[x] اغلاق
أبو رامي: يعطيك العافية
29/7/2011 13:22

 

زياد شليوط

أبو رامي: يعطيك العافية

ينهي الأستاذ عبد الرحمن صديق، مدير قسم المعارف في بلدية شفاعمرو غدا رسميا مدة خدمته في ادارة القسم التي امتدت الى 21 عاما، وقبلها عمل في سلك التربية والتعليم لمدة مماثلة. وكانت بدايات معرفتي بالأستاذ عبد وأنا تلميذ في نهاية المدرسة الابتدائية "ب" التي عرفت فيما بعد باسم المدرسة الابتدائية "جبور جبور"، وهو المعلم الشاب المليء بالحيوية والشباب، ومن البداية لم تنشأ علاقتي به كمعلم وطالب انما كصديق الى صديق. وفعلا وبعد سنوات قليلة عدت الى المدرسة الابتدائية "ب" معلما جديدا والأستاذ عبد أصبح معلما مخضرما ونائبا للمدير، فتجددت صداقتنا بسرعة، بل وعلاقة القربى القديمة، حيث نشأ وترعرع في حارة المكتب، وهناك نشأت وترعرعت والدتي في بيت جدي المرحوم أبو اسطفان، وقد اعتادت على مناداة والد الأستاذ عبد "خالي أبو صالح" وكانت دائما تروي لنا هذه الحكاية وترسل من خلالي سلاماتها لابن خالها في المدرسة.

وليس غريبا أن يقول لي أبو رامي وأنا ألتقيه في مكتبه مطلع الأسبوع أثناء اجراء لقاء  بمناسبة انهائه خدمته، أن نشأته لم تعرف الطائفية حيث تفتحت عيونه وجيرانه دار جبور جبور، ثاني رئيس لبلدية شفاعمرو وبيت آل صليبا، حيث كان يوصيه والده باحترام الجيران، دون أن يقول هؤلاء مسيحيين أو دروز.

كما التقيت مع الأستاذ عبد في هيئة تحرير مجلة "الأفق" التي أصدرها شقيقي عفيف، ولمست فيه مدى اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والتربوية التي عالجها، وسعة أفقه وايمانه بالديمقراطية طريقا في الحياة والعلاقات بين الناس.

وبعد سنوات قليلة فاز الزميل والصديق الأستاذ عبد بمنصب مدير قسم المعارف في البلدية وتمنينا له النجاح والتوفيق في عمله، وكانت مسيرة شاقة لانسان طموح ويحمل أفكارا للارتقاء بجهاز التربية والتعليم في شفاعمرو، لكن العراقيل كانت توضع في طريقه كما يشير بشكل لبق في المقابلة، وبحنكته عرف كيف يتجاوزها ويواصل طريقه. لا شك أن أي انسان يعمل يخطيء، لكن اذا كان ارتكب أبو رامي خطأ فليس عن قصد أو نية خبيثة، وهو كان انسانا ديمقراطيا فعلا وقد لمست فيه ذلك شخصيا من خلال علاقتي به التي لم تتأثر بأي حالة سياسية محلية، بل بالعكس كان وما زال يحترم آرائي ومعتقداتي، وليس سرا أننا نلتقي في كثير منها معا، وكان يفتح باب مكتبه أمامي، في الوقت الذي أوصد فيه البعض أبوابه، لا يخشى لومة لائم أو تقريع مسؤول، لأنه مقتنع بما يفعله تمام الاقتناع.

ومن خلال اللقاء الذي ننشره اليوم في "السلام"، فاني اكتشفت أن للأستاذ عبد ما يقوله، ولديه الكثير الذي يمكن له أن يقلب بعض الأمور أو يبين حقائق كانت مخفية عنا، لكنه ولدماثته وأدبه امتنع عن الحديث بقساوة وفضل الأسلوب "الدبلوماسي" الذي يجيده، لكن الأيام القادمة القريبة أو البعيدة ستحمل لنا مفاجآت منه ننتظرها من حق الناس معرفتها. أما اليوم فلا نتمنى له إلا كل خير في طريقه الجديد، ونحييه على ما قدمه لبلده ولمسيرة التربية والتعليم خاصة.