[x] اغلاق
همســـــــــات شفاعمرية
10/6/2011 11:35

 

همســـــــــات شفاعمرية

 

زايد خنيفس

 

كلمات المفتش وقتل الأحلام في مهدها

من حق من ذهبوا للجامعات وللمعاهد العليا وقضوا سنوات في الكد والدراسة أن يعرفوا بعد نهاية دراستهم بأن من حقهم العمل في مجالات تخصصهم. ومن حق المعلمين والمعلمات أن يتقدموا في مجال عملهم في مؤسساتهم، ولا يحق للمسؤولين بل للمدراء في هذه المعاهد التعليمية أن يكبحوا طموح هؤلاء، عبر التقارير والملفات المغلقة التي لا يعرف لون حبرها إلا المدير والمفتش.. وقبل أسبوع كشف عن وظيفة تم تفصيلها في الغرف المغلقة لمدير تربوي في ثانوية شفاعمرو "ب"، فتعجبت من أساليب البعض البعيد عن شفافية العمل، لتندرج ضمن إغلاقِ الوظائف التربوية أمام ابن البلد لتنحصر المعاملات في استيراد العقول الخارجية، وكم كنتُ متعجباً بل متحيراً من رد المفتش عندما قال لي: للأسف الشديد لا يوجد في بلدكم قيادات تربوية! وعندما دخل المفتش في التفاصيل وجدتُ بأنه تحدث عن واقع  بأن البعض من قياداتنا "التربوية" منعت بكل الطرق تقدم معلميهم من طموحهم، خوفاً على عروشهم ومنهم من قتل الطموح في مهده عندما "فصلت" البدلةِ على العريس لتقتل التنافس بين من طمحوا للوصول للأعالي، وقد رسموا على صدورهم بل على جباههم شهاداتهم باستحقاق.

 

من يرفع يداً على ابن بلده يرفع سيفاً على وطن

لستُ من الذين يضعون رأسهم في الرمل، ووضع النقاط على الحروف في غالب الحالات خطوةٌ جريئة تحتاج إلى قول كلمة الحق بأدب الأخلاق، وليس من باب الشموخ على بلدٍ بل من نوافذ التواضع. فمن يكبر على قلعته أو يكبر على طفلٍ لا تهدأ حركته في بيادر المدينة فانه يكبر على وطن، ومن يرفع صوته وسوطه على ابن بلده يرفع سيفاً على وطن. وفي الأسابيع الأخيرة وعندما حاول البعض إعادة المشاهدة وصور الماضي القاتمة بل السوداء إلى شوارع المدينة، ومن نقطة "البريد" إلى دوار "مرشان" انتهى الإشكال في دقائق، وكأن شيئاً لم يحصل. وعندما تحاول أن تفهم أسباب الإشكال وما أدى له فلا تجد قيمةً بل سبباً مقنعاً، وهكذا يعيش البعض في قشور الأشياء ولا يعرفوا جواهرها ولا يعرفوا بان من يرفع يداً على ابن بلده يرفع سيفاً على وطن.

 

العنف و "مدينة بدون عنف"

في الأسابيع الأخيرة وهذه حقيقة لا يمكن إخفاؤها ارتفع منسوب العنف والسرقة والاعتداء على الممتلكات والعبث بها، مصدر قلق في العديد من الأحياء لنرسم أسئلة جديدة حول حق المواطن في الأمان الشخصي. فلا يعقل أن يعود صاحب البيت من الحي الوسطاني وحي أبو زيد والبرج وكل الأحياءِ، ليشاهد عبث من سولت لأنفسهم سرقة بيوت آمنه بأهلها وأولادها. وعندما جلست هذا الأسبوع في جلسة رسمية مع زميلي سعيد خطيب، مدير مشروع "مدينة بدون عنف" شاهدت بل شعرت في عينيه قلقاً من سير برنامج هذا المشروع، فهمسة  للمسؤولين لدفع هذا المشروع إلى الأمام. فحان الوقت الى وضع النقاط على الحروف، فلا يمكن أن نترك أبن البلد وقد سرق تعبه وعبث العابثون بممتلكاته، وحان الوقت أن تعرف الشرطة وقائدها واجبهم ولا بأس بنا أخذ الحيطة ومعرفة نقاط ضعفنا، لأن هناك عيونا تراقبنا وتعرف دروب نوافذنا.