[x] اغلاق
العزف على أوتار ناكر الجميل
6/7/2011 13:57

 

رماح بريئة يصوبها – معين أبو عبيد

 

العزف على أوتار ناكر الجميل

 

 

 

النكران اسم من أنكر الشئ  ينكره إنكارا فهو منكر، ونكر ينكر نكرا فهو ناكر، واستنكر فهو مستنكر.

لا أخفي أني فكرت كثيرا  في وصف ناكر الجميل، وقد احترت من أين أبدأ ...

من صاحب ذاك الوجه اللطيف البشوش والنطق الجميل الذي يخفي قناعا زائفا أم...

حقيقة، لا يمكن لأي مخلوق أن ينكر أن صفة نكران الجميل صفة سلبية جداً، ومن شأنها زرع بذور الشقاق وتبعد لغة الحوار والتفاهم، وخاصة عندما نواجه المشكلة مع أناس تربطنا بهم علاقة وطيدة.

نضحي من أجلهم ونقدم لهم الكثير، نقف إلى جانبهم في السراء والضراء ...  نتألم لألمهم، عيوننا تدمع قبل أن تدمع عيونهم، نفرح معهم في أفراحهم، تهمنا أخبارهم نتابعها بكل عناية وحذر وندعم مواقفهم، ولكن وا أسفاه! ووا حسرتاه!! نكشف بين ليلة وضحاها  أن مشاعرهم نحونا كانت سطحية، فاترة، مبنية على الغش والخداع والمصالح الشخصية البحتة. إذ يصبحون كالوحوش المفترسة، علما بأننا لم نقصر معهم في يوم من الأيام.

عجبا لهذه الفئة من الناس ... طالما تباهت بأن الأصالة مصدرها، والعدالة موطنها، والعزة طبعها، والخدمة والتسامح نهجها، بينما الحقيقة عكس ذلك كليا.

إن احترمتهم احتقروك، وإن عززتهم استغلوك، وإن أعطيتهم...

فلا عجب، لأنهم ينتمون إلى فئة أصحاب المناصب الذين صنعتهم الوظيفة، وأصبح لهم اسم من خلال هذه الوظيفة!! مع أن وجودهم فيها كان مجرد وهم وختم مطاطي ولعبة في يد الموظفة.

اتضح أنهم ملونون كالحرباء، خداعين، غدر، غائصون في نكران الجميل والحق والحقيقة والهروب من الواقع. همهم وشغلهم الشاغل إيجاد المزيد من الأساليب الشيطانية، الخبيثة، منتهزين كل فرصة، وبخطة مدروسة، لتحريض الآخرين، متعمدين إلحاق الضرر بمصالح الغير.

كاللئيم الذي لا يزيده الإحسان والمعروف والاحترام إلا تمردا، غير آبه أن الحياة ما هي

إلا واحة، لا يعيش فيها وحده!! وأنه مجرد مخلوق والله هو الخالق. وخير ما أنهي به، هذه المقولة لعل وعسى...

"من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أكرمكم بمعروف فكافئوه، فإن لم تجدوا من تكافئونه فادعوا له؛ حتى تعلموا أن قد كافأتموه".

 

والله ولي التوفيق