مراهقة تلقى قدرا لا بأس به من التربية السليمة والمعرفة الصحيحة بالدين وأبسط المعلومات الطبية حول الأضرار الخطيرة لتعاطي المخدرات لن يفكر أبدا من تلقاء نفسه في السير على هذا الطريق المليء بالأشواك والندم، لكن للأسف اختلاطك خارج المنزل بزميلات دراسة أو صديقات في النادي وخلافه قد يفتح سبيلا لبعضهن ممن سرن بالفعل في هذا الطريق الشيطاني لإغرائك بتناول أي شيء غريب في هيئة أقراص أو مشروبات أو أجسام غريبة مجهولة الشكل بالنسبة لك بدعوى تجربة شيء جديد للإحساس بالانتعاش والسعادة.

لا تستجيبي أبدا لمثل هذه الإغراءات مهما كانت المشاكل التي تعانين منها في حياتك، ولا تلبي دعوة مثل أولئك الفتيات أو الفتيان من زملاء الدراسة أو النادي للذهاب لأي حفل أو تجمع ينظمه أي منهم لأنه بطبيعة الحال سيحتوي على كم من المخالفات والمغريات التي يفضل ألا تضعي نفسك في اختبار أمامها.

ضعي في اعتبارك كذلك عدم المبالغة في ثقتك بنفسك، وبأنه لا يوجد من يمكنه أن يجبرك على تناول شيء ترفضينه، فتأكدي أن مثل هؤلاء ممن سقطوا في شرك الإدمان وأدركوا حقيقة أنه يدمرهم وعانوا من آثار الانسحاب وذل الحاجة إلى جرعة جديدة كلما خارت قواهم، تتولد داخلهم رغبة شيطانية في تدمير كل من يرفض مسايرتهم والانضمام إليهم عملا بمنطق شمشون "عليّ وعلى أعدائي" فهم لا يريدون أن يسلم غيرهم مما أصابهم. ولذلك قد يلجأ البعض للالتفاف والتحايل عليكِ بإذابة المخدرات في أي طعام أو شراب بريء المظهر كالعصير أو القهوة أو غيرها ويقدمه لك فتتناوليه بسلامة نية إلى أن تعتادي على الجرعة، ثم يواجهونك بالحقيقة بعدما تصبحين في حاجة مستمرة لتناول المخدر ولا يمكنك الاستغناء عنه.

لكل هذه الأسباب، لا تضعي نفسك في مواضع الشبهة والخطر، وابتعدي تماما عن أي أصدقاء أو زملاء تشتبهين في تورطهم في تعاطي المخدرات بكافة أنواعها، واختاري صديقاتك بعناية ممن يشتركن معك في نفس القيم الأخلاقية، وممن تضمنين حسن تربيتهن واستقامتهن.

وإذا فرضنا جدلا أنك لسبب أو لآخر - لا قدر الله- وقعتِ في شرك الإدمان وأدركت مدى فداحة الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسك وأسرتك متأخرا، فاتقي الله، واحمي زميلاتك وصديقاتك من الوقوع في نفس الفخ، ولا تكوني أبدا ممن يروج بالكذب لمدى السعادة والنشوة والابتهاج الذي تسببه المخدرات. تحملي ذنب نفسك فقط، ولا تشتركي في جريمة أخرى بدعوة غيرك لتعاطي المخدرات أو مده بها.

عليكِ أيضا أن تنقذي نفسك قبل فوات الأوان، وتصارحي أهلك بالمشكلة التي تعانين منها، وتحملي عقابهم مهما كان، لكن المهم هو أنهم لن يتوانوا عن مساعدتك في الالتحاق بمصحة متخصصة لتلقي العلاج قبل استفحال الأمر حتى تعود لك إشراقتك بعد أن يمن الله عليك بالشفاء من لعنة الإدمان.

ستحتاجين كذلك بعد العلاج الطبي إلى الالتحاق بجلسات للعلاج النفسي الجماعي، والتي تجمع بين عدد ممن مروا بنفس تجربة الإدمان الأليمة تحت إشراف طبيب متخصص، بحيث يقوم كل منهم بعرض تجربته والاستماع لتجارب الآخرين مما يساعدهم جميعا على تجاوز الألم النفسي والإحساس بالرغبة في العودة في أسرع وقت لمزاولة حياتهم الطبيعية مثل جميع أقرانهم.