[x] اغلاق
اجتماع الأمم المتحدة الدولي لدعم السلام الإسرائيلي الفلسطيني يحذر من المخططات الإسرائيلية
9/5/2009 19:37

عاد الى البلاد مساء اليوم السبت النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، .بعد مشاركته في اجتماع الامم المتحدة لدعم السلام الاسرائيلي الفلسطيني، الذي انعقد في العاصمة القبرصية نيقوسيا في السادس والسابع من الشهر الجاري، والذي انصبّ على "الاجراءات المتخذة من جانب البرلمانيين الأوروبيين والعرب وغيرهم من البرلمانيين ومنظماتهم الجامعة من اجل السلام الاسرائيلي الفلسطيني".
وقد بحث المؤتمر على مدى يومين أوضاع الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، والممارسات الإسرائيلية القمعية ضد ملايين الفلسطينيين، إن كان على مستوى تضييق الخناق في الحياة اليومية، أو من خلال نهب الأراضي وبناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري.
كما بحث المؤتمر بقلق الأوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني وحالة الانقسام، وأكد على ضرورة اعادة الوحدة الوطنية، واعطاء دفعة للمبادرات الصادرة بهذا الشأن، وخاصة من مصر، ومبادرات الرئيس محمود عباس.
وقد شارك النائب بركة في أعمال المؤتمر، وقدم مداخلة في الجلسة الأولى التي عقدت تحت عنوان: "تقييم الحالة الراهنة: آفاق استئناف عملية سلام حقيقية في اعقاب الهجوم العسكري على قطاع غزة، ودور البرلمانيين في المشهد السياسي الجديد".
واستعرض النائب بركة جملة من القضايا في مركزها تحليل لمواقف الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، والأخطار التي تشكلها على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الأمن الإقليمي، ومحاولتها وضع النهج العدواني ضد إيران في مركز التداول الإقليمي للهروب من استحقاقات الحقوق الفلسطينية.
وأكد بركة أن الحكومة السابقة قد تظاهرت بتأييدها لمبدأ الدولتين ولكنها لم تتقدم بالقضية قيد أنملة، لا بل وعمقت من نهج إسرائيل العدواني ضد الشعب الفلسطيني بالحرب على غزة والتصعيد الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وبالأخص المخططات الرامية إلى تهويد القدس العربية واغتيال هويتها الفلسطينية، ومشروع الاستيطان الخطير لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم، بالإضافة إلى مواصلة بناء الجدار العنصري والحواجز التي تنتشر في الضفة الغربية، والتي تمنع حرية حركة المواطن الفلسطيني والتي تجاوز عددها الـ 600 حاجز.
وتوقف بركة عند شعار الدولتين مشيرا إلى ان هذا الشعار اليوم يعني إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، ولا يعني بأي حال التحريف الذي تقوم به الحركة الصهيونية على اختلاف تلويناتها، وكأن الحديث يجري على صياغة مجددة لإسرائيل ومطالبة القيادة الفلسطينية والعالم بالاعتراف بها كدولة يهودية، مشيرا إلى أن هذا المطلب هو بمثابة سيف مسلط على وجود الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل وتشريع للترانسفير والتهجير.
وأكد بركة على حق الجماهير على أرضها ومستقبلها وانتمائها، الذي "نستمده من انتمائنا إلى وطننا الذي لا وطن لنل سواه، وليس من مطالبتنا بالولاء للصهيونية وليهودية الدولة ولسياسة العدوان والاحتلال والتمييز العنصري".
في ختام كلمته تقدم بركة بعدد من المقترحات العملية لجدول أعمال الاجتماع: الشروع بحملة دولية يقوم بها برلمانيون من مختلف أنحاء العالم، لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وخاصة أعضاء المجلس التشريعي الأسرى الذين يشكلون ثلث المجلس، والقيام بمبادرات تشريعية في مختلف برلمانات دول العالم تتيح المجال لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في هذه البلدان، واستقبال وفود برلمانية في إسرائيل وفلسطين للاطلاع ميدانيا على المواقف والأوضاع التي يعانيها الشعب الفلسطيني، وتنظيم حملة أوروبية لمنع رفع مستوى العلاقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي في ظل السياسة العدوانية التي تنتهجها إسرائيل، تنظيم نشاطات لمناصرة القدس وخاصة إزاء الأخطار التي تتربص بها من ناحية وإزاء إعلانها عاصمة الثقافة العربية، تنظيم فرق مناصرة للسلام العادل للمشاركة في نشاطات كالتي تجري في بلعين ضد ممارسات إسرائيل.

