من الاتجاه الصحيح ... الى العطاء الشحيح ...!!

                                     بقلم : طاهر حجيرات

كان لي الشرف والتشرف في المشاركة في ذلك الحفل البهيج لفوج التخريج الثالث في مدرسة " ابراهيم نمر حسين " .

ليس هناك شك بان ما زرعه الرئيس وادارته في المجلس البلدي قد اعطى ثماره وذلك في ازدياد نسبة التحصيل العلمي بعدما كان متدنيا .

 ان المجتمعات تقاس بالعلم والمعرفة ... لا بالكم ... بل بالكيف لقول الشاعر : " وكم رجل يعد بالف ... وكم الف تمر بلا عداد " .

اكثر ما اثار في نفسي بعد حفل التخريج حيث استوقفني هو كلمة عريف الحفل في اعتذار عضوي قائمة ابناء شفاعمرو في الاتجاه الصحيح لانشغالهما في امور ابعدتهما عن حفل التخريج الذي انتظرناه جميعا ...فهل هناك اهم وافضل من ذلك الانجاز العلمي العظيم من ذلك التخريج ...؟؟ فالعلم نور ... والجهل نار وظلام . لقول الشاعر : "  العلم يبني بيوتا لا عماد لها ... والجهل يهدم بيت العز والكرم "... فالرسول العربي الاعظم (ص) قال : " فضل العلم خير من فضل العبادة ".

ان اكثر ما اثار في نفسي السخرية والاستهزاء هو بيان عضوي قائمة ابناء شفاعمرو في الاتجاه الصحيح قبل عدة اسابيع على اثر تركهما الائتلاف البلدي في قولهما : " تبديل في المواقع ... ويستمر العطاء " .

هل العطاء بعد ترك الائتلاف هو في عدم المشاركة في حفل التخريج ...؟؟ لكن بالرغم من التوافق الطائفي فان رئيس البلدية قد اثبت بالاقوال والافعال بانه رئيس لكل الشفاعمريين  على اختلاف طوائفهم وكذلك القائم بالاعمال ... ونائب الرئيس ... بالرغم من ان تخريج الفوج الثالث لمدرسة ثانوية هي في الحقيقة تابعة للطائفة الاسلامية  حيث خلت اسماء الخريجين من ابناء اخوتنا الشفاعمريين من الطائفة المسيحية... والدرزية...؟؟ فعلام يدل هذا ...؟؟ .

لقد أنهيت دراستي الابتدائية في مدرسة حبور جبور في اوائل السبعينات وكنا خليطا من ابناء الطوائف الثلاث ... ثم انهيت دراستي الثانوية في المدرسة الثانوية البلدية ... وكنا ايضا خليطا من ابناء الطوائف الثلاث .

من المحزن المبكي اننا قد اضحينا في شفاعمرو نسير على النهج اللبناني حيث التوافق الطائفي ... فالحمائلية والعائلية والطائفية هي سيدة الموقف وذلك نتيجة الوعي المفقود وعدم النضوج العقلاني فلولا وجود العقلاء واهل الصلح والاصلاح في اعادة الاخوة والوحدة الشفاعمرية الاصيلة منذ مئات السنين في انقلاع تلك السحابة السوداء التي عمل على انقشاعها رئيس البلدية بفضل القيمين الشرفاء المخلصين لشفاعمرو من الطوائف الثلاث.

يقال : " اذا اردت ان تعرف مستقبل الامة فانظر الى شبابها "  .

السؤال الذي يطرح نفسه ... الى متى سنبقى نسير على التوافق الطائفي وان نبقى على فوهة بركان يشعل الفتنة الطائفية... مارق... عاق... تحت تصوير زائف من "الفيس بوك" مبني على الالاعيب والاكاذيب ... حيث قاد ذلك المارق مجموعة مع فئة ضالة في مؤامرة اختلط فيها الحابل بالنابل واحترق فيها الاخضر واليابس... حيث نزل البعض الى ذلك المستوى ... الدنيء ... فمن تكون تلك المجموعة التي قد اخطأت في التفكير والتدبير ...؟؟

ليس هناك شك بان الوضع الديموغرافي والجغرافي لشفاعمرو هو يخدم الانعزال الاجتماعي للطوائف الثلاث فنحن الشفاعمريين من الاجيال السابقة من الاباء والاجداد حيث الترابط الشفاعمري الوثيق كان متينا في جميع الميادين الاجتماعية والفكرية والتعليمية حيث حافظنا على العادات والتقاليد الشفاعمرية .

اما اليوم فان الشباب وسلوكهم الاجتماعي يتوقف على الثقافة والتربية الشفاعمرية الغير طائفية عند العائلات التي هي المدرسة الاولى حيث الوعي والتقدم الاجتماعي والفكري والنضوج العقلاني.

ان العبأ ثقيل والمسؤولية اكبر في اذابة التوافق الطائفي رويدا رويدا في المستقبل فكل راع مسؤول عن رعيته وان على رئيس البلدية والقائم باعماله ونائبه في ظل هذا التوافق الطائفي الغير مبني على الوعي والنضوج العقلاني هو ليس بالضرورة ما يبشر بالخير في المستقبل فهناك خفافيش الظلام الذين يتأمرون على الوحدة الشفاعمرية من خلف الكواليس .

وفي النهاية ليس من مصلحة الشفاعمريين على الاطلاق وعلى اختلاف طوائفهم الانجرار والانسياق وراء الطائفيين تحت تأثير ادعاءاتهم الزائفة من الالاعيب والاكاذيب التي لا تخدم في نهاية المطاف الا مصالحهم الخاصة والضيقة وليس مصالح الغالبية العظمى من الشفاعمريين .