حشد كبير في لقاء ذكريات بمناسبة 80 عاما على ميلاد توفيق زيّاد 8/5/2009 15:52
عاد الشاعر الفلسطيني والقائد الشعبي الوطني الفذ الراحل توفيق زيّاد مساء الخميس 7/5/ 2009، إلى أجواء بيت الصداقة في الناصرة، في لقاء ذكريات عنه من محبيه من عائلته الصغيرة ورفاق دربه ومعارفه من الناصرة وخارجها، بحضور المئات، ومن بينهم النائب د. حنا سويد رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية والنائب الجبهوي د. عفو إغبارية، ورئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي، وعدد كبير من رفاق درب زيّاد على مراحل مختلفة، من الناصرة وخارجها. الفولاذ الحريري
ثم فتح المجال أمام الحضور الواسع لنسمع عن توفيق زيّاد، الذي وصفه الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، "الفولاذ الحريري"، كما أخبرنا صديق زيّاد، الفنان المبدع سمير الحافظ، وهو تعبير قد يجمع تناقضين، ولكنهما يلتقيان بانسياب في شخصية توفيق زيّاد، الثوري العنيد، والشخصية الرقيقة الدمثة، ومحب الأطفال من دون حدود، لتكشف لنا سامية حكيم (أم المنذر)، عن سبب تأخره عن المجموعة التي رافقها لزيارة عائلتها في عيد الفصح، إذ عرّج عضو الكنيست ورئيس بلدية الناصرة، على ساحة مركز الأحداث الأرثوذكسي في الناصرة، ليشارك الأطفال والفتيان في "عيد فقس البيض"، فدخل إلى بيت أبو المنذر، معلنا فوزا في معركة البيض. وللبيض كانت حكاية وحكايات في هذه الأمسية التي علا وعلا فيها الضحك مرارا كثيرة، فقد ودع زيّاد آخر أشهر له في الكنيست قبل أن يغيب عنا، بتلك الجلسة الساخنة والصاخبة التي تصدى فيها لعدد كبير من نواب اليمين دفعة واحدة، وخاصة ضد النائب الترانسفيري رحبعام زئيفي، فقد صرخ زيّاد في وجههم مشيرا إلى زئيفي قائلا: "هذا هو بيضكم (خصيتكم) حين أضغط عليه تصرخون وتولولون". وصدرت الصحف العبرية في اليوم التالي تحمل عنوانين ضخمة تبرز ما قاله زيّاد، وصورا ضخمة لزيّاد وهو فاتح ذراعيه يتحدى في وسط قاعة الهيئة العامة للكنيست، وليتبع هذا مقالات ومقابلات صحفية، وحتى اليوم تعتبر هذه الحادثة بارزة في تاريخ الكنيست. وينقلنا رفيق زيّاد، سليم الشيخ سليمان إلى دفء الحي الشرقي في الناصرة وعلاقة زيّاد الوثيقة والحميمة بأهالي الحي الذين أحبوه، ليتبعه ابن الحي عزيز بسيوني أبو عصام، ويحكي بعضا من النوادر. وثم توالت الروايات الكثيرة من سمير الحافظ (عيلبون) وعبد الله جبران (الناصرة) ومحمد هيبي بقصيدتين منه عن زيّاد (كابول) وفهيم داهود (دبورية) الذي قرأ قصيدة ساخرة كتبها زيّاد عن الكنيست باللغة العبرية، وسامية الحكيم - ام المنذر (الناصرة)، وتوفيق الحصري (ام الفحم) وموسى الصغير (شفاعمرو) وسعد بلال (الناصرة) وفتحي هيبي (كابول) ومفلح طبعوني (الناصرة) وبرهوم جرايسي (الناصرة) وسامي الحاج (الناصرة). وكان لرفيق وزميل زيّاد، رئيس المؤسسة أديب أبو رحمون، محطات في هذه الأمسية، ليدعم ويؤكد ويشهد ويغني في بعض الروايات، وقد رافق أبو رحمون، زيّاد في مراحل مختلفة، إلى أن أصبح نائبا له في رئاسة البلدية من العام 1978 وحتى العام 1991. أما رفيقة دربه، نائلة زيّاد- أم الأمين، فكانت لها جولات كثيرة في هذه الأمسية، إلى أن فاجأت الجمهور بقصيدة غزل يتيمة، كتبها زيّاد في سنوات الستين، ونشرها مرة واحدة في مجلة "الغد"، ولتشارك وهيبة وعبور زيّاد، بروايات قصيرة عن دفء الأب. واختار رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي أن يخرج في رواياته التي تلاها من جدران البلدية، ليروي لنا روايات كان من الصعب تتمتها دون وقفات ضحك، ولكن من بينها، أنه حين كان مع زيّاد قرب مصعد في الكنيست، اقترب نحوهما، من كان وزيرا للخارجية، المتطرف يتسحاق شمير، فسلم عليهما وقال لزيّاد، إنني أفكر بزيارة الناصرة، فرد عليه زيّاد "بلباقة مفضوحة"، قائلا: على علمي أن الناصرة مدينة في البلاد وليس خارجها، بمعنى "خفف". كان اللقاء مؤثرا ولكنه جميلا دافئا رقيقا، تخلله تكريم موظف المؤسسة السابق الياس لبس الذي صادف نفس اليوم عيد ميلاده. هذا وقبل الأمسية تجول الحضور في معرض لرسومات رسمها زيّاد بقلمه في فترات مختلفة، إضافة إلى أوراق خطابات بخط اليد، من بينها كلمات للعديد من الشخصيات الشعبية والعمالية، إضافة إلى نسخ عن التصاريح القليلة التي حصل عليها، حين فرضت عليه الإقامة الجبرية، ومن بينها تصريح لحضور عرس أو لحضور اجتماع حزبي، وغيرها. |