قرارات المؤتمر

وفي الجلسة الختامية قام السفير سافيور بورغ مقرر اللجنة بعرض الوثيقة الختامية للاجتماع وقدم مداخلات تلخيصية قيمة كل من د. ميخائيليس ستافرينوس رئيس إدارة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية القبرصية والسفير بول بادجي رئيس لجنة فلسطين و د. رياض منصور سفير فلسطين في الامم المتحدة الذي كان المحرك والروح الحية لهذا الاجتماع.
وجاء في البيان الختامي، أن المشاركين يعربون عن قلقه من النشاط الاستيطاني المستمر لإسرائيل، واستمرار تشييد الجدار في الأرض الفلسطينية المحتلة وآثاره على المجتمعات الفلسطينية.
وحذر المشاركون من أن السياسات والإجراءات المُمنهجة التي تتبعها السلطة القائمة بالاحتلال تجاه الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة تُهدد مجتمعة، وبشكل خطير أي نهج يحظى بالتأييد الدولي لحل النزاع، وتجعل من إقامة دولة فلسطينية متمتعة بمقومات الحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة أمرا مستحيلا.
وأهاب المشاركون بالطرفين أن يعملا من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لقضية فلسطين على أساس وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. وكرر المشاركون التأكيد على أن أي حل شامل وعادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن أن يتم إلا وفقا للقانون الدولي وعلى أساس كافة قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، واتفق المشاركون على أن التوصل إلى حل تفاوضي لمسألة القدس، على أساس القانون الدولي.
وأعرب المشاركون عن بالغ القلق إزاء عدم تقيّد إسرائيل بالتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، بحماية السكان المدنيين في ظل الاحتلال.
وأعرب المشاركون عن قلقهم إزاء انقسام الصف الفلسطيني الداخلي الذي يحول دون قيام وحدة وطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل السلطة الفلسطينية، وأعربوا عن تأييدهم لكافة المبادرات التي تسعى إلى رأب الصدع واعادة الوحدة الوطنية.
ورأى المشاركون أن البرلمانات الوطنية والمنظمات البرلمانية الدولية لها دور خاص في دفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية قُدما
وأثنى المشاركون على قبرص لدورها البناء في اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وشجعوا استمرار ذلك الدور. ورحبوا بالاهتمام الشخصي لرئيس جمهورية قبرص باجتماع الأمم المتحدة، مُعربين عن تقديرهم لرسالته الداعمة للسلام الإسرائيلي الفلسطيني.

سير أعمال المؤتمر

وقد شارك في الجلسة الافتتاحية لهذا الاجتماع الهام المفوض الرئاسي جورج ياكوفو ممثلا للرئيس القبرصي ورئيس مجلس النواب القبرصي ماريوس غارويان وممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية ناديا بسيسو، والنائبة اليسافيت باباديمتريوس نائبة رئيس البرلمان اليوناني، ونائبة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني عبد الله عبد الله عضو مندوبا عن فلسطين إلى جانب رئيس اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في الأمم المتحدة باول بادجي وسفير السنغال.
وقد شارك النائب بركة في الجلسة العامة الأولى، وشارك فيها أيضا د. زياد ابو عمرو وزير خارجية فلسطين الأسبق، والنائب د. مصطفى الفقي رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشعب المصري، والنائب تاكيس هاتسي جورجيو عضو مجلس النواب القبرصي، والنائبة كلير شورت عضو البرلمان البريطاني، والسناتور دينيس كوسينيتش عضو مجلس النواب الأميركي الذي أرسل كلمته مسجلة بالفيديو.
وفي الجلستين التاليتين برز من بين المشاركين النائب عبد الله عبد الله ورئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي، ورئيس مجلس النواب في مالطا لويس غاليا وجورج فيلا من الجمعية البرلمانية لحوض البحر الأبيض المتوسط والنائب قيس عبد الكريم عضو المجلس التشريعي وعضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والنائب هيكتور اميغو عضو الجمعية الوطنية الكوبية وعضو الكنيست السابق وموسي راز عن ميرتس، والمدير العام لحركة "السلام الآن" يريف أوفنهايمر